قرار من لا يملك لمن لا يستحق
الخميس - 14 ديسمبر 2017
Thu - 14 Dec 2017
من المؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حين عزم على إصدار قراره بأن «القدس عاصمة لإسرائيل»، وهو قرار من لا يملك لمن لا يستحق، قد عول في تقدير خاطئ على أن العرب والمسلمين سيصدرون إدانات ويسيرون احتجاجات عقب قراره، يجوبون معها الشوارع كعادتهم عقب كل ابتلاع لأجزاء من أراضي فلسطين، ثم ما يلبثون أن يقبلوا بالأمر الواقع. وهذه حسابات خاطئة، لأن فلسطين على مر تاريخها لم تكن لتبرح ذاكرة كل عربي ومسلم، وأمله في أن يأتي يوم لتتحرر فيه من احتلال الصهاينة، مثلما نجحت في الخلاص من كل الاحتلالات السابقة التي مرت عليها، وما زاد ذلك أهلها إلا تصميما على التمسك ببلادهم، والسير في نضال تحريرها، مهما كلفهم ذلك الأمر، وها هم في تعبير لا مثيل له في الانتماء للأرض «يتوارثون مفاتيح منازلهم القديمة في القدس وكل المدن الفلسطينية جيلا وراء جيل». صحيح أن فلسطين مرت بفترات كانت تفقد فيها أجزاء من أراضيها، نتيجة للتخاذل والتهاون في التصدي للعدو الصهيوني، وذلك بسبب مواقف الضعف والتفكك التي تسود تفاصيل حياة العرب، ولوقوف دول العالم الأول مساندة للاحتلال في انحياز فاضح لإسرائيل. كلنا يعلم أن فلسطين ضاعت في غفلة من العرب في عام أسموه بالنكبة عام 1948، مما اضطر أهلها إلى الهجرة نتيجة للهجمات والمذابح التي كانت تقودها العصابات الصهيونية كالهاجاناه وشتيرن وغيرهما، ليحتل فلسطين أناس غرباء أتوا من كل أنحاء الأرض، ولم يكن احتلالها ليكون لولا دعم أوروبا وأمريكا والاتحاد السوفيتي آنذاك للمستوطنين الإسرائيليين، لتأتي بعد ذلك النكسة في عام 1967 التي احتل فيها العدو الإسرائيلي ما تبقى من أجزاء أخرى من أراضي فلسطين، وأراضي عربية في مصر وسوريا ولبنان، من بينها الأجزاء الشرقية للقدس التي يطالب اليوم بها الفلسطينيون عاصمة لدولة فلسطين، إلا أن ما يحسب لأهل فلسطين ومعهم العرب المخلصون لقضيتهم، كبلادنا المملكة العربية السعودية التي وقفت بصدق ولا تزال إلى جانب قضيتهم في مواقف ثابتة لا تقبل التشكيك أو الانتقاص، إنهم لا يزالون يقدمون التضحيات الجسام من أجل طرد الاحتلال، وحماية المسجد الأقصى الشريف أول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
أعود إلى قرار الرئيس ترمب لأقول بأنه وإن كان لن يغير في نظرة الفلسطينيين نحو القدس ومن خلفهم العرب والمسلمون في كل مكان، وعزمهم على استعادتها، إلا أنه قرار يمثل مدى الانحياز الفاضح للإدارة الأمريكية التي تصبح غير مؤهلة في رعاية عملية السلام، ولا يمكن تسمية ما قام به ترمب سوى «عربدة سياسية» لن تكون في صالح تحقيق السلام للمنطقة. السلام العادل الذي ما فتئ العرب يسعون إليه، إلا أن إسرائيل كانت تبدي تعنتا وصلفا في مواجهة كل رغبات العرب في تحقيق السلام وتفسره على أنه ضعف.
العرب اليوم أمام هذا القرار الأمريكي «الترامبي» بحاجة إلى توحيد صفوفهم لرفض القرار، وما سيترتب عليه أمام مزاعم الإسرائيليين بقبول الأمر الواقع، وهم يقصدون أن واقع القدس الذي سعت إسرائيل إلى تهويدها، بهدم أحياء عربية، ومضايقة سكانها وممارسة ضغوط يومية بقصد إجبارهم على ترك مدينتهم، وفق خطة لفرض تغييرات جغرافية وديموجرافية للقدس، فيكفي ما يجري لأهلنا في فلسطين على يد احتلال غاشم لا يرعوي في ارتكاب المجازر من أجل أن يبقي على احتلاله لفلسطين، وفي يد العرب ما يمكن أن يفعلوه لإجبار المحتل على القبول بالسلام وإجبار أمريكا على إلغاء قرارها الخاطئ باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
أعود إلى قرار الرئيس ترمب لأقول بأنه وإن كان لن يغير في نظرة الفلسطينيين نحو القدس ومن خلفهم العرب والمسلمون في كل مكان، وعزمهم على استعادتها، إلا أنه قرار يمثل مدى الانحياز الفاضح للإدارة الأمريكية التي تصبح غير مؤهلة في رعاية عملية السلام، ولا يمكن تسمية ما قام به ترمب سوى «عربدة سياسية» لن تكون في صالح تحقيق السلام للمنطقة. السلام العادل الذي ما فتئ العرب يسعون إليه، إلا أن إسرائيل كانت تبدي تعنتا وصلفا في مواجهة كل رغبات العرب في تحقيق السلام وتفسره على أنه ضعف.
العرب اليوم أمام هذا القرار الأمريكي «الترامبي» بحاجة إلى توحيد صفوفهم لرفض القرار، وما سيترتب عليه أمام مزاعم الإسرائيليين بقبول الأمر الواقع، وهم يقصدون أن واقع القدس الذي سعت إسرائيل إلى تهويدها، بهدم أحياء عربية، ومضايقة سكانها وممارسة ضغوط يومية بقصد إجبارهم على ترك مدينتهم، وفق خطة لفرض تغييرات جغرافية وديموجرافية للقدس، فيكفي ما يجري لأهلنا في فلسطين على يد احتلال غاشم لا يرعوي في ارتكاب المجازر من أجل أن يبقي على احتلاله لفلسطين، وفي يد العرب ما يمكن أن يفعلوه لإجبار المحتل على القبول بالسلام وإجبار أمريكا على إلغاء قرارها الخاطئ باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.