الوطنية المبتذلة!

الكلمات الجميلة تفقد معناها حين تستخدم بابتذال، حين تكون جسراً لغايات غير نبيلة، حين تحتمل كل شيء إلا معناها الذي نُحتت من أجله ودخلت قواميس اللغة.

الكلمات الجميلة تفقد معناها حين تستخدم بابتذال، حين تكون جسراً لغايات غير نبيلة، حين تحتمل كل شيء إلا معناها الذي نُحتت من أجله ودخلت قواميس اللغة.

الثلاثاء - 14 أكتوبر 2014

Tue - 14 Oct 2014



الكلمات الجميلة تفقد معناها حين تستخدم بابتذال، حين تكون جسراً لغايات غير نبيلة، حين تحتمل كل شيء إلا معناها الذي نُحتت من أجله ودخلت قواميس اللغة.



كان الحب هو أكثر الكلمات الجميلة التي استخدمت بشكل مبتذل حتى فقدت بريقها ولم تعد كلمة تعني ذلك الشيء الذي لم يستطع أحد تعريفه إلا بأنه «الحب».

الآن تدخل كلمة أخرى على خط الابتذال، لتصبح كلمة بلا معنى وهي «الوطنية».

كانت كلمة تعني الانتماء للوطن، وحب ترابه وإنسانه، لكنها الآن تستخدم بابتذال في البرامج الرياضية، وفي الحوارات التافهة. يكفي أن يكون لك رأي مختلف في شيء لا يعد من الأصول ولا من الفروع في حياة البشر حتى تجد من يخلع عنك ثياب الوطن والوطنية.

قل إنك لا تحب فريقاً لكرة القدم وستجد أنك قد صبأت عن وطنيتك في نظر بعض بني قومك.

قل إن مسؤولاً قد أخطأ في عمل بشري وستجد أنك عميل لأجندات خارجية وأن الوطن والوطنية منك براء.

اليوم إما أن «تكتتب» في شركة ما أو أنك إنسان تكره الوطن، وغداً سيصل الأمر بالبعض إلى أن يجردك من انتمائك لوطنك لمجرد أنك تحب الشاي حلوا، بينما ابن وطنك المكارثي موزع صكوك الوطنية يحب الشاي مراً!

ثم أما بعد:

سيكون غبياً جدا ذلك الذي يشعر بالبرد فيأخذ «بطانياته» ليغطي بها سطح المنزل متوهما أن ذلك سيكون سبباً في دفء أشمل!