جل ما اقترفته.. الصمت

السبت - 23 ديسمبر 2017

Sat - 23 Dec 2017

صمت.. فأشار إلي البعض بالغموض، بل حكموا علي بالوحدة المطلقة، التزمت الصمت فشككوا في شجاعتي، وحبست في زنزانة مغلقة، لجأت للصمت فتهافتوا علي ظنا منهم أني غريب الأطوار اقتحم عالمهم، نعم صمتي قد يجعلك تفكر في الاحتمالات السابقة كافة، فقط لأنك اتخذت القرار لتفعل ذلك، إما لكونك سمعت أو قرأت أو حتى غرس الآخر في نفسك غرابة الصمت والصامتين.

مهلا لحظة أيها المتحدث اللبق، أعطني هذه الفرصة، بل سأمنح نفسي الحق في استغلالها، دعني أحدثك أنا الصامت وأفصح عما في جعبتي، أنا بشري يا من اعتقدت غرابتي، وصنفتني جميع التصانيف التي لا تمت لي بصلة، صامت لأني لا أرى جمالا في كثرة الحديث، صامت لأن هناك تكمن قوتي، صامت لأني في عالم أجمل من الذي تراه، بل مبحر بعيدا هناك، صامت لأني اخترت ذلك، لا لرهبتي ولا لخوف في نفسي ولا ارتعاد منك أنت، وإنما في صمتي حديث خفي موجه لمن يفهم تلك اللغة فقط. في المرة القادمة التي تراني فيها صامتا قد أكون بلغت عنان السماء، محلقا بجناح أفكاري.

حسبك ارحمني قليلا ودعني أستمتع بتلك القوة وهذه اللحظات، فكما أن في كلمتك وحديثك قوة، كذلك لصمتي قوة عظيمة، لاحقا حينما تنوي أن تثقب عزلتي، تذكر هذا الحديث بيننا، لكل منا قوته ليستخدمها كيفما شاء، فأبسط قانون نتعايش به الآن التقبل بكل احترام، ولا شيء غير ذلك.

كلمة لك أنت أيها «الصامت» مثلي، تعلم أن تعتز بما لديك من قوة، احترم ذاتك وصمتك، احترم عالمك واصنع لعزلتك الحميدة مكانة خاصة في نفسك، ففي حال أنك أنت لم تكن على قدر من الاطلاع بما لديك من إمكانات، فكيف لذلك المتحدث من خلف الستار أن يعلم بكل تلك الخفايا.

الأكثر قراءة