استثمار اليوم الوطني

وطن المجد والوحي والسلام والإسلام، مسرح النور الإلهي، ومنار القلوب، يحظى بمواقع استراتيجية دينيا واقتصاديا وثقافيا، وما يزال العالم ينتظر منه الكثير في شتى الميادين، وهو يسير بخطى متفائلة إلى الأمام، معتمدا على أبنائه المؤمنين بما يجب أن يكون عليه للبشرية، فإن كانت هذه الأرض مهبط النور الإلهي، فيجب أن تكون كذلك منارا إنسانيا في العلم والعدل والسلام.

وطن المجد والوحي والسلام والإسلام، مسرح النور الإلهي، ومنار القلوب، يحظى بمواقع استراتيجية دينيا واقتصاديا وثقافيا، وما يزال العالم ينتظر منه الكثير في شتى الميادين، وهو يسير بخطى متفائلة إلى الأمام، معتمدا على أبنائه المؤمنين بما يجب أن يكون عليه للبشرية، فإن كانت هذه الأرض مهبط النور الإلهي، فيجب أن تكون كذلك منارا إنسانيا في العلم والعدل والسلام.

الجمعة - 26 سبتمبر 2014

Fri - 26 Sep 2014



وطن المجد والوحي والسلام والإسلام، مسرح النور الإلهي، ومنار القلوب، يحظى بمواقع استراتيجية دينيا واقتصاديا وثقافيا، وما يزال العالم ينتظر منه الكثير في شتى الميادين، وهو يسير بخطى متفائلة إلى الأمام، معتمدا على أبنائه المؤمنين بما يجب أن يكون عليه للبشرية، فإن كانت هذه الأرض مهبط النور الإلهي، فيجب أن تكون كذلك منارا إنسانيا في العلم والعدل والسلام.

الذكرى الرابعة والثمانون لتوحيد هذا الكيان العملاق غالية على قلوب مواطني السعودية، الذين آمنوا بأن وحدة كيانهم هي أس كينونتهم في عالم اليوم، ومحفزهم الرئيس للبناء والعطاء، يبتهجون كل سنة بتجدد ذكرى التوحيد، ويحتفلون كما لم يحتفلوا من قبلها، وتتجدد عهودهم في أعماقهم أن يباهوا الثريا برفعة هذا الثرى.

أصبح مفهوم اليوم الوطني للمملكة مفهوما مغايرا عن ذي قبل، وتجاوز الحفاوة الرسمية إلى حفاوة أهلية ضخمة في تظاهراتها، عندما صارت الأسر تقيم احتفالات خاصة بعيدة عن تناولات الإعلام أو الرياء، وصار الشباب يحتفلون بطرقهم الخاصة، بغض النظر عن سلبية بعض تصرفاتهم، مما يعكس عمق الانتماء، وعمق الشعور بالفخر، وعمق الحب الذي يربطهم بهذه الأرض.

وفي نظري أن الفكر المجتمعي قد تجاوز الشكليات الاحتفالية، وحشد الصور والأعلام، وبات يترقب مبادرات حقيقية أعمق من الاحتفالات، والفعاليات الباردة، وينتظر أفكارا خلاقة لا تتخلى عن مظاهر الفرح، بل تضيف إليها العمق، وتجعل ذكرى اليوم الوطني أيقونة خضراء تشحن الهمم والأرواح والعقول بالفخر والمجد والأمل، وتؤسس للطموحات.

من هذه الأفكار أن يكون اليوم الوطني يوما لإحصاء منجزاتنا للعام الماضي، وما حققناه من تقدم على شتى الصعد، علميا وثقافيا وصحيا وصناعيا ورياضيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا، ثم يكون كذلك محطة لكشف خططنا للعام القادم، حتى يظل المجتمع مرتبطا بالمنجزات، معايشا لها من لحظة تخطيطها إلى لحظة إنجازها، ولا أظن آلتنا الإعلامية الضخمة قاصرة عن احتواء هذا المظهر الوطني الكبير، ولا أظن أجهزة الدولة راغبة عن نشر منجزاتها، وشرح أفكارها إعلاميا من خلال القنوات الإعلامية المتعددة، أو من خلال مطبوعات خاصة باليوم الوطني.

يجب أن يتفهم المسؤولون أن منجزات الآخرين التي تتوالى علينا أنباؤها باستمرار، تخلق فجوة في نفوسنا، ونحن لا ننجز، ولا نجد ما نفخر به إلا شعارات نلوكها صباحا ومساء، وعقلنا الباطن يدرك أننا نرددها بسأم، مع أن المنجزات موجودة، لكن شح المعلومة أو سوء تنظيمها جعلها مغيبة أو غائمة، حتى تضخمت الذات الناقدة في أعماق الكثيرين، وصارت مثبطة وصارفة عن كل مساحات البياض.

ليس حراما، أن يعلم المجتمع في اليوم الوطني إحصائيات المشاريع، ومنجزاتنا الداخلية والخارجية، وأعداد المتفوقين، وأعداد المواليد، وأعداد المخترعين، وأعداد البروفيسورات، وأعداد المصانع، والمستشفيات والأندية والجامعات والفرق المسرحية، وأعداد كل شيء، وتكون لنا مؤشرات سنوية نعود إليها مع كل ذكرى مجيدة لليوم الوطني، عندها سنجد ما يكبح الذات الناقدة المتضخمة، وسيجد أبناء الوطن ما يفخرون به، وما يؤسسون عليه طموحاتهم، ويبيض نظرتهم إلى المستقبل.

إن استثمار اليوم الوطني من أجل الوطن، يعد مشروعا طموحا، ويبدد التردد الذي يسكن أرواح الكثيرين في ظل النظرة القاصرة من بعض المشايخ لهذا اليوم، ومحاولتهم صرف الناس عنه عندما غفلوا عن خصوصيته، وأقحموه في عمومية عيدي الإسلام، ويجد المترددون الإحجام الصامت خطوة مثلى في ظل المظاهر الاحتفالية السائدة، وغياب الأفكار البناءة الطموحة.

وفي هذه الذكرى الغالية، أمد روحي حبا وانتماء إلى أطهر ثرى، وأمد صوتي يدا تصافح كل مسؤول، أرجوه أن يحرك أفكاره وأفكار مؤسسته أيا كانت، لنجعل هذه الذكرى أيقونة خضراء حقيقية، تجدد دماء طموحاتنا وهممنا كل عام، لبناء الوطن، وتبذر في أجيالنا فوق حب الوطن روح التحدي أن تتضاعف المنجزات، ونأخذ مكاننا ومكانتنا المستحقة على خارطة الفعل العالمي.