التكييف يبدل كل شيء

يعدّ جهاز التكييف أحد أهم الاختراعات العالمية؛ لكنه متهم في نفس الوقت بأنه يسبب كارثة عالمية.

فقد غير جهاز التكييف كل شيء من فن العمارة إلى العادات الغذائية للناس وحتى أنماطهم الانتخابية.

وقد أنقذ جهاز التكييف أرواح الكثير من الناس، لكنه تسبب في الوقت ذاته بموت أعداد كبيرة من الناس.

معظم الناس سعداء لوجود هذا الاختراع الذكي، لكنهم لا يعرفون كيف أو متى وصل إليهم.

على مدى آلاف السنوات، حاول الإنسان أن يفعل شيئا للتخلص من العذاب البطيء في مواجهة درجات الحرارة المرتفعة.

تم تجريب كل شيء: قوة الماء، قوة العبيد، الطاقة الكهربائية، الجليد المصنوع في الآلات البخارية، والهواء البارد المصنوع من المواد الكيماوية القاتلة، والأسرة المبردة وغير ذلك.

وفي 1902، استطاع مهندس حديث التخرج من الجامعة أن يطور “جهاز معالجة الهواء”، وهو عبارة عن آلة تستطيع أن تبرد الجو داخل البيوت، وتوقع الجميع منذ اللحظة الأولى أن هذا الجهاز سيغير العالم.

لكن ذلك لم يحدث فورا.

كانت هناك أوقات تجاهل فيها الناس الطقس الحار وهم يقرؤون يوميا عن حوادث الوفيات التي سببها الجور الحار، وكانت النساء أحيانا ترتدي الفرو في درجات الحرارة المرتفعة، وكان الذين يتعرضون لسكتات قلبية يعالجون بفصد الدم ... فيما كانت فكرة جهاز يبرد الهواء تعدّ سخيفة بل وإثما.

قصة تكييف الهواء تنقسم في الواقع إلى قصتين: قصة اختراع الجهاز، وقصة إقناع الناس بأنهم يحتاجون إليه.

• 
  - الكتاب: بارد: كيف غير التكييف كل شيءCool: How Air Conditioning Changed Everything


• 
  - الكاتب: سلفاتوري باسيلي Salvatore Basile


• 
  - الناشر: مطابع جامعة فوردهام، 2014