نقص الانضباط.. هل هو حرية شخصية؟

الأربعاء - 10 يناير 2018

Wed - 10 Jan 2018

هناك مشكلة لدى كثير من الناس تكمن في أن أولوياتهم لم تترسخ في قلوبهم وعقولهم، بل أسيرة لشهواتهم ونزعاتهم.. كما أن أغلب الناس يساوون بين الانضباط وغياب الحرية، ولكن العكس هو الصحيح في واقع الأمر.. فالأشخاص المنضبطون فقط هم الذين يتمتعون بالحرية.. أما غير المنضبطين فإنهم سجناء تقلباتهم المزاجية وشهواتهم وعواطفهم.

لا بد أن نضرب بسوط العقل كل ميل بداخلنا يؤدي بنا إلى المماطلة أو عدم الانضباط، فالأفكار والانفعالات والسلوكيات عادة ما تكون تحت سيطرة الإنسان ذاته، وأنه القادر على ضبطها والتحكم في مصيرها.. فإن كل يوم أمامنا من الأفكار والمشاهد والأصوات والأشياء ما لا يعد ولا يحصى، ونحن فقط من يستطيع أن يوازن بين كل هذه المدخلات إلى عقولنا، ويترتب عليها ردود أفعال إيجابية أو سلبية، وأن الإنسان وحده من يسيطر ويتحكم في تفكيره ومشاعره وسلوكه، فإنه يستطيع أن يدير عالمه بيده.

إن القدرة على السيطرة على المشاعر والأفكار تحتاج إلى دربة وممارسة، فهي قد تكون في أصل الإنسان، وقد تأتي مكتسبة بالتمرين والممارسة.. ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (الحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم).

لذا يجب علينا أن نسيطر على سلوكياتنا، وأن نتجنب إلقاء المسؤولية على أحد غيرنا، وأن نتحلى بروح الضبط والتحكم بانفعالاتنا، وسلوكياتنا، وأفكارنا.

وللوقت والتحكم فيه دور في إدارة الذات وإدارة الموقف بفاعلية، إذ يعطيان الإنسان حالة من السكينة والطمأنينة، وبذلك تزداد نسبة انضباطه وتكون قراراته أكثر واقعية. يقول على بن أبي طالب - رضي الله عنه - (من قصر في عمله ابتلي بالهم).

ويقول بنجامين مرانكلين (إذا كنت تحب الحياة فلا تضع الوقت سدى؛ لأن الوقت هو مادة الحياة).

فإذا لم نعرف قيمة الوقت، فلن نعرف قيمة الانضباط.. ويوم لم أتعلم فيه جديدا يوم ليس من عمري.