القدس.. ستبقى مسلمة

الجمعة - 22 ديسمبر 2017

Fri - 22 Dec 2017

رأينا كل ما حدث من رفض وإدانة وثورة إسلامية بعد قرار الرئيس الأمريكي ترمب اعتبار القدس عاصمة لليهود، ذلك القرار الظالم لقضية السلام القضية الفلسطينية، ذلك القرار الذي اغتال كل عملية السلام برمتها، بل أكثر من ذلك فقد أعادها إلى نقطة الصفر، ذلك الوضع الذي حاولت كثيرا الرياض تفاديه ورفضها له جملة وتفصيلا لعلمها بأنه ليس إلا بداية لتصعيد كبير لا تحمد عقباه، وهذا ما حدث بالفعل، فقد أصبح العالم الإسلامي على صفيح ساخن من لحظة ذلك القرار الذي كان يفتقد لكل عوامل التعقل والحيادية، بل نزل كالصاعقة على قلوب المسلمين وأعاد فكرة المقاومة إلى نقطتها الأولى لأنه قرار وبكل بساطة (أشعل فتيل الوضع غير المستقر أصلا) «وجاء هذا القرار ليزيد الطين بلة»، ويصعب بل ويعقد كل الحلول السابقة والقادمة لاحتواء قضية السلام ودفعها نحو الأمام، ذلك الأمل الذي تضاءل وبشكل كبير بعد هذا القرار المجحف والذي لم يراع حق الشعب الفلسطيني في أبسط حقوقه التي تتلخص في أحقيته بالأقصى الشريف الذي يعتبر بالنسبة له مسألة حياة أو موت، والمساس بهذا الحق يتجاوز عبارة «الخط الأحمر» إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، لدرجة أنك لا تستطيع أن تصف ما قد يحدث في القريب العاجل أو حتى تتوقعه، فالقدس ليست فقط للفلسطينيين بل هي قدس كل المسلمين على وجه هذه الأرض، وهذا شيء بلا شك لم يحسب له الرئيس ترمب حسابا، ولنقل إنه تساهل بشأنه إلى درجة قد لا تنذر بشيء قادم، بل ستجعل كل ردود الأفعال مفتوحة وعلى كل الاحتمالات، وذلك نتيجة حتمية لقرار يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة المساس بما يعتبر رمزا دينيا له كان يفترض إخراجه من مربع اللعبة السياسية التي سقطت مع هذا القرار إلى عالم المجهول الذي قد يأتي بما لا يتوقعه ترمب ذاته، وعندها ستكون لغة العقل غائبة ولن يتبقى سوى لغة المصير والمقاومة الشريفة للحفاظ على ما تبقى من كرامة المسلم تلك الكرامة التي أصبحت خارج أجندة التآمر على القضية الفلسطينية التي كان يفترض أن يدرك صانعو هذا القرار الظالم بأن القضية ليست فقط قضية الفلسطينيين بل هي قضية كافة المسلمين على وجه هذه الأرض والتعامل معها على هذا الأساس. وليس بعيدا بل قريبا جدا ستدرك الحكومة الأمريكية بأنها أقدمت على أسوأ قرار في تاريخ أمريكا الحريات وحقوق الإنسان، تلك الشعارات التي تهاوت إلى الأرض بعد هذا القرار الذي لا يوازيه سوى قرار (بلفور البريطاني) الذي سهل لإسرائيل احتلال أرض فلسطين المسلمة وسلبها حريتها إلى هذا اليوم.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال