لهون وبس يا حداد

الاثنين - 29 يناير 2018

Mon - 29 Jan 2018

خرج طوني خليفة في برنامجه «العين - بالعين» ليتحدث عن ادعاء النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون على مقدم برنامج «لهون وبس» هشام حداد، استنادا إلى المادة 23 من قانون المطبوعات، وإحالتها الادعاء إلى محكمة المطبوعات في الجبل. حداد في حلقته الأخيرة بدا سيئا ومثيرا للشفقة وهو يتهكم من خلال موضوعات البرنامج على رمز وطني سعودي كبير كولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه.

منذ فترة ومعظم الإعلام اللبناني يضخ سمومه في مختلف برامجه الترفيهية، الساقطة واللاقطة، ووصولا حتى للبرامج السياسية، طوني «معصب» للغاية لأنه لا يجد سببا لإيقاف زميله حداد بسبب سخرية عادية، من وجهة نظره أنها عادية، غير واع بمفهوم العلاقات السياسية والاقتصادية بين الطرفين، وأن لبنان كادت أن تنتهي علاقاتها بالسعودية لولا حكمة حكامنا، بعد فشل عدد من الواسطات، وبما أن لبنان عادت، وإن لم تكن بذات الزخم والارتباط بالمملكة العربية السعودية، إلا أنها أيضا لا ينبغي أن تسمح لإعلامييها باستخدام رموزنا أداة للضحك المبتذل، خصوصا أننا في إعلامنا لم نتجاوز شبرا تجاه ما يحدث في أراضي لبنان، وواقع لبنان المتردي. لسنا وحدنا من يرفض تقزيم دولة كلبنان، وإنما حتى دول الخليج لا تقبل نشر فكاهات عن الشارع اللبناني، متذكرين بأن هناك أعرافا عربية أصيلة لا تقبل لمز الإخوة، ويبدو أن مثل هذا الأمر قد فات على الإعلامي اللبناني طوني خليفة.

يمكن لهشام حداد السخرية من تراكم النفايات في وطنه، والحديث عن انخفاض الموارد الطبيعية، وتمدد البطالة الفاحشة للشباب، وكيفية التعامل مع حزب الله، لأن الحزب «ما شاء الله عامل لحالو حكومة خاصة بعيدا عن الحكومة الرئيسة لدولته»، أظن أن برنامجه سيكون أكثر تأثيرا. وأن يترك الشأن السعودي للإعلام السعودي وحده، فهو المتكفل الوحيد به، ومن المثير للدهشة والسخرية أيضا أن يترك وطنا مليئا بالأخطاء والهموم، وبدلا من البحث والتقصي والضحك حتى على همومه يتجرأ بالحديث عن المملكة، وتناول شخصية عظيمة جميع الشعب السعودي يقف معه في كل ما يقوم به تجاه وطنه.

طوني خليفة حزين جدا لأن لبنان حر، والآن أصبح مقيدا بسبب وضع اليد من قبل الادعاء القضائي على برامج التلفزيون في لبنان، يقول إنه يبدو هناك سيف مسلط على أفكارنا وحرية معتقداتنا وآرائنا، وإنه إذا حدث ذلك، فعلينا أن ننقل شققنا وبيوتنا لتكون قريبة من مركز القضاء أفضل. عجيب أمر بعض اللبنانيين، لا يريدون أي جهاز إعلامي يتحدث عن الواقع المرير الذي يعيشون فيه، ولكنهم يهربون من مواجهة أنفسهم بالتدخل في نجاحات الدول التي كافحت طويلا لكي تبقى دولتهم بعيدا عن أسماك القرش التي تريد أن تنقض عليهم!

1 رغم كل الخلافات الإعلامية إلا أن علاقتنا بالشقيقة لبنان على الدوام تأخذ منحى مختلفا من التميز

2 الإعلام يلعب أدوارا متعددة ومختلفة ولكن في شريعتنا العربية ينبغي ألا يكون هناك تجاوز حاد

3 الإعلامي »الأراجوزي« أثبت أنه لا يقدم ثقافة سوية، وبالذات التدخل في الدول المجاورة

4 السعودية دوما وأبدا أكبر من أن تتنبه أو تصغي لبعض الفقاعات الإعلامية

SarahMatar@