من خطب الجمعة

الجمعة - 12 يناير 2018

Fri - 12 Jan 2018

العبرة

«الدنيا لا تبقى لأحد متسائلا عمن ألفناه من الناس وعاشرناه فكم من عزيز دفناه، فكلما مضى هو عبرة وجب الاعتبار بها، أدعوكم إلى التوبة لله تعالى، قال الله تعالى «‏‏وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون».

الدين هو رأس المال وشرف الحال والمآل فكل المصائب تهون إلا مصيبة الدين، والفتن قد تلاطمت، ففي حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال «كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر، قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير، قال: نعم وفيه دخن، قلت: وما دخنه، قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر، قال: نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك، قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك

».

صلاح البدير - الحرم النبوي

هذا القلب

«ما سمي القلب إلا لتقلبه، وتردده، حسب الظروف والمؤثرات، تتجاذبه عوامل الخير وعوامل الشر، بين لمة الملك، ولمة الشيطان، بين تثبيت الملائكة، واجتيال الشياطين وقد بين لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عجيب صنع الله في أحوال هذا القلب حينما أتى عليه الصلاة والسلام بهذه الصيغة وهو يقسم «لا ومقلب القلوب ..».

إن من القلوب ما هو معمور بالصلاح والتقوى، والسلامة من الأرجاس، فيه خواطر الخير، وبواعث الحق، معمور بالمنجيات وشمائل الخير، والشكر والصبر، والخوف، والرجاء، والزهد، والرضا، والتوكل والتفكر، والمحاسبة وغير ذلك من أعمال القلوب، تنكشف له بنور البصيرة مسالك الخير فيسلكها، ويستحث على المزيد منها، ومن القلوب ما هو مخذول مملوء بالهوى، مفتوح نحو مسالك الضلال - عياذا بالله - تجتاله الشياطين، يقوى فيه سلطان الشيطان، ويخبو فيه نور اليقين، وتغلبه الشهوات».

صالح بن حميد - الحرم المكي