روح الأربعين

تظن فتيات العشرين وآنسات الثلاثين أن النساء في سن الأربعين (رِجْلٌ في الدنيا ورِجْلٌ في القبر)، وأن غايتهن رؤية أحفادهن!

تظن فتيات العشرين وآنسات الثلاثين أن النساء في سن الأربعين (رِجْلٌ في الدنيا ورِجْلٌ في القبر)، وأن غايتهن رؤية أحفادهن!

الاثنين - 29 سبتمبر 2014

Mon - 29 Sep 2014



تظن فتيات العشرين وآنسات الثلاثين أن النساء في سن الأربعين (رِجْلٌ في الدنيا ورِجْلٌ في القبر)، وأن غايتهن رؤية أحفادهن!

لكنّ الأربعين «يا زهور الحياة تفتّحي»!

مرحلة عمرية جميلة وفتيّة من وصل أعتابها فتحت له بابا من النضج والحكمة والجمال وحلاوة الروح.

نساءُ سن الأربعين ينافسن من يصغرهن جمالا وأناقة وجاذبية، ومن ما زالت منهن تحتفظ برشاقتها فهي المتربعة على عرش الأربعينيات.

نساء سن الأربعين يهتممن بأناقتهن، وعطر مسائهن، وجمال ابتسامتهن ويتفقدن شعرهنّ قلقا من بروق الشيب.

ما زالت الأمهات منهن يتدفقن حنانا..والشاعرات منهن يبدعن شعرا..

والرسامات منهن يلونّ الحياة من حولهن..

والباحثات منهن أكثر حماسا لإصدار جديد..

نساء سن الأربعين ما زلن قادرات على حلو الكلام، وعلى التثنّي، وعلى التغنّي وبثّ الحياة في جمادات اللحظات..

نساءُ سنّ الأربعين قادرات على صنع الحلوى، والتقاط الصور وجمع الذكريات الحميمة في صندوقٍ تحت السرير!

نساء سن الأربعين ما زلن ودودات ولودات، قادرات على الحمل والإرضاع والسهر وتربية الأولاد والأحفاد بحب مضاعف.

هل ما زال العجب قائما من اقتران النبي صلى الله عليه وسلم وهو في العشرينات من عمره بالسيدة خديجة رضي الله عنها وهي في الأربعين من عمرها؟

إن النساء في الأربعين يتفهمن هذا الاقتران الجميل، فالسيدة خديجة بلغة عصرنا كانت سيدة أعمال، والنساء الثريات يبدون أصغر عمرا من أثر النعمة عليهن، كما كان لهدوئها وصدق حديثها وحسن تصرفها أعظم الأثر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حين طمأنت زوجها المدثر، وهدأت من روعه، ثم حثته على المضي في أمر بوادره تنبئ بالعظمة والتفرّد، إضافة إلى أنها ـ رضي الله عنها ـ كانت أرضه الخصبة وأم أبنائه وبناته.. ألا يكفي أن ظلّ نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم يكن لها - ما عاش- حبا دفينا؟

إنه نضج الأربعين وجمالها يا سادة ويا سيدات.

وأنتن أيتها النسوة الأربعينيات طبتن صباحا ومساء، أشرعن قلوبكن للحب والحياة والصلوات.. وأقبلن على الشمس والنور والدفء والعطر والابتسامات الحلوة والورد والشوكولاته!

غردن كعصافير، ودافعن كلبؤات، واسكبن كشهرزادات القصور جميل حديثكن وحلواه.. ولا تجعلن ختام المشهد أواه.