الممرضات السعوديات ملائكة رحمة.. ولكن!

تردد على مسامعنا كثيرا ومنذ زمن بأنهن ملائكة رحمة، سخرن أنفسهن لراحة المريضات برقة كلامهن وحنان لمساتهن وتفانيهن في عملهن، وكنت حقا ألمس رحمتهن في

تردد على مسامعنا كثيرا ومنذ زمن بأنهن ملائكة رحمة، سخرن أنفسهن لراحة المريضات برقة كلامهن وحنان لمساتهن وتفانيهن في عملهن، وكنت حقا ألمس رحمتهن في

الجمعة - 02 يناير 2015

Fri - 02 Jan 2015



يتردد على مسامعنا كثيرا ومنذ زمن بأنهن ملائكة رحمة، سخرن أنفسهن لراحة المريضات برقة كلامهن وحنان لمساتهن وتفانيهن في عملهن، وكنت حقا ألمس رحمتهن في صغري، ولكن الآن بتنا لا نلمس تلك الرحمة إلا نادرا، قد يغضب البعض مني خاصة أخواتي الممرضات! ولكن أقول وقبل كل قول بأن كلامي الذي سيقال لا يشمل جميع الممرضات فهناك من هن بعيدات كل البعد عما سأذكره وتنطبق عليهن حقا مقولة (ملائكة رحمة) يتصفن بالأخلاق الكريمة ويتميزن بجدارتهن وتفوقهن ولهن مني كل التقدير والاحترام، ولكن في المقابل من هن عكس ذلك تماما، ليس لقسوتهن وإنما لعدم فهمهن عظمة مهنتهن.

أغلب ممرضاتنا للأسف دخلن التمريض لضمان وظيفة فقط ولاستلام مبلغ وقدره كل شهر، دون ميول أو حب لهذه المهنة، وهذا ما نتج عنه ممرضات عانينا منهن وما زلنا نعاني كثيرا، فتلك لا تعرف كيف تغرز إبرة بشكل صحيح! ونكاد نشعر معها وكأنها تغرزها في أعيننا بدلا من أيدينا من شدة ما نقاسيه من ألم، وتلك تصرخ عليك عندما يطلب منها طلب وكأننا نشحد منها أو نطلب ما هو ليس من حقنا، وتلك تعمل بكل تبلد وبرود ولا تبالي بنداء ولا تلبي طلبا، وأخرى تدخل بكل ضيق وغضب دون إلقاء تحية أو سلام ويكسو ملامحها الكشر فتزيدك مرضا، وأخرى لا تعرف حتى كيف تقوم بتشغيل جهاز قياس الضغط، ناهيك عما نراه من ضيق لباس وقلة احتشام ورائحة عطور في كل مكان ونقش حناء وقهقهات ضحك تعلو المكان وصرخات نداء أو تحد وجوالات تصدح بالأغاني وماذا أقول أكثر!

كنا بالأمس وفي ظل وجود الممرضات الأجنبيات نتمنى لو كنّ ممرضات محليات وكما يقولون (مننا وفينا نفهمهم ويفهمونا) وكما قالت إحدى الكبيرات (نبغاهم عون طلعوا علينا فرعون)، كنا نشعر بالحب والحنان والأمان مع الأجنبيات لفهمهن وإتقانهن لعملهن، وأصبحنا نعاني ممن تمنيناهن، أين المسؤولون عن ذلك؟ من معلمي التمريض والمدربين الذين سمحوا بإخراج ممرضات يجهلن العمل! كيف يسمحون بتخريج دفعات تحتاج لمزيد من تعلم مبادئ التمريض! وأين المسؤولون عن التوظيف عندما يقومون بتوظيف من لسن مؤهلات؟ هل لأنهن يدفعن الأموال كي يدرسن التمريض يقومون بتوظيفهن دون مراعاة لخطورة جهلهن؟ هل لهذه الدرجة باتت أرواح البشر رخيصة ومحل تجارب إما تصيب أو تخيب! وأين المراقبون من فرض قيود للانضباط؟ وأين هم من الاستطلاع والاستبيان من المرضى والمرافقين حتى تكون هناك دورية متابعة منظمة كل سنة للتحسين من أدائهن؟ وأيضا أين أهالي المنطقة الذين لا تتحدث ألسنتهم إلا في الخفاء ولا يطالبون بما يقولون ولا يشتكون مما يعانون! كلامي هذا ليس عبثا ولا ابتغاء تهجم، كلامي هذا نظمته من واقع لمسته أنا وكثير من الناس، ويحزنني حقا بأن الواقع هكذا، لم أكتب لأكتب فقط ولم أنتقد لأخلق ثرثرة وضجة، إنما كتبت على أمل أن تصل لقلوب أخواتنا العزيزات فيعملن جاهدات الأفضل ويدركن بأن تحت أيديهن أرواحا غالية، أجبرهن التعب والمرض على أن يسلمن أنفسهن لهن، فيراعين حق الله بهن ويعتبرنهن مثل أهلهن، فهل سيرضين إن تلقت إحدى قريباتهن ما يتلقاه غيرهن منهن؟ أحبكن حقا وأتمنى الخير لي ولكن، مهنتكن مهنة عظيمة إن أحسنتن فيها وابتغيتن وجه الله بها لكان لكنّ من الله خير كثير، وأملا بأن تصل لقلوب المسؤولين ليراعوا الله في أرواح البشر قبل أن يصبحوا هم ضحايا ما جنته أيديهم.

وختاما أكرر وأعيد بأن كلامي هذا لا يشمل الجميع حتى لا يقول أحد بأنني خلطت (الحابل بالنابل كما يقال)، حروف نظمتها بحب فأتمنى أن تلاقى الحب.