رشا العلياني

مجتمع الجميع

الاثنين - 01 يناير 2018

Mon - 01 Jan 2018

لعل أهم ما يدعو الإنسان إلى التواضع والتراخي للناس هو أصله الأول الذي يماثل الجميع، فلا أحد خلق من طينة فاخرة، ولا أحد خلق من طينة ملونة، جميعنا من آدم، وآدم من تراب، لذا أعد النظر في نفسك إن رفعتها أكثر مما تستحق وإن خفضتها أقل من أن تعيش، فالحياة للجميع.

اليوم جميعنا نشهد على التطور الكبير الذي شهده مجال التربية الخاصة، ولا سيما التعليمي منه والاجتماعي، وما انعكس على هذا التطور من إنجازات وأعمال جعلت لكل نقص مكمل يستطيعون بواسطته العيش بلا قيود ولا وسم، فهذا الفضل الكبير يعود إلى الرب العظيم الرحيم العادل – سبحانه وتعالى - ثم يعود إلى جهود العلماء والباحثين الذين كرسوا حياتهم في سبيل العلم والمساعدة، وعلى الرغم من عظم تلك العلوم، وعظم أثرها إلا أن هناك مسميات دونية تحول دون حدوث النتائج المرجوة على سبيل المثال: ذوو الإعاقة العقلية، نجد أن الكثير من الكتب والرسائل العلمية والباحثين ما زالوا يستخدمون «المتخلفون عقليا» لوصف هذه الفئة، مثال آخر يتكرر دائما في المحاضرات الدراسية والندوات عند الحديث عن ذوي الإعاقة البصرية أو السمعية نجد أنه غالبا ما تتم مقارنتهم بكلمة العاديين، على الرغم من أنهم قد يختلفون بطريقة التواصل والتعلم، إلا أن الأكيد أنهم أفراد عاديون وقد يفوقون في قدراتهم من يستخدمون الكلام أو البصر، لذا «ثمن الكلمة قبل أن تقولها أو حتى تكتبها» لأنها إما أن ترفع وإما أن تحبط!

بلا شك السنوات المقبلة هي الأفضل بإذن الله، الصائب من العلوم سيورث لأعوام وأجيال، والخاطئ منها سيطور ويعدل بما يتناسب مع الجميع، في السنوات المقبلة آمل حقا أن ينقرض مصطلح التربية الخاصة وجميع المصطلحات المندرجة تحته، ليبقى المجتمع بنيانا واحدا متماسكا لا فرق بين أجزائه ولا مسمياته.