بالأسود والأبيض.. المصور البقشي يحلق بأرواح المتعبين

الأحد - 21 يناير 2018

Sun - 21 Jan 2018

nnnnnnnu0645u0646 u0623u0639u0645u0627u0644 u0639u0628u062fu0627u0644u0639u0632u064au0632 u0627u0644u0628u0642u0634u064a                                                                     (u0645u0643u0629)
من أعمال عبدالعزيز البقشي (مكة)
ما الذي تفعله بهم ألوان المصور عبدالعزيز البقشي حينما تتخفف أكثر من قوس قزح غارقة في الأسود والأبيض وتعيد الهيبة للأحادي، متجلية بوضوح في تجاعيد الكبار، وتعب الجدات العفيفات، والمشاهد الحزينة، هكذا كان المشهد مؤثرا مع أعمال عبدالعزيز التي التقطتها عدسته لأشخاص من دول شتى، وحولها تحلق زوار مهرجان تمور الأحساء المصنعة أخيرا، باحثين عن قصصهم التي نسوها ذات زمن.

البقشي عرض نحو 22 صورة رمادية اختار لها أن تعبر عن حالات إنسانية مختلفة، لمتعبين ومنهكين في العمل، وسائرين في الطرقات حاملين على رؤوسهم وجع الحياة، تماما مثل قصيدة رثاء أزاحت الحزن تارة، وأشعلته في قلوب الثكالى مرة أخرى. وبين الألم والآمال يقف البقشي متوازنا قدر الإمكان لإخراج المشهد لمتابعيه بكل احترافية وجمال.

وأوضح عبدالعزيز البقشي لـ»مكة» أنه اختار لأعماله هذه أن تكون على طبيعتها ما قبل الألوان، ففي أحايين كثيرة يكون الأحادي معبرا عن حالة معينة، ولو كانت بالألوان لفقدت هيبتها، وضاعت في زحمة التعدد ما بين الأخضر والأصفر والأحمر والأزرق، خاصة إذا كنا بحاحة إلى عرض قصة معتقة في الحزن، فهنا نتخلى عن الألوان بكل أطيافها، ويبقى الأسودان سيدي الموقف، وأقرب إلى نقل المشاعر والأحاسيس، حتى إن النظرات معهما تحكي أشياء كثيرة بداخلها تفاصيل وإن كانت صامتة، وكما قيل عن الصورة الرمادية أنها «تشكل القدرة على النظر بعمق لجوهر الأشياء، لنرى ما هو خفي عادة عنا، فعندما يتقن المصور تلك المهارة، يكون لدى الصورة قدرتها على أن تصبح قطعة فنية»، وهو ما فعله عبدالعزيز البقشي الذي حصد جوائز عالمية وإقليمية بذائقته ذات الطعم والرائحة الفنية.

الأكثر قراءة