الهروب من الزحام يوجه الحجاج إلى الأحياء المحيطة بالمشاعر

تحظى المواقع بالمنطقة المركزية للحرم المكي الشريف وبعض الأحياء المجاورة للمشاعر المقدسة، بأهمية إسكانية كبيرة لدى مكاتب شؤون الحج والمطوفين الذين يبحثون عن المسافة الأقرب من مشاعر الحج لتوفير الجهد والوقت على حجاجهم، إضافة إلى إمكانية الاستغناء عن السيارات في بعض التنقلات، لا سيما في ظل الازدحامات والتكدسات التي تشهدها شوارع مكة المكرمة أثناء موسم الحج في الأحياء المحيطة بالحرم، إلا أن الرغبة في تفادي الزحام والهروب منه وجه الحجاج إلى البحث عن سكن في الأحياء المحيطة بالمشاعر والتي ليست بالبعيدة كثيرا عن الحرم.

ويرى مراقبون في موسم الحج أن الأحياء المحيطة بالمشاعر المقدسة باتت أكثر استقبالا لطلبات الحجاج من مثيلاتها في وسط مكة المكرمة، وفي المناطق القريبة من الحرم المكي الشريف، لا سيما وأن أيام الحج تختلف عن غيرها في الموسم، حيث تحتاج إلى اقتراب الحجاج من مشعر منى خاصة، وذلك لتعطل سير المركبات، واختناقها مروريا في كثير من الشوارع المؤدية إلى مداخلها من مختلف الجهات، إضافة إلى وضع خطط مرورية في بعض الأيام تقضي بعدم السماح لأي سيارة بالدخول إلى منى عدا سيارات الإعاشة.

توفير 50 %

القرب من مشعر منى أسهم في توجه الحجاج وشركاتهم إلى المناطق المحيطة بالمشاعر المقدسة وليست بالبعيدة كثيرا، ما جنبهم الوقوف في الشوارع لساعات طويلة حتى يصلوا إلى مقار إقامتهم في المشاعر، بالإضافة إلى أنها أقل سعرا من الملاصقة للحرم المكي الشريف بنحو %50، كما أنها مبان جديدة روعي فيها أفضل الاشتراطات البنائية وفق أحدث التصاميم الهندسية التي تتناسب وحاجة المستأجر وتلبي رغبته، بما في ذلك مساحة الغرف والمرافق، بالإضافة إلى أماكن مخصصة للطعام، كما أن تلك الشركات ومكاتب شؤون الحج غالبيتها توفر حافلات مخصصة لنقل حجاجها من السكن إلى الحرم المكي الشريف في الأيام التي تسبق بداية الحج، والتي تليه أيضا.

وليد أبو سبعة - عضو اللجنة الاستشارية للإيواء في الهيئة العامة للسياحة

مركزية جديدة

تقع أغلب المناطق التي تستهوي شركات وحملات الحج، في الأحياء المجاورة للمشاعر المقدسة كحي الششة والغسالة والعزيزية وغيرها، وهي في غالبيتها مبان جديدة، ويكون الإقبال عليها بسبب ضيق مساحة المخيمات في منى، وهو الأمر الذي يجعل بعض الشركات في حال من الحيرة تجاه البقاء في مخيمات من عدمه، ليتخذوا من تلك العمائر سكنا لهم أيام التشريق، فيذهبون لرمي الجمرات في مسافة ليست طويلة عليهم، ويعودوا إلى تلك العمائر في وقت قياسي، وهذا الأمر جعل من تلك الأحياء مناطق مركزية خلال موسم الحج.

سعد القرشي - خبير في شؤون الحج والعمرة

الإفلات من الازدحامات

من أهم الأسباب التي تدفع بعض شركات وحملات الحج للتوجه إلى الأحياء التي تقع على طريق المشاعر، هو محاولة الإفلات من الازدحامات والتكدسات التي تعانيها السيارات في الحج، بالإضافة إلى أمور أخرى تتعلق بالإعاشة، كتوفير أنواع معينة من الطعام، وإيصالها للحجاج دون تأخير أو تأثر، بخلاف ما يحصل مع بعض الشركات التي تنقل الطعام في سياراتها إلى المشاعر، وتتأخر في الازدحامات على الطرق والمداخل الرئيسية لمشعر منى، كما أن تجهيز وتهيئة السكن في العمائر أفضل من المخيمات، ولا يمكن أن يربط الحاج بين المشاعر وبين سكنه إلا بقرب السكن من المشاعر بخلاف ما لو سكن في مناطق بعيدة عن المشاعر المقدسة.

أحمد دهان - عضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي تركيا وأوروبا