مصطلحات وصور ذهنية جديدة
الثلاثاء - 19 ديسمبر 2017
Tue - 19 Dec 2017
إقبال الشباب والشابات على بعض المهن التي لم تكن من قبل ضمن خياراتهم الممكنة جدير بالتأمل.. هل كانت المصطلحات التي تعرف تلك المهن لها وقع نفسي وصورة ذهنية تطوقهم في إطار غير مقبول نفسيا واجتماعيا؟ أم إن الحياة وتكاليفها هي التي غيرت مفاهيم الشباب حول العمل والكسب، دون الشعور بالحرج من العمل في مهنة ما غير مؤتلف العمل بها في أوساطهم كمواطنين.
تأخذ بعض المصطلحات والكلمات المستخدمة في حياتنا بعدا اجتماعيا ونفسيا يصبها في قالب ذهني يتشكل حسب مفهوم ونظرة غالبية أفراد المجتمع، إذ تتفاوت تلك النظرة حسب معطيات كثيرة يصنفون بها معنى ذلك المصطلح، بالإضافة إلى المستوى الثقافي ودرجة الوعي اللذين يتحكمان أيضا في تعرفة ذلك التصنيف.
وملحوظ لدينا كيف تغير الإقبال على بعض المهن مثل مهنة «سائق توصيل» على سبيل المثال، التي فرض النظام سابقا «سعودتها» ولكن لم ينجح في استقطاب الشباب لها لعدة أسباب مختلفة معلومة ومتشعبة لست بصدد الحديث عنها.
واليوم.. أطلقت عدة مسميات لمهنة «السائق».. كمصطلح «كابتن» و«قائد» من قبل شركات حديثة ساهمت في تشكيل صورة ذهنية مختلفة وجديدة لكلمة «سائق»، وأعادت تعريف هذه المهنة من خلال توظيف التقنية وخلق بيئة عمل محفزة، يروج لها في صورة نموذجية تحاكي ثقافة المجتمع وتغري طموح الشباب، وبالتالي أعاد القانون فرض نفسه ولكن بنجاح هذه المرة، لأن مؤشر القبول الاجتماعي كان عاليا وهو المحرك الفعلي لتحقيق الهدف.
ولو اقترحت على شاب أو شابة العمل في «بسطة» أو «عربة» مأكولات خفيفة في الأماكن العامة، لما قبلا بذلك، وسيجدان ألف حاجز يمنعهما من العمل، وستخلق الصورة «الذهنية» الاجتماعية لمصطلح «بسطة» ألف عقبة نفسية في ذواتهما!
ولكن كل هذا تغير مع تغيير المصطلحات التي تعرف هذه المهن.. فراعي البسطة أو العربة بالأمس أصبح اليوم «مالك Food Truck فود تراك» مجهزة ومكيفة وبها من الإمكانيات الكثير، مما يوفر لصاحبها تقديم جودة خدمة طيبة وللمستهلك «مفهوم جديد» في تقبل فكرة العمل بها أو امتلاكها.
ومن المؤكد أن الانفتاح اليوم على مصراعيه على العالم الذي تتصدر فيه ثقافة متجددة مؤثرة لا يمكن تحديد هويتها المأخوذة من كل شارب ساهم في إعادة تعريف الكثير من الأمور في حياتنا اجتماعيا وفكريا، لذلك من الصعب اليوم أن تتحفظ على استعمال كلمة «فود تراك» باعتبارها كلمة (إنجليزية) بحجة أن اللغة العربية غير عاجزة عن إحاطة معناها وتوفير البديل، هذا صحيح بالطبع، ولكن الواقع المعاش سيفرض عليك قاموسه الحديث «المشكل» بمفردات عدة، بعضها مستحدثة وبعضها مستوردة «بهويتها» التي غطت فراغا أو انهزاما في نفوسنا مع الأسف.
تأخذ بعض المصطلحات والكلمات المستخدمة في حياتنا بعدا اجتماعيا ونفسيا يصبها في قالب ذهني يتشكل حسب مفهوم ونظرة غالبية أفراد المجتمع، إذ تتفاوت تلك النظرة حسب معطيات كثيرة يصنفون بها معنى ذلك المصطلح، بالإضافة إلى المستوى الثقافي ودرجة الوعي اللذين يتحكمان أيضا في تعرفة ذلك التصنيف.
وملحوظ لدينا كيف تغير الإقبال على بعض المهن مثل مهنة «سائق توصيل» على سبيل المثال، التي فرض النظام سابقا «سعودتها» ولكن لم ينجح في استقطاب الشباب لها لعدة أسباب مختلفة معلومة ومتشعبة لست بصدد الحديث عنها.
واليوم.. أطلقت عدة مسميات لمهنة «السائق».. كمصطلح «كابتن» و«قائد» من قبل شركات حديثة ساهمت في تشكيل صورة ذهنية مختلفة وجديدة لكلمة «سائق»، وأعادت تعريف هذه المهنة من خلال توظيف التقنية وخلق بيئة عمل محفزة، يروج لها في صورة نموذجية تحاكي ثقافة المجتمع وتغري طموح الشباب، وبالتالي أعاد القانون فرض نفسه ولكن بنجاح هذه المرة، لأن مؤشر القبول الاجتماعي كان عاليا وهو المحرك الفعلي لتحقيق الهدف.
ولو اقترحت على شاب أو شابة العمل في «بسطة» أو «عربة» مأكولات خفيفة في الأماكن العامة، لما قبلا بذلك، وسيجدان ألف حاجز يمنعهما من العمل، وستخلق الصورة «الذهنية» الاجتماعية لمصطلح «بسطة» ألف عقبة نفسية في ذواتهما!
ولكن كل هذا تغير مع تغيير المصطلحات التي تعرف هذه المهن.. فراعي البسطة أو العربة بالأمس أصبح اليوم «مالك Food Truck فود تراك» مجهزة ومكيفة وبها من الإمكانيات الكثير، مما يوفر لصاحبها تقديم جودة خدمة طيبة وللمستهلك «مفهوم جديد» في تقبل فكرة العمل بها أو امتلاكها.
ومن المؤكد أن الانفتاح اليوم على مصراعيه على العالم الذي تتصدر فيه ثقافة متجددة مؤثرة لا يمكن تحديد هويتها المأخوذة من كل شارب ساهم في إعادة تعريف الكثير من الأمور في حياتنا اجتماعيا وفكريا، لذلك من الصعب اليوم أن تتحفظ على استعمال كلمة «فود تراك» باعتبارها كلمة (إنجليزية) بحجة أن اللغة العربية غير عاجزة عن إحاطة معناها وتوفير البديل، هذا صحيح بالطبع، ولكن الواقع المعاش سيفرض عليك قاموسه الحديث «المشكل» بمفردات عدة، بعضها مستحدثة وبعضها مستوردة «بهويتها» التي غطت فراغا أو انهزاما في نفوسنا مع الأسف.