المشكلات الأسرية والحالة المادية وراء شغب الطالبات

قديما أطلق على الأنثى تسمية الجنس اللطيف لما تتميز به من صفات ميزها الله بها عن الذكر، لكن في السنوات الأخيرة يبدو أن الجنس اللطيف بدأ يتمرد على ذلك الوصف وبدأ ينافس الذكور في العنف، وهو ما انعكس على العديد من الممارسات داخل مدارس البنات خاصة المتوسطة والثانوية

قديما أطلق على الأنثى تسمية الجنس اللطيف لما تتميز به من صفات ميزها الله بها عن الذكر، لكن في السنوات الأخيرة يبدو أن الجنس اللطيف بدأ يتمرد على ذلك الوصف وبدأ ينافس الذكور في العنف، وهو ما انعكس على العديد من الممارسات داخل مدارس البنات خاصة المتوسطة والثانوية

الاحد - 12 أكتوبر 2014

Sun - 12 Oct 2014



قديما أطلق على الأنثى تسمية الجنس اللطيف لما تتميز به من صفات ميزها الله بها عن الذكر، لكن في السنوات الأخيرة يبدو أن الجنس اللطيف بدأ يتمرد على ذلك الوصف وبدأ ينافس الذكور في العنف، وهو ما انعكس على العديد من الممارسات داخل مدارس البنات خاصة المتوسطة والثانوية.

ويبلغ متوسط حالات العنف الذي تمارسه الفتيات فيما بينهن داخل أسوار المدارس حالة واحدة رسمية كل شهر وفقا لتربويين، باستثناء الحالات التي يتم حلها وديا بين الطالبات أنفسهن، أو بتدخل أحد أعضاء الهيئة التدريسية أو الإدارة.

ونظرا لحساسية القضية، رفضت المسؤولات داخل المدارس التحدث في الموضوع، بينما اكتفت أخريات بالتصريح مشترطات عدم الإدلاء بأسمائهن، وبسبب عدم وجود إحصاءات واضحة في موقع وزارة التربية والتعليم عن عدد الحالات العدائية التي أحيلت لإدارة التربية والتعليم، فقد لوحظ أن عدد الحالات تفاوتت بحسب نظام إدارة المدرسة وطريقة حلها للمشكلات.



المشكلات الأسرية



وقالت معلمة في مدرسة حكومية إن أكثر الطالبات اللاتي يعانين من مشكلات أسرية كطلاق الوالدين أو العنف الأسري هن أكثر من يفتعل المشكلات، وللأسف قد يعمل الوالدان على زيادة نسبة المشكلات عندما لا يلقيان بالا لمشكلات بناتهما في المدرسة، ولا يقدمان يد التعاون في المساهمة في حلها.

وأوضحت مرشدة طلابية بإحدى المدارس الأهلية أن أسباب المشكلات بين الطالبات تكون غالبا أخلاقية وتنتج عن سوء التعامل، أو قد تكون اضطرابات أسرية تؤثر في الطالبة وتضعها تحت ضغوط نفسية شديدة تحتاج إلى تفريغها عن طريق العنف سواء اللفظي أو الجسدي مع زميلاتها.

أوقات الفراغوحول الأوقات التي تستغلها الطالبات لافتعال المشكلات، أكدت مراقبة بإحدى المدارس الأهلية أنها تتركز في أوقات الفراغ، وهنا تكمن أهمية دور المراقبة التي لا تسمح بالفوضى والعبث داخل المدرسة، وتحرص على بقاء الطالبات داخل الفصل، وكلما تواجدت في نفس مكان المشكلة باكرا كلما قلت حدة الشغب بينهن.

وأفادت بأن الطالبات في هذا السن يحتجن إلى إثبات أنفسهن، سواء بطريقة إيجابية أو سلبية، وهنا يأتي دور المدرسة في توفير جميع الأنشطة المختلفة التي تهم الطالبة وتعتني بها في أوقات الفراغ حتى يتم الانشغال بها عن غيرها من أعمال الشغب.

وكشفت مرشدة طلابية بإحدى المدارس الحكومية أن أغلب المشكلات تكون بين طالبات المرحلة المتوسطة، إذ تتحكم بها فترة المراهقة التي تمر بها الطالبة وما يرافقها من تغيرات فسيولوجية ونفسية وغيرها، مشيرة إلى أن من تلك الحالات السرقة والتعدي على ممتلكات الغير من أدوات ومصروف وغيره أو إتلافها، إضافة إلى المزاح الزائد الذي ينقلب إلى جدال أو مشاحنة.





تفاوت المشكلات



وأرجعت موجهة متقاعدة في التربية والتعليم تفاوت المشكلات من مدرسة لأخرى إلى طبيعة الحي الذي توجد به المدارس، فتكثر المشكلات في الأحياء الضعيفة المتدنية من حيث مستوى المعيشة، حيث للضعف الاقتصادي دور في المشكلات العائلية والتفكك الأسري، ما يؤدي إلى تأثر الطالبة نفسيا وتسببها في المشكلات.

وأكدت عدم وجود فرق لديها، إذ يعتمد ذلك بشكل كبير على إدارة المدرسة، والمديرة وشخصيتها بشكل خاص، فكلما كانت مديرة المدرسة على قدر المسؤولية وتعرف كيف تحتوي وتتقرب من الطالبات، ستقل المشكلات بنسبة كبيرة، مهما كانت ظروف الطالبات الأسرية والنفسية والاقتصادية وغيرها.





احتواء الطالبات



من جهتها، استنكرت الباحثة الاجتماعية ومديرة مركز التوحد مريم الغامدي خلال حديثها لـ»مكة» ارتفاع نسبة المشكلات بين طالبات المدارس، وميلهن للعنف اللفظي والجسدي وانتشار الظواهر الغريبة والسلوكيات الشاذة، أو استخدام الألفاظ الدارجة بينهن التي تحمل دلالات ومعاني لا تمت للدين والعادات بصلة.

وأضافت الغامدي: للأسف الشديد حتى بعض الموظفات والمسؤولات عن الطالبات مستواهن الأخلاقي متدن جدا، ولا يصح أن تكون محل قدوة للطالبات، وإذا لم تكن الإدارة والمسؤولات على قدر من المسؤولية في التربية قبل التعليم، واحتواء الطالبات وغرس القيم الصالحة لديهن في هذا السن الحرج الذي يتطلب المراعاة والاهتمام والمحبة، فلن نستطيع إنشاء أجيال صالحة.



الحرية الخاطئة



وأشارت إلى أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع المشكلات والشغب بين الطالبات البيئة الأسرية التي نشأت فيها الفتاة، وتربية بعض الطالبات على الحرية الخاطئة الخالية من الأحكام والحدود الشرعية، ما يؤدي أحيانا إلى تمرد الطالبات، إضافة إلى سوء اختيار المرشد الطلابية التي ليس لديها خبرة أو دراية بالمجال الإرشادي.





تأهيل المسؤولات



وأكدت وجود أساليب مهمة تستخدم مع الطالبات في هذا السن ولها دور كبير في تكوين شخصية الطالبة، من أهمها فتح باب الحوار والمناقشة بين المدرسة والإدارة وبين الطالبات، فكلما زاد تقبل وارتياح الطالبات للمدرسة والإدارة، كلما تم الوصول إلى نتائج مرضية بشكل أسرع، مشددة على ضرورة أن تحرص مديرة المدرسة على تكثيف الدورات التأهيلية التدريبية لجميع الموظفات في كيفية التعامل مع الطالبات، ومتابعتهن بشكل دائم، مع وضع تقويم سنوي لتعاملهن وحسن سلوكهن مع وأمام الطالبات، ووضع عقوبات لكل من لا تلتزم بالسلوكيات الصحيحة.