الخيانة طبع والنذالة سلوك

البعض لا يُقيم اعتباراً لـ «العيش والملح» إلا على السفرة! والتاريخ ممتلئ بالخونة والأنذال، فـ «بروتس» قتل أستاذه، و«يهوذا» سلّم معلمه، و«خاير بك»- الذي سماه المصريون «خائن بك»- خان «قنصوة الغوري» وسلّم مصر للعثمانيين في معركة «مرج دابق»،

البعض لا يُقيم اعتباراً لـ «العيش والملح» إلا على السفرة! والتاريخ ممتلئ بالخونة والأنذال، فـ «بروتس» قتل أستاذه، و«يهوذا» سلّم معلمه، و«خاير بك»- الذي سماه المصريون «خائن بك»- خان «قنصوة الغوري» وسلّم مصر للعثمانيين في معركة «مرج دابق»،

السبت - 04 أكتوبر 2014

Sat - 04 Oct 2014



البعض لا يُقيم اعتباراً لـ «العيش والملح» إلا على السفرة! والتاريخ ممتلئ بالخونة والأنذال، فـ «بروتس» قتل أستاذه، و«يهوذا» سلّم معلمه، و«خاير بك»- الذي سماه المصريون «خائن بك»- خان «قنصوة الغوري» وسلّم مصر للعثمانيين في معركة «مرج دابق»، و«طومان باي» نائب «قنصوة الغوري»، كان قد توسط لديه يوماً ما لإطلاق سراح شيخ قبائل العربان الذي وضعه الأخير في قبو تحت الأرض وكتب على معصمه «من القبو إلى اللحد»، والعجيب في الأمر أنه بعد هزيمة «طومان باي» في موقعة «الريدانية»، هرب ولجأ إلى صديقه شيخ العربان هذا، فما كان من هذا الصديق الشهم إلا أن رحب به عرفاناً بالجميل وقال له: «انتظر هنا يا صديقي، وأهلاً وسهلاً بك»، ثم ذهب وأحضر له سليم الأول ليشنقه!!الخيانة طبع أصيل في الشخص وليست مجرد حدث عابر، ولا ينسى أحد نذالة «لاري هولمز» مع «محمد علي كلاي»، فقد أحضره الأخير لـ «يتدرب فيه» بدلاً من كيس الرمال! فما كان من «لاري هولمز» إلا أن درس نقاط ضعف وقوة «محمد علي» وتحداه بعد أربع سنوات وهزمه وانتزع منه لقب بطولة العالم!«محمد علي كلاي» لم يقرأ عن «محمد علي باشا» ليتأكد أن الخيانة طبع والنذالة سلوك، فالأميرال التركي «أحمد باشا» كان شديد الجدعنة مع «محمد علي باشا» وسلم له الأسطول العثماني في 1839، وظل الباب العالي لسنوات يطلب من محمد علي تسليم الرجل، إلا أنه رفض بما عُرف عنه من شهامة، ولكن بعد أربع سنوات (نفس السنوات الأربع!) غير محمد علي رأيه وقرر أن يضع حلاً لهذا الصداع فأرسل «زكي أفندي» حاكم الإسكندرية كوسيط لعرض السم على «أحمد باشا» الذي امتثل وشربه في القهوة فمات بعدها بساعات بالسكتة القلبية!وأفضل توصيف لكل تلك الحوادث وغيرها قدمه لنا الأديب الكبير «محمد عبدالحليم عبدالله» الذي قال: «الرجال معادن، بعضهم يذوبون في درجة حرارة لا تتجاوز العشرين، والبعض الآخر يصمدون إلى درجة الخمسين، ولكن قلة منهم لا يذوبون حتى في الفرن الذري، وحين يذوبون يتحول فحمهم إلى ماس»..الخيانة طبع والنذالة سلوك.