بقيلي تختزن متانة الترابط الطائفي
لم يتخيل أطفال إحدى الحارات القديمة بالطائف التي يعود وجود الناس بها لأكثر من 40 عاما، والواقعة بحي الشهداء شرقي المحافظة،
لم يتخيل أطفال إحدى الحارات القديمة بالطائف التي يعود وجود الناس بها لأكثر من 40 عاما، والواقعة بحي الشهداء شرقي المحافظة،
السبت - 21 فبراير 2015
Sat - 21 Feb 2015
لم يتخيل أطفال إحدى الحارات القديمة بالطائف التي يعود وجود الناس بها لأكثر من 40 عاما، والواقعة بحي الشهداء شرقي المحافظة، أن بساطتهم وعدم تحرجهم من المشاركة في كل شيء تقع عليه أعينهم، ستتحول إلى مسمى لحارتهم بحسب طريقتهم الشهيرة في مشاركة الأكل أو الشرب التي عرفت بينهم بكلمة «بقيلي»، حيث لم يكن يجرؤ أحد من أطفال الحارة عند تناول مشروب التوت أو أكل البليلة أو اليغمش والمنتو أو «العسكريم» بحسب اللهجة الدارجة آنذاك، على عدم مناصفته مع رفقائه بعد إلحاحهم عليه بكلمة «بقيلي» ويذكر أحد سكان الحارة ويدعى محمد مروان «بأن الحارة سميت بهذا الاسم بسبب كثافة سكانها في ذلك الوقت وكثرة وجود الأطفال في الشوارع وبين المنازل، حيث يكثر الباعة الجائلون للبليلة والآيسكريم والمنتو واليغمش»، ويقول مروان إن بقيلي عرفت بهذا الاسم بسبب بساطة الطفولة والأوضاع الاقتصادية خلال تلك الفترة، مما يجعل كل طفل يشارك أقرانه في مشترياته إما بطلبهم منه أو برغبته.
سالم الحميدان أحد سكان الشهداء قديما يقول «هذه الحارة تعد الأكثر جنونا وعشقا لأبناء الطائف في ذكرياتهم ومغامراتهم الطفولية وشقاوتهم، والأعداد الكبيرة لحارة بقيلي كانت تجعلهم أكثر قوة ولا يستطيع غيرهم دخولها والشراء من الباعة الجائلين إلا بمعرفة أحد أبناء الحارة أو الدخول مع قريب يسكن الحارة»، ويضيف الحميدان «مما اشتهرت به حارتهم الألعاب، ففي جميع الأوقات بالذات في الصيفية تجد الأطفال في الشارع يلعبون ألعابا تقليدية منها الطقطيقة وعظيم ساري وكرة القدم بالقماش، حيث لا تتوفر لديهم كرات مثل الموجودة حاليا»، ومن الألعاب القديمة التي كانوا يمارسونها يقول الحميدان لعبة طائرة الورق والتي يشترونها من البخارية ويتغنون بأغنية كانت تردد في الراديو «طيري يا طيارة طيري من ورق وحيطان بدي أرجع بنت صغيرة على سطح الجيران»، وكذلك صيد الطيور التي تنتشر في سماء الطائف خلال الصيف بالنبيلة أو المصيدة، ويشير الحميدان إلى أن من الذكريات التي لا تنسى في حارة بقيلي الدعوة للمنازلة أو المطارحة، وهي مصارعة من نوع خاص لإثبات القوة، وكذلك المكاسرة وهي بالذراع ومن يستطيع إسقاط يد الآخر يعتبر الفائز.
ولشهرة هذه الحارة وأهلها وارتباط ذاكرة كثيرين في الطائف بها تحدث عنها مؤرخون أمثال حماد السالمي وعيسى القصير، وصدرت العام الماضي عن أدبي الطائف رواية للكاتب خالد ربيع تحت مسمى «بقيلي».