4 إساءات للطفل تفوق التعنيف الجسدي

حذر مختصون في علم الأسرة من الأثر النفسي الذي تتركه الإساءات الموجهة للطفل، خصوصا في الأعوام الخمسة الأولى من عمره، إذ تعد الإساءة للأطفال من أخطر ما يهدد المجتمع، لأنها تنمي السلوك العدواني لديهم

حذر مختصون في علم الأسرة من الأثر النفسي الذي تتركه الإساءات الموجهة للطفل، خصوصا في الأعوام الخمسة الأولى من عمره، إذ تعد الإساءة للأطفال من أخطر ما يهدد المجتمع، لأنها تنمي السلوك العدواني لديهم

الاثنين - 27 أكتوبر 2014

Mon - 27 Oct 2014



حذر مختصون في علم الأسرة من الأثر النفسي الذي تتركه الإساءات الموجهة للطفل، خصوصا في الأعوام الخمسة الأولى من عمره، إذ تعد الإساءة للأطفال من أخطر ما يهدد المجتمع، لأنها تنمي السلوك العدواني لديهم.

وأشار المختصون إلى وجود أربع إساءات للطفل هي أشد تأثيرا من الضرب والتعنيف الجسدي، وتأتي في مقدمتها الإساءة اللفظية، والحرمان الحسي، وإهمال الرعاية الصحية، إضافة إلى إهمال التعليم، وتعد الإساءة اللفظية من أكثر الإساءات انتشارا في المجتمع.





الإساءة المعنوية



أوضحت الاستشارية التربوية والأسرية الدكتورة نادية نصير لـ «مكة» أن الإساءة معنويا للطفل أشد من ضربه، وتتفرع من الإساءة المعنوية أنواع كثيرة يجهلها الأهل، كالألفاظ التي تطلق على الطفل، ما يؤثر عليه من الناحية النفسية، حيث يكون الطفل خلال الخمسة الأعوام الأولى من عمره في مراحل تكوين الفكر الذاتي، وعندما يساء له في هذه السن ستتكون لديه فكرة عن نفسه أنه جاهل، ما سيؤثر على شخصيته التي ربما ستكون مهزوزة ومعقدة، وتعود سلبا على المجتمع.





أنواع الإساءات



وأكدت نصير وجود إساءات أخرى للطفل تؤثر عليه كإهمال العاطفة والحب، وهذا ما يسمى بالحرمان الحسي، إضافة إلى إهمال الرعاية الصحية، بجانب إهماله من الناحية التعليمية وعدم متابعته في دراسته، وكل ذلك يندرج تحت الإساءات التي تؤثر على نفسية الطفل وشخصيته، وخلال الخمسة الأعوام الماضية ارتفعت نسبة إساءة الأطفال في المجتمع السعودي بشكل ملحوظ، حتى أصبحت الإساءة العلنية تلاحظ في الأماكن العامة والأسواق، في تعامل الوالدين مع أبنائهم والمعلمين مع الطلبة.





اختلاف المفهوم



من جهته، قال الاستشاري النفسي بمجمع الأمل للصحة النفسية صالح اللويمي: بعض السلوكيات التي تمارس ضد الطفل في مجتمعنا كالضرب مثلا تعد من وسائل التربية، وفقا لعادات وتقاليد المجتمع، حسبما بينته دراسات مركز أمان الأسري التابع لمستشفى الحرس الوطني بالرياض.

والتعريف العام للإساءة في المجتمع العالمي هو أي اعتداء على الطفل مهما كان نوعه لفظيا أو جسديا أو عاطفيا أو إهمالا، لافتا إلى أن المجتمع غالبا ما يدعم العنف من جميع جوانبه، وذلك لخلفيته الثقافية وبنيته الاجتماعية والقبلية، وفي حال تعرض الطفل للعنف فهناك توقعات كبيرة بإصابته بأمراض نفسية مستقبلا كضعف الشخصية، وأن يكون انطوائيا، ويسقط دوره في المجتمع، كما لا يستطيع أن يكون قياديا في المستقبل، كما سيتقمص الطفل المعنف دور العنف ضد الآخرين كنوع من الانتقام، فالأسر التي تمارس العنف ضد أبنائها تعاني من ظاهرة جنوح أبنائها وخروجهم من المنزل، ما يجعلهم يقعون في فخ تعاطي المخدرات والسلوكيات الخاطئة.





الأكثر انتشارا



وكشف رئيس مركز التنمية الأسرية بالأحساء الدكتور خالد الحليبي أن الإساءة اللفظية وإهمال الطفل يعدان الأكثر انتشارا من الإساءة بالضرب والقتل أو تعطيل عضو من أعضاء الطفل، مشيرا إلى أن محاربة هذه الإساءات تقع على عاتق الأسرة، حيث يتطلب الأمر جهدا وتخطيطا ومتابعة لسلوك الأبناء، وتقع على البيئة المدرسية أيضا مسؤولية القضاء على تلك الظاهرة، لأن الطفل عندما يتعرض لإساءة داخلها، قد تترك أثرا سلبيا عليه، مشددا على ضرورة أن تبقى الأماكن التعليمية والأندية الرياضية ومراكز الأحياء نقية من الإساءة.





جهود غير كافية



وأضاف الباحث الاجتماعي عبدالله السلطان، لا يمكن القول بأن الإساءة للأطفال ظاهرة منتشرة في المجتمع السعودي، وفي دراسة أجريت أخيرا، عن أهم المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع السعودي من بين 14 مشكلة، جاءت مشكلة الإساءة للأطفال في المرتبة الـ 10 بنسبة 2.

31 %، والجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة من خلال البرامج التي من شأنها أن تحد من تلك المشكلة غير كافية، ويجب مضاعفتها، والوقوف على الأسباب الحقيقية للمشكلة وعلاجها.

ودعا للإبلاغ الفوري عن أي حالة إساءة للجهات المختصة، لاتخاذ الإجراء اللازم إزاءها، كما ينبغي للمؤسسات الرسمية والأهلية توجيه أفراد المجتمع وتوعيتهم، وتنفيذ برامج توعوية توضح آثار وخطورة الإساءة للأطفال على الطفل والمجتمع.