6 مليارات ريال إنفاق السعوديين على تأجير صالات الأعراس

يقدر خبراء ومستثمرون يعملون في مجال تنظيم حفلات الزواج حجم ما ينفقه السعوديون على تأجير صالات الأعراس وما يدفعونه في مقابل الخدمات داخل هذه القاعات من عمليات تزيين و”كوشة” وغيرها بنحو 6 مليارات ريال سنويا، وبمعدل نمو يتجاوز 10%

يقدر خبراء ومستثمرون يعملون في مجال تنظيم حفلات الزواج حجم ما ينفقه السعوديون على تأجير صالات الأعراس وما يدفعونه في مقابل الخدمات داخل هذه القاعات من عمليات تزيين و”كوشة” وغيرها بنحو 6 مليارات ريال سنويا، وبمعدل نمو يتجاوز 10%

الأربعاء - 15 أكتوبر 2014

Wed - 15 Oct 2014



يقدر خبراء ومستثمرون يعملون في مجال تنظيم حفلات الزواج حجم ما ينفقه السعوديون على تأجير صالات الأعراس وما يدفعونه في مقابل الخدمات داخل هذه القاعات من عمليات تزيين و”كوشة” وغيرها بنحو 6 مليارات ريال سنويا، وبمعدل نمو يتجاوز 10%.

وعدّوا حلول رمضان في موسم الصيف أمرا مخفضا لأرباح مستثمري القطاع، إذ أسهم في تقصير موسم عملهم إلى شهرين فقط، خاصة وأن الفترة التي تسبق الصيف تكون عادة مخصصة للصيانة والتجديد لقاعات الزواجات، وتوقيع الاتفاق مع شركات المواد الغذائية والكماليات لإمداد الصالات بحاجاتها من المواد الغذائية.





"المفطحات" تغيب عن زواجات السعوديين



بدأت ثقافة الذبائح ورؤوس الخراف أو كما تسمى في السعودية “المفطحات” تضمحل عن موائد الزواجات، فبعد أن كان الكرم في السابق والاحتفاء بالضيوف لا يكمل إلا بهذه العادة، أصبح السعوديون يفضلون بشكل كبير أن تكون وليمة العشاء في الزواجات خدمة ذاتية أو ما يسمى بـ”البوفيه المفتوح”، ويوجد به “مفطح” واحد أو اثنان على أبعد تقدير، والأسباب في تناقص هذه العادة في السعودية يعود إلى جانب اقتصادي واجتماعي.

فالأغنام في السعودية ارتفع سعرها خلال الأعوام القليلة الماضية إلى أكثر من الضعف، ففي السابق كان سعر الذبيحة لا يتجاوز 800 ريال، في حين أصبح سعرها حاليا يناهز ألفي ريال، وفي الغالب لا تكفي تلك الوليمة إلا لـ8 أشخاص، وبحسبه بسيطة حين يصل عدد المعازيم نحو 300 شخص، فإن تكاليف أسعار الخراف تصل لـ70 ألف ريال فقط، ناهيك عن قيمة طبخها وذبحها وإيجار القاعة، وما إلى ذلك في وقت أن سعر “البوفيه” لذات الأشخاص لا يتجاوز 30 ألف ريال وتشهد تنوعا في الأصناف.

ليس التكلفة فحسب سبب تقليل توجه السعوديين للذبائح أو كما تسمى في السعودية “المفطحات” بل هناك كثير منهم من أصبح يحرص على عدم تناول وجبات دسمة في وجبة العشاء، فكثير من السعوديين أصبحوا يهتمون في أن لا تتضمن وجباتهم الليلية على كثير من الدهون، ما أسهم في بقاء كثير من صحون ولائم الزواجات دون أن تمس، ما حث كثيرين من المتزوجين حديثا في وضع تشكيلة كبيرة من الأطعمة المتنوعة من خلال البوفيه، بدلا من الوجبة التقليدية.





مفارقات تكاليف الأفراح



لعل من المفارقات التي تعيشها السعودية هو الفرق بين زواج الأثرياء وبين الأقل دخلا فبمسافة تقاس بأقل من 10 كلم، يتبين الفرق الكبير بينهما، فما بين أحد أفخم فنادق الرياض الذي قد يكلف الزواج فيه مئات الآلاف من الريالات، وبين زواج مقام في حي العريجاء غرب الرياض أو ما يطلق عليه الدخل المحدود، المشتهر باستراحاته المعدة لذوي الدخول المتواضعة بون كبير، فلا يكلف الزواج هناك أكثر من 30 ألف ريال على أبعد تقدير.

ويقول عاملون في مجال الأفراح إن البعض يرغب في جعل ليلة زفافه أشبه بليالي ألف ليلة وليلة، من خلال التكاليف الكبيرة على الأفراح، التي يتجاوز بعضها المليون ريال في الليلة، إذ يقدم خلالها هدايا فاخرة للحضور، كما أن غالبية الوجبات المقدمة في المناسبة تكون مستوردة من مطاعم عالمية مشهورة، وكذلك الحلويات القادمة من الشام، والشوكولاتة السويسرية، والبعض يطلب تغيير ديكور القاعة بآلاف الريالات.





فنادق الخمس نجوم المفضلة للأثرياء



مدير فندق الريتزكارلتون بالرياض عادل المحبوب يقول إن حجم الطلب في فنادق السعودية من أجل إقامة حفلات الزفاف يعد كبيرا جدا، وأصبح هذا التوجه أكبر في الوقت الحالي، كما أن نمو الطلب عليه أيضا فاق الوصف بنسبة تصل إلى 21%، كما أن التجهيز ليلة العمر يتم قبل حفل الزفاف بعشرة أيام، وذلك ليتم استيراد كافة الخامات والمواد المطلوبة لتجهيز قائمة العشاء المتفق عليه.

وتقوم فنادق الخمس نجوم في السعودية بتوفير جناح تجهيز العروس يوم الزفاف، بالإضافة إلى إقامة ليلة واحدة للعروسين في جناح ملكي مع الإفطار داخل الجناح، وعادة ما يقضي العروسان ليلة زفافهما في نفس الفندق الذي يقام فيه حفل الزفاف، وهذا الأمر أسهم في توجه كثيرين من المقتدرين ماديا على الاتجاه نحو الفنادق لضمان جميع التسهيلات وعلى أكمل وجه ممكن.





تنافس محموم بين الأربع نجوم وصالات الأفراح



تنافس يذكر بين صالات الأفراح وفنادق الأربع نجوم، خاصة أن كلا الفريقين يهتم بالفئة المتوسطة الدخل من الزبائن الذين يعدون الغالبية في السعودية، ويسعى الفريقان إلى تقديم العروض المميزة لجذبهم، منها طبخ بعض الذبائح مجانا، أو تقديم سيارة فارهة لنقل العروسين، أو جناح للعروسين في الفندق.

فأسعار صالات الأفراح تتراوح ما بين 30 إلى 50 ألف ريال تكون في العادة شاملة للوجبات ولا يعتد بأرقام الحضور كثيرا وهو ما تهتم به الفنادق بشكل كبير.

وتمتاز قصور الأفراح بتقديم عدد من الخدمات المنخفضة التكاليف، منها تقديم الحلويات والطبخ والذبائح وكوشة العروس، إلى جانب صالة الجلوس للرجال وصالة أخرى للنساء، وصالة طعام تتسع لمئات الأشخاص، ويوفر القصر أجهزة التسجيل للصالة النسائية، ومكبرات الصوت والإضاءة الملونة، التي تعطي جوا احتفاليا بألوانها المتفرقة بين جنبات القاعة.

وأسهم قصر وقت الاحتفالات هذا العام إلى توقيع جميع منظمي الاحتفالات من فنادق وصالات زواجات إلى عقود مع الزبائن، قبل موسمهم الذهبي بشهرين وهو ما يسبق رمضان، يدفع من خلالها العميل 20% من قيمة الإيجار، مع تسديد كامل المبلغ قبل الزواج بأسبوع، وإلا يعد الاتفاق لاغيا، ومن المفارقات أيضا اتجه غالبية أماكن الزواجات إلى فرض رسوم إضافية على من يرغب في استمرار الاحتفالات إلى وقت متأخر من الليل، بل إن بعض عملاء صالات الأفراح أو الفنادق أصبح يطلب وجبات إفطار للمحتفلين الذين لا يغادرون إلا في ساعات الصباح الأولى خاصة من النساء.





الزواجات ليست فقط قاعة وعشاء



لا تطال تكاليف مناسبات الأفراح أو الزواجات في السعودية المتزوجين فقط بل تصل إلى جميع الحضور، فالحضور من النساء يستهلكون آلاف الريالات في كل مناسبة زواج، والتي تتنوع ما بين ملابس للسهرات، وزيارات لـ”الكوافير” وهدايا للمتزوجين، فقطاع التجميل ينشط في هذا الموسم وهو يسهلك ما نسبته 20% من قيمة التكاليف، كما تعد المجوهرات من الأشياء التي تستنزف كثيرا من جيوب السعوديين في موسم الزواجات، فالألماس هو العلامة الفارقة في المناسبات السعودية بشكل عام، أو على الأقل الذهب الأصفر لمحدودي الدخل.





250 ريالا الحد الأدنى لتكلفة المدعو



تبدأ تكاليف الزواج في الفنادق الخمس نجوم بالسعودية من 250 ريالا للفرد المدعو وتصل إلى 600 ريال، كما أن عدد المدعوين يشترط أن لا يقل عن 50 وبالإمكان أن يصل العدد إلى 1500، وأصبحت الفنادق الآن تقدم الوجبات السعودية الشعبية بأياد سعودية خالصة.

ويرجع تحديد تكلفة المدعو في الفنادق المختلفة إلى نوعية قائمة الطعام المختارة وسعر القاعة، والحد الأدنى أو الأعلى للحضور، ويعد نوع وشكل الديكور وتوزيع الكراسي المتفق عليه مع مصمم الديكور هو حجر الزاوية لمناسبة الزواج، فالمصمم يقوم عادة بالاتفاق مع العروس على الديكور والتجهيزات الأخرى والتي قد تشتمل على الورد، الضيافة، خدمة القهوة والصبابين، الفنانين وقد تشمل أيضا تفاصيل أخرى مثل دعوات الزفاف والتصوير الفوتوجرافي والفيديو.

ويشير مدير فندق الريتزكارلتون بالرياض عادل المحبوب إلى أن رؤية العروس تسهم في كثير من الأحيان في تحديد تكلفة الزواج فأحيانا تأتي العروس بتصور معين لحفل الزفاف، ومهمة الفندق هو تنفيذ هذه التصور وتلبية رغباتها لتتم بليلة عمر أسطورية وقد يشمل ذلك على طلب أنواع من الشيكولاتة المستورد أو أنواع من الكافيار الفاخر الذي يتم استيراده خصيصا لهذه المناسبة، الاستقبال من المطار والتوديع بسيارات فارهة.





الاستراحات البديل الأوفر حظا



في الجانب الآخر مالك استراحة خاصة بالمناسبات على التميمي يقول إن اختلاف الأذواق والفئات والوضع الاجتماعي والاقتصادي أيضا، فإن الطلب على إقامة حفلات الزفاف سواء في الفنادق أو قاعات الأفراح الخاصة أو حتى الاستراحات يختلف بحسب الذوق أو التكلفة.

وأضاف في وقت يتجه البعض إلى الفنادق هناك آخرون أجبرتهم ظروفهم المالية البسيطة إلى الاستراحات من أجل إقامة حفلات زفافهم، نظرا لقلة ذات اليد، ففي الاستراحات تتوفر في غالبها مرافق متنوعة تتسع للمدعوين وتجهيزات مقبولة، في وقت لا تزيد تكاليف إيجارها أكثر من 10 آلاف ريال.

ولفت إلى وجود استغل لمستثمرين استغلوا عدم وجود الفنادق المجهزة لمناسبات الزواجات في بعض مناطق المملكة، فاتجهوا صوب تجهيز استراحات لتلك المناسبات، فعلى رغم من أن بعضها تحاكي قصور الأفراح في الشكل والتصميم الداخلي واحتواء بعضها على المسابح وغيرها من الخدمات، والتي تسهم في إقامة بعض الحفلات حولها، إلا أن ما يميزها هو انخفاض تكلفتها مقارنة بالفنادق أو قصور الأفراح، إلا أن انخفاض أسعار الاستراحات لم تسلم كذلك، فاتجه ملاكها إلى رفع أسعارها وإن كانت بشكل أقل من الفنادق جراء الإقبال عليها متزامنا مع قلة المعروض مقارنة بالطلب، فنسبة ارتفاع الأسعار لدى بعض الاستراحات تصل إلى 80% من قيمتها للعام الذي سبقه وهي نسبة كبيرة لا يمكن القبول بها، على حد قول المستثمر سالم السعيدان.





أخطاء مستثمري صالات الأفراح



بعد أن أسهمت بعض الممارسات الخاطئة من قبل مستثمرين قطاع صالات الأفراح، وعدم حرصهم على الأمن والسلامة، ما أسهم في تعرض بعض المستأجرين لأخطار محتملة، دعا ذلك الجهات المختصة إلى وضع عدد من الاشتراطات للمستثمرين فيها، منها الاشتراطات الصحية والنظامية للعاملين، كما اشترطت أن لا تقل مساحة الموقع عن 5 آلاف متر مربع، كما يلزم أن يكون الموقع على شارعين زاوية على الأقل أحدهما تجاري، مع وضع ارتداد للموقع لا يقل عن عشرين مترا لتكون مواقف سيارات.

كما اشترطت الجهات الحكومية على ضرورة وضع مداخل خاصة بالقاعة، والتي يجب أن توفر الخصوصية للنساء من خلال مدخل خاص، كما لا يسمح بالدخول أو الخروج أو حتى فتح أبواب خدمة الشوارع الفرعية بتاتا، ويجب أن يكون الموقع بسور ارتفاعه لا يقل عن 4 أمتار جهة الشوارع الفرعية، بالإضافة إلى شروط أخرى مختصة بالواجهات وغيرها.