الملك لترمب: أي إعلان عن وضع القدس قبل التسوية مضر بالسلام

الثلاثاء - 05 ديسمبر 2017

Tue - 05 Dec 2017

بينما رجح مسؤولون أمريكيون كبار إصدار الرئيس دونالد ترمب أمرا موقتا هو الثاني له منذ توليه السلطة، بتأجيل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، رغم وعده الانتخابي بالمضي في الإجراء المثير للجدل، ضج العالم العربي والإسلامي والأوروبي من الخطوة التي كان من المزمع إعلانها أمس.وأبلغ الرئيس الأمريكي أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعاهل الأردن الملك عبدالله، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هاتفيا، نيته المضي قدما في قرار نقل السفارة.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس من اتخاذ أي إجراء أحادي بشأن القدس.

وحذر الملك عبدالله وفقا لوكالة الأنباء الأردنية «بترا» خلال الاتصال، من خطورة اتخاذ أي قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية، مشددا على أن القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأكد أن هذا القرار سيؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين.

تحذير سعودي

وقال سفير السعودية لدى واشنطن الأمير خالد بن سلمان أمس، إن أي إعلان أمريكي بشأن وضع القدس قبل التوصل إلى تسوية نهائية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني سيضر عملية السلام ويزيد التوتر في المنطقة.

وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن قلق السعودية البالغ والعميق مما يتردد، وأوضح المصدر أن المملكة ترى الإقدام على هذه الخطوة يعد إخلالا كبيرا بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية والتي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس، التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها. كما أنها ستمثل - في حال اتخاذها - تغييرا جوهريا وانحيازا غير مبرر في موقف الولايات المتحدة الأمريكية المحايد، في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع إلى أن تعمل على تحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام، وأضاف أن هذه الخطوة سيكون لها تداعيات بالغة الخطورة، وإضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتعطيل الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام، كما أن من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم، في ظل محورية القدس وأهميتها القصوى.

وشدد على أهمية أخذ الإدارة الأمريكية في الحسبان العواقب البالغة السلبية لهذه الخطوة، وأمل السعودية في عدم اتخاذها، لكي لا تؤثر على قدرة الولايات المتحدة على مواصلة مساعيها في الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وأعرب مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون حقوق الإنسان والقانون الدولي بدولة الإمارات أحمد الجرمن عن قلق دولة الإمارات البالغ والعميق، وأوضح وفقا لوكالة أنباء الإمارات، أن الإقدام على هذه الخطوة يخالف القرارات الدولية التي أكدت على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة، وحذر من أنه سيكون لهذه الخطوة تداعيات بالغة الخطورة وإضفاء المزيد من التعقيدات ومن شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم.

وحذر وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل من «تطور خطير جدا» في حالة اعتراف الولايات المتحدة بشكل أحادي بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وقال عقب لقاء لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع نظيرهم الأمريكي ريكس تيلرسون أمس»عبرت العديد من الدول عن قلقها وهذا ما ينطبق علينا أيضا.. حيث نرى أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يهدئ النزاع بل سيزيده سخونة».

اعتداء صريح

وحذر مجلس الجامعة العربية أمس، الولايات المتحدة من أن هذا الموقف سيمثل «اعتداء صريحا على الأمة العربية».

وقال المجلس في بيان، بعد اجتماع غير عادي على مستوى المندوبين في مقر الجامعة بالقاهرة «أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلى المدينة، اعتداء صريح على الأمة العربية، وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاك خطير للقانون الدولي، ومن شأنه أن ينسف فرص السلام وحل الدولتين وتعزيز التطرف والعنف».

قطع العلاقات

بدوره حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس، بأن بلاده قد تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إذا اعترفت الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة لها.

وقال إردوغان في اجتماع برلماني لحزبه الحاكم العدالة والتنمية موجها حديثه لترمب «القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين، إن اتخاذ قرار يدعم إسرائيل في حين ما زالت جروح المجتمع الفلسطيني تنزف يمثل انتهاكا للقانون الدولي».

معارضة أجنبية

ولم يقف التحذير والاستنكار على المسؤولين العرب والمسلمين، حين قال مسؤولان أمريكيان آخران، اشترطا عدم الكشف عن اسميهما، إن أنباء الخطة أثارت معارضة من مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية المعني بالتعاملات مع المنطقة، وقال مسؤول «كبار المسؤولين في المكتب وعدد من السفراء من المنطقة عبروا عن قلقهم الشديد من فعل هذا».

وقال مسؤول أمريكي رابع إن تقديرات المخابرات الأمريكية بخصوصها ستطلق ردود فعل غاضبة ضد إسرائيل وربما أيضا ضد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

قبلة الموت

وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان بعدما تحدث هاتفيا مع ترمب «عبر الرئيس الفرنسي عن قلقه من الخطوة»، واعتبر كبير ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل سيكون «قبلة الموت» لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

مطالب أوروبية

وطالبت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني أمس، بتفادي أي تصرف من شأنه تقويض جهود السلام الرامية لإقامة دولتين منفصلتين، مؤكدة على دعم الاتحاد الأوروبي لجهود كسر جمود محادثات السلام.

قنصليات أمريكا ترفع التأهب

وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، بأن المؤسسة الأمنية تستعد لاحتمال اندلاع احتجاجات فلسطينية عنيفة، وخاصة في القدس، في أعقاب تواتر الأنباء بشأن خطوة الرئيس الأمريكي.

وأصدرت الإدارة الأمريكية توجيهات لقنصلياتها وسفاراتها بدول الشرق الأوسط برفع مستوى التأهب تحسبا لوقوع احتجاجات ضد المؤسسات الأمريكية.

وذكرت الصحيفة أن اجتماعات عقدت بين مسؤولي الشرطة والأمن الداخلي والقيادة المركزية خلال الأيام القليلة الماضية لتقييم الوضع والاستعداد «لموجة من أعمال الشغب والهجمات الإرهابية»، التي قد تكون مشابهة لتلك التي وقعت بعد قرار تركيب أجهزة كشف المعادن في الحرم القدسي في يوليو الماضي.

قصة القرار المؤجل من 1995

1948

في نهاية الحرب الإسرائيلية العربية كانت مدينة القدس مقسمة بين الأردن وإسرائيل.

17 يوليو 1948

- أعلنت إسرائيل القسم الذي بقي في أياديها من مدينة القدس جزءا من أراضي الدولة

- رفضت نهائيا مطالبة الأمم المتحدة بجعل منطقة القدس وبيت لحم منطقة دولية.

1949

أعلن الأردن ضم الضفة الغربية بما في ذلك القسم الشرقي من مدينة القدس إلى أراضيه، بينما ناقشت الأمم المتحدة من جديد إمكانية تدويل القدس.

13 ديسمبر 1949

قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن جوريون طلبا رسميا للكنيست الإسرائيلي لعقد جلساته في القدس، وبعد إقرار الطلب انتقل البرلمان الإسرائيلي إلى القدس.

- بقيت السفارات الأجنبية لدى إسرائيل في تل أبيب، حيث رفضت معظم الدول الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.

- أنشأت بعض الدول قنصليات في القدس للاعتناء بمصالحها في المدينة، ولكن جميعها خضعت مباشرة لحكوماتها وليست للسفارات في تل أبيب أو في عمان.

1967

احتل الجيش الإسرائيلي القسم الشرقي لمدينة القدس من الأردن خلال الحرب

أواخر السبعينات

نقلت بعض الدول سفاراتها لدى إسرائيل إلى غرب القدس دون اعتراف رسمي بالقدس أو بجزء منها كعاصمة لإسرائيل.

1980

كانت في القدس 13 سفارة : هولندا بوليفيا تشيلي كولومبيا كوستاريكا الدومنيكان السلفادور إكوادور جواتيمالا هايتي باناما الأوروجواي فنزويلا

1980

طرحت عضوة الكنيست جيئولا كوهن مشروع قانون القدس، واقترحت فيه إعلان القدس بالحدود التي رسمتها الحكومة الإسرائيلية في أمرها من يونيو 1967 عاصمة إسرائيل رسميا.

مضمون القانون

القدس الكاملة الموحدة هي عاصمة إسرائيل، مقر الرئاسة، الكنيست، الحكومة، المحكمة العليا.

20 أغسطس 1980

- مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رفض قانون القدس في قرار رقم 478 وعد تطبيقه خرقا للقانون الدولي.

أخيرا

دعا مجلس الأمن الدول التي أنشأت سفاراتها لدى إسرائيل في القدس إلى إخراج السفارات من المدينة

1995

أصدر الكونجرس الأمريكي قانونا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويدعو الرئيس الأمريكي إلى نقل سفارة بلاده لدى إسرائيل إلى القدس، ولكن هذا القانون يسمح للرئيس بتأجيل تطبيقه كل 6 أشهر، وهذا ما فعله الرؤساء الأمريكان منذ 1995 إلى هذا اليوم.