قائد برتبة مدير

الاثنين - 01 يناير 2018

Mon - 01 Jan 2018

حقيقة يجب ألا نغفلها فتغير المسميات لا يغير الشخصيات، ووضع لوحة على باب حجرة أو على مكتب يقبع خلفه شخص لا يحول هذا الشخص إلى قائد أبدا.

فالقائد هو من يشارك موظفيه رؤية عظيمة، يحدد الاتجاه، ويدرب الفريق، ويبدد مخاوفهم، وينسى تماما فكرة العصا والجزرة، يقود بالقدوة، ويؤهل قادة جددا على كل المستويات، يطور نظم العمل، ينظر للمستقبل أكثر مما ينظر إلى يومه.

القائد هو من يلهم موظفيه ويحفزهم ويستمع إليهم ويناقشهم ويحثهم على الابتكار وتقديم أفضل ما لديهم دون مخالفة للأنظمة والتعليمات. أما المدير فشخص صارم وصلب وهذا قد يجعله ينشر الإحباط بين موظفيه ولا يشجعهم على المبادرة والإنجاز، المدير هو من يقوم بعمل الأشياء بشكل صحيح. لكن القائد هو من يهتم بعمل الأشياء الصحيحة بطرق مختلفة. وهذا التغير الذي نريده ونطمح إليه في المؤسسات التربوية والتعليمية، تغير شخصية ومهام وليس تغير مسميات فقط.

فإذا كنت قائدا فأنت الآن تملك حقوقك الرسمية التي تجعل موظفيك مضطرين أن يتبعوك بمناسبة المنصب الذي يعطيك امتيازات إشرافية رسمية عليهم. لكن يبقى الكثير من القادة في هذا المستوى حتى إن تأثيرهم الفعلي على موظفيهم ينتهي مع مرور الأيام، ذلك لأن المحرك الأساسي للعمل هو علاقة القائد مع فريق العمل التي يجب أن تكون متميزة في بيئة إيجابية جاذبة دون أن يكون ذلك على حساب الإنجاز أو مراعاة البعض على حساب الآخر حتى لا تثبط الهمم.

إن تحقيق الأهداف يشعر الفريق بالفخر، والنجاح يؤدي إلى نجاح، ويزيد من ثقة الفريق في القائد. لكن يجب ألا يغفل القائد أن القيادة المركزية لهذا الفريق قد تؤثر سلبا على تحقيق الرؤية، إضافة إلى أن ضغط العمل بطريقة مبالغة نتيجة النمو والتوسعات مع اعتماد الفريق على قائد واحد يمكن أن يتم الرجوع إليه في كل كبيرة وصغيرة قد يؤدي إلى انحدار النتائج تدريجيا. لذا يجب أن يعمل القائد على اكتشاف وتطوير موظفيه، وتمكين قادة جدد قادرين على الإنتاج والتطوير وتحريك الدفة للأمام.

أخيرا عزيزي المدير، حتى تتحول إلى قائد كفء يجب أن يصبح المحرك الأساسي للعمل معك هو احترام الناس لك، وتقديرهم العالي لشخصك.. وليس لمنصبك.

الأكثر قراءة