زريقان: افتحوا غرفة خفاجي المقفلة فبداخلها كنز تاريخي وفني

الثلاثاء - 12 ديسمبر 2017

Tue - 12 Dec 2017

nnnnnnnu064au062du064au0649 u0632u0631u064au0642u0627u0646 u0645u062au062du062fu062bu0627 u062eu0644u0627u0644 u0627u0644u0646u062fu0648u0629                     (u0645u0643u0629)
يحيى زريقان متحدثا خلال الندوة (مكة)
كشف الناقد الفني يحيى مفرح زريقان أن الشاعر إبراهيم خفاجي طلب فترة مفتوحة لكتابة النشيد الوطني رغبة منه في إنجاز عمل يليق بالوطن، حيث استغرق منه ذلك 6 شهور في الوقت الذي كانت المدة المطلوبة لتسليم النص أسبوعين فقط، جاء هذا خلال الندوة التكريمية التي أقيمت أخيرا تقديرا لمسيرة الشاعر الراحل.

وذكر زريقان خلال الندوة أن النشيد الوطني أسند لشعراء قبل الخفاجي ومن ضمنهم طاهر زمخشري وعبدالله الفيصل الذي قال بصريح العبارة إن هذا الأمر لا ينجزه إلا خفاجي، حيث كان من القلة التي تجيد الكتابة على لحن موسيقي.

وأفاد بأن خفاجي يعد من أهم راصدي الحياة السعودية تاريخا وثقافة وإنسانية بشكل جعله متفوقا على غيره، مضيفا «كل المؤلفات التي خرجت عن الخفاجي أقل بكثير مما يمثله من قيمة عالية، ولديه غرفة مقفلة في منزله تختصر كل مسيرة حياته، لو استخرجنا هذه المطبوعات ربما ننتج موسوعة أو معجما كبيرا عن الأغنية».

وأضاف «لكم أن تتخيلوا كيف كتب خفاجي هذا النص كلمة كلمة بنفس الجملة اللحنية في هذا العمل الذي كان يعزف كموسيقى فقط، قبل أن يتحول إلى النشيد الذي خلد خفاجي في حياتنا للأبد».

وأشار الناقد إلى أن خفاجي بذل 7 عقود من عمره في خدمة النص الشعري، وكان ربيبا للجيل الذي صنع مجد الثقافة في المملكة، ومن هنا انطلق شاعرا فصيحا لا يشق له غبار، فضلا عن ارتباطه بالشعر الغنائي، منذ بدايات الأغنية السعودية.

وقال «خفاجي يكتب نصوصا مغناة لا تصعب على الفنان، فهو مؤلف وملحن غير عادي، كان يستشرف قيام مؤسسات المجتمع المدني، وعندما بدأت النهضة الفنية في الستينات كان أحد ركائزها، حيث تعاون مع طارق عبدالحكيم في 250 أغنية، كما كان أحد أهم أسلحة محمد عبده الفنية».

ويلفت زريقان إلى نقطة بالغة الأهمية وهي أن الذاكرة الفنية المحلية فقدت برحيل خفاجي إرثا لن يعوض، حيث كان يحفظ قدرا كبيرا من الموروث الشعبي خاصة في الحجاز، كما نقل الكثير عن فناني المرحلة التي سبقته، مضيفا «أتمنى أن يكون تفريطنا في هذا الجانب نواة لعمل مؤسسي للحاق بما بقي من الرواد وتسجيل مشوارهم».

وقال إن خفاجي أسس اتجاها جديدا لحياتنا الثقافية، ورصف طريقا للتذوق والتحضر والجمال، مشيرا إلى أنه وصل إلى مناصب عالية في وزارات عدة ولكنه بقي متواضعا كما عرفه الناس، يشجع ويساند الأصوات الشابة والتي كان من أبرزها الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن.

مرجعية فنية

»خفاجي أشبه بمرجعية فنية، فهو ليس شاعرا فقط، وهو ملحن وموسيقي لـ90% من الأغاني التي غنيت له، وقد كان حريصا على خدمة الأغنية واستخدامها في تحسين صورتنا الاجتماعية خارجيا«.

يحيى زريقان

الأكثر قراءة