القيس.. عادة نسائية مكية غيبتها الكثافة السكانية

من عاش في مكة المكرمة قبل نحو 25 عاماً، حتماً يتذكر عادة »القيس« التي اشتهرت بها النساء في أيام الحج وتوارثتها الأجيال على مدار 100 عام، تتمثل في خروجهن إلى أزقّة أحيائهن بعد خلوها من الرجال الذين يخرجون إما لأداء فريضة الحج أو العمل في هذا الموسم

من عاش في مكة المكرمة قبل نحو 25 عاماً، حتماً يتذكر عادة »القيس« التي اشتهرت بها النساء في أيام الحج وتوارثتها الأجيال على مدار 100 عام، تتمثل في خروجهن إلى أزقّة أحيائهن بعد خلوها من الرجال الذين يخرجون إما لأداء فريضة الحج أو العمل في هذا الموسم

الخميس - 02 أكتوبر 2014

Thu - 02 Oct 2014



من عاش في مكة المكرمة قبل نحو 25 عاماً، حتماً يتذكر عادة »القيس« التي اشتهرت بها النساء في أيام الحج وتوارثتها الأجيال على مدار 100 عام، تتمثل في خروجهن إلى أزقّة أحيائهن بعد خلوها من الرجال الذين يخرجون إما لأداء فريضة الحج أو العمل في هذا الموسم.

تلك العادة، استقت اسمها من الشاعر الجاهلي قيس ابن الملوّح، وتقوم على تجسيد شخصية «مجنون ليلى» عن طريق ارتداء إحدى السيدات الزي الرجالي السعودي «الثوب والغترة»، وتزف بجواره محبوبته على أهازيج «ياقيس ياقيس..يا دقن التّيس..الناس حجّوا وإنت هنا ليش».

ويروي السيد عبدالحفيظ خوج، أحد سكان مكة المكرمة القدامى، تفاصيل «القيس» قائلاً: تبدأ الاحتفالات بعد صلاة العشاء يوم عرفة، والتي عادة ما تؤديها النساء في الحرم المكي ليعدن إلى منازلهن محمّلات بالمكسرات المسماة بـ«النُقُل»، ثم يخرجن إلى الشوارع وهن يقرعن على الدفوف بالعديد من الأغنيات الشعبية.

ويؤكد أن الرجال الذين لم يتمكنوا من تأدية فريضة الحج أو العمل في المشاعر المقدسة، لا يجرؤون على الخروج من منازلهم خوفاً من تعرضهم للضرب من قبل النساء وإلحاق «العار» بهم إذا ما أخبرن أزواجهن بأنهن ضربن رجلاً من رجال الحارة.

ويشير إلى أن احتفالات «القيس» تستمر حتى الـ12 من ذي الحجة، وتبدأ في اليوم من بعد صلاة العشاء إلى الفجر، وتابع: ترتدي النساء أزياء تنكرية ويؤدين رقصات مختلفة، ثم يقمن بزفّ قيس ومحبوبته ليجسدن بظرافة تخلّفه عن الحج رغبة منه في البقاء إلى جوار «ليلى».

وحتى الفتاة الحجازية بشكل عام، كان لها نصيب من «القيس»، حيث يتم تجسيدها بمجسم خشبي لغزالة ترمز إلى الجمال، والتي تحملها إحدى النساء وترقص فيها على ضرب الدفوف، إلى جانب مجسم حصان قيس أيضاً.