فرسان عنوان جديد للسياحة السعودية لم يكتشفه إلا القليل

برمالها البيضاء التي يغسلها موج أزرق يتهادى على شاطئها؛ فيما تحيطها أشجار خضراء يتخللها شعاع شمس الأصيل؛ عند الغروب، ونسمات هواء تزيح عن كاهلك التعب، لتمنحك فرصة الاستمتاع بإجازة بعيداً عن صخب المدينة، في بقعة سمّاها زوارها «هاواي السعودية»؛ تلك هي جزر فرسان التي لا يستغرقك الوصول إليها إلا ساعات قليلة؛ فيما لا تتجاوز تكلفتها سوى مبلغ مالي بسيط يمكنك من وضع عنوان جديد للسياحة الداخلية داخل أجندة وجهاتك السياحية في المستقبل.

جزر فرسان

جزيرة فرسان وكما سماها البعض “هاواي السعودية»؛ تعد إحدى محافظات منطقة جازان جنوب السعودية.

وهي مجموعة جزر تصل إلى 84 جزيرة، وتبلغ مساحتها 600 كلم مربع وتعد جزيرة فرسان الأكبر بينها، وتشتهر بصيد الأسماك، واستخراج اللؤلؤ، الذي يعد المصدر الأساسي لبعض السكان لجلب قوت عيشهم.

صُنفت فرسان من أجمل مواقع الغوص وذلك لنقاء مياهها وصفائها؛ التي تمكنك من التمتع برؤية الأسماك كما لو أنها تسبح في نهر صاف.

فيما ترسم الشعب المرجانية لوحة نارية تمتزج بزرقة المياه الصافية.

ما يجعل من فرسان الوجهة الأولى لممارسي رياضة الغوص.

كيفية الوصول إليها؟

لا تحتاج تذاكر سفر باهظة الثمن؛ بل كل ما تحتاج إليه للوصول؛ إلى مدينة جازان والتوجه لمينائها للانطلاق إلى فرسان على سطح عبَارة بحرية؛ التي تأخذك إلى هاواي السعودية مجانا؛ لتبدأ رحلتك البحرية عند الساعة السابعة صباحا؛ لكن إذا كان توجهك إلى الجزيرة؛ للاستمتاع بمنظر الغروب؛ فالعبارة توفر رحلة مسائية تنطلق في الساعة الثالثة عصراً؛ وتستغرق الرحلة إليها نحو الساعة والنصف للوصول.

ولا يقف أمر الوصول لفرسان عند العبارة البحرية، بل يمكنك التوجه إليها عبر قوارب صغيرة يمكن استئجارها بأسعار رمزية.

فيما تمتاز الجزيرة بوجود فنادق وإن كانت معدودة إلا أنها مناسبة للإقامة فيها، ويعد ماريوت أفضلها.

الآثار العثمانية

في بعض زوايا جزيرة فرسان ستشاهد آثاراً تركية، تعود للعهد العثماني بالإضافة لآثار إسلامية، وقلاع أثرية قديمة، من بينها قلعة لقمان، وقلعة غرين، وقلعة القصّار، ووادي مطر الشهير بآثاره الممتدة في أعماق الزمن، والتي يعود تاريخ بعضها إلى عصر ما قبل الإسلام بكثير من العصور.

كما يلفت انتباه أي زائر طريقة عمل النقوش التاريخية فيها الأمر الذي يوحي بارتباط جزر فرسان السعودية بعدد من الحضارات التي خلفت لنا آثاراً تاريخية تستحق الاهتمام على الصعيد المحلي، والدولي في وقت واحد.

فرسان المنسية

لا يملك كثير من السعوديين؛ أو حتى المقيمين، الحد الأدنى من المعلومات عن أرخبيل جزر فرسان؛ قد يعود السبب لموقعها الجغرافي في أطراف السعودية؛ والذي يبعد آلاف الكيلومترات، وفيما تأتي أمنيات سكانها المحمولة على أجنحة نوارسها؛ التي أجملها سعيد الفرساني أحد سكانها لـ «مكة»: «نتمنى من هيئة السياحة أن تبذل الكثير من الجهد في التسويق للمنطقة سياحيا داخل المملكة وخارجها.

وبيّن الفرساني بأن الجزيرة، شهدت في السنوات القليلة الماضية، أفواجا سياحية وزواراً من الداخل خاصةً أبناء العاصمة الرياض، ومنطقة القصيم؛ كونهما شديدتي البرودة في فصل الشتاء، ووجدوا ملاذهم في دفء فرسان، بالإضافة لموسم الإجازات الرسمية.

الطبيعة الخلابة والبكر لجزر فرسان؛ كان نتاجاً طبيعيا لها حزمة من الكتّاب والشعراء؛ الذين أسهموا في الحركة الثقافية السعودية، كما أبان ابن فرسان الوفي إبراهيم مفتاح، الشاعر والمؤرخ السعودي، الوحيد الذي بقي من أبنائها؛ بعد أن غيّب الموت العديد منهم، والذي يرى أن من واجبه المحافظة على الإرث التاريخي لجزر فرسان، ما يتضح في القصائد التي تغنى بها في حب فرسان.

المشاهدات

صفاء مياه البحر ستأخذك بعيدا وخاصة عندما تتجول في القارب وترى الأسماك في البحر بألوانها وأشكالها الساحرة بالإضافة إلى الدلافين والسلاحف، ومشاهدة صيادي الأسماك واللؤلؤ والغواصين يمارسون عاداتهم اليومية في الصيد.

مهرجان الحريد

أكثر ما يميز جزيرة فرسان مهرجان الحريد الذي يقام سنويا في شهر أبريل برعاية المحافظ يتم السباق في هذا المهرجان على صيد الأسماك حيث يتجمع فئة كبيرة من سكان الجزيرة والانطلاق للصيد في البحر.