ولي العهد: لن نسمح بترويع الأبرياء وسنلاحق الإرهاب حتى يختفي تماما

أكد أن 40 دولة إسلامية ترسل إشارة قوية بتضامنها
أكد أن 40 دولة إسلامية ترسل إشارة قوية بتضامنها

الاحد - 26 نوفمبر 2017

Sun - 26 Nov 2017

شدد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان على أن تشويه سمعة الإسلام أكبر خطر اقترفه الإرهاب المتطرف، مضيفا "لن نسمح لترويع الأبرياء في جميع دول العالم أن يستمر أكثر من اليوم، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب واليوم نرى هزائمه واليوم سوف نؤكد أننا نحن من يلحق وراءه حتى يختفي تماما من وجه الأرض".

إشارة قوية

وقال لدى افتتاحه اليوم أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب"، بمشاركة وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي ووفود دولية وبعثات رسمية من الدول الداعمة والصديقة، وذلك بفندق الفيصلية بمدينة الرياض "اليوم ترسل أكثر من أربعين دولة إسلامية إشارة قوية جدا بأنها سوف تعمل معا".

وصافح ولي العهد فور وصوله مقر الحفل وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب المشاركين في أعمال الاجتماع، ثم التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.

ماذا قال ولي العهد؟

"أولا أرحب باسم خادم الحرمين الشريفين بإخواني وزملائي أصحاب السمو وأصحاب المعالي وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، ولا شك أن اجتماعنا اليوم هو اجتماع مهم جدا لأنه في السنوات الماضية كان الإرهاب يعمل في جميع دولنا وأغلب هذه المنظمات تعمل في عدة دول بدون أن يكون هناك تنسيق قوي وجيد ومميز بين الدول الإسلامية، اليوم هذا الشيء انتهى بوجود هذا التحالف، فاليوم ترسل أكثر من أربعين دولة إسلامية إشارة قوية جدا بأنها سوف تعمل معا وسوف تنسق بشكل قوي جدا لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي، فهذا الشيء سوف يحصل اليوم وكل دولة سوف تقدم ما تستطيع في كل مجال حسب قدراتها وإمكانياتها.

لدينا اليوم في اجتماعنا هذا مبادرات عدة سوف تعلن في البيان الختامي بعد اتفاق أصحاب السمو والمعالي عليها.

كما لا يفوتني اليوم أن نعزي أشقاءنا في مصر شعبا وقيادة على ما حدث في الأيام الماضية وهو فعلا حدث مؤلم للغاية وكأنما يجعلنا نستذكر بشكل دوري وبشكل قوي خطورة هذا الإرهاب المتطرف، جميعنا نعزي إخواننا في مصر ونؤكد أننا سنقف بجانب مصر وبجانب جميع دول العالم لمكافحة الإرهاب والتطرف.

اليوم الإرهاب والتطرف ليس أكبر خطر حققه هو قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، أكبر خطر عمله الإرهاب المتطرف هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وتشويه عقيدتنا، لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحاء ومن ترويع للأبرياء في الدول الإسلامية وفي جميع دول العالم بأن يستمر أكثر من اليوم، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب واليوم نرى هزائمه في كثير من دول العالم خصوصا في الدول الإسلامية واليوم سوف نؤكد أننا سوف نكون نحن من يلحق وراءه حتى يختفي تماما من وجه الأرض.

أرحب بإخواني مرة أخرى وأتمنى مخرجات لهذه القمة ناجحة وأتمنى أن تكون الجهود لهذا التحالف ناجحة ومتميزة وأهلا وسهلا بكم".

ثم شاهد ولي العهد والمشاركون والحضور فيلما عرف بالتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وأهميته في مواجهة الإرهاب.

تحالف لدحر الإرهاب

من جانبه أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى أن هذا الاجتماع يعكس العزم الإسلامي على محاربة آفة الإرهاب، وتأكيد أن الدين الإسلامي رسالة سماوية نقية من الشوائب.

وعد فهم المسار الفكري ضمن مهام التحالف عنصرا مهما، لدحر آفة الإرهاب من جذورها، مشددا على أن ذلك هو الرهان الحقيقي والهدف الأسمى الذي تسعى إليه البشرية أجمع، ودول هذا التحالف على وجه الخصوص.

وأوضح أن الإرهاب لم يقم على كيان سياسي ولا عسكري، بل على أيديولوجية متطرفة، مبينا أن الوقائع التاريخية والسجل العلمي للإرث الإسلامي تثبت أن الإسلام رحب بكل معاني السلام حتى أصبح جزءا رئيسا من تعاليمه، ومفردة مهمة في قاموسه، كما أقر منطق الاختلاف والتنوع والتعددية، وحمى الحقوق والحريات، وفتح العقل على آفاق أوسع، ووضع له قواعد تحفظ توازنه الفكري، نجدها جلية في نصوص الشريعة.

المواجهة العلمية

وتساءل كيف تسلل التطرف منتحلا اسم الإسلام بعد تلك الضمانات التشريعية التي رسخت بوضوح تام قيم الوسطية والاعتدال، ملخصا الإجابة عن هذا التساؤل في أن التطرف بنظرياته الحالية لم يكن امتدادا فكريا لمفاهيم سابقة، (وإن كان امتدادا لها في المنهج والسلوك)؛ ذلك أن التطرف المعاصر كان خليطا من حماسة قتالية بعاطفة دينية عشوائية تفتقر لأبسط مقدمات الوعي الديني وأبسط قواعد المنطق العقلي، وساعده على تمدده غياب القدر اللازم من المواجهة العلمية والفكرية له، والتي تتطلب الدخول في تفاصيل مزاعمه.

تحريف النصوص

ولفت إلى أن بداية هذا الانحدار الفكري من اجتزاء النصوص وتحريف معانيها، وعدم الأخذ بقواعدها التي تضبط عملية التعامل معها، وللعقل الجمعي واستدراج العاطفة المجردة عن الوعي، والقراءات الخاطئة للوقائع والأحداث، والظروف النفسية لدى البعض تأثير كبير في نزعة التطرف.

وأشار إلى أن التقديرات الأولية لتعداد الدول التي التحق الإرهابيون منها بتنظيم داعش الإرهابي تصل إلى مئة دولة، وفدوا من مدارس فقهية وعقدية متنوعة، يجمعهم هدف مشترك هو إقامة كيانهم المزعوم، مضيفا أن تقديرات نسبة الملتحقين بهذا التنظيم الإرهابي من أوروبا وحدها بلغ 50%.

تشويه مفهوم الجهاد

أكد الفريق أول المتقاعد القائد العسكري للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب راحيل شريف أن أكبر تحد للسلام والاستقرار في القرن الحادي والعشرين، ولا سيما في العالم الإسلامي، هو التصدي لأخطر ظاهرة في العالم، ألا وهي الإرهاب، مبينا أن التنظيمات الإرهابية شوهت مفهوم الجهاد في الإسلام، وحاولت جاهدة إلباس أعمالها الإجرامية الشنيعة ثوب شرعية الإسلام، إلا أنها بأعمالها الإرهابية الفظيعة والمنكرة تهدد السلم العالمي من أجل تحقيق أهدافها التدميرية.

وأشار إلى أ، عدد العمليات الإرهابية التي شهدتها السنوات الثلاث الأخيرة بلغ نحو 8000 هجوم إرهابي كبير على مستوى العالم، مما أدى إلى مقتل ما يزيد على 90.000 شخص وإصابة آلاف من الأبرياء، مؤكدا أن هذه الهجمات تركزت في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وقارة أفريقيا، حيث كان تنظيما القاعدة وداعش الإرهابيان والجماعات التابعة لهما مسؤولة عن معظم هذه الهجمات.

ضحايا الإرهاب

وأوضح أنه وقع ما يزيد على 70% من الوفيات الناتجة عن الإرهاب في أربع دول، هي: العراق وأفغانستان ونيجيريا وباكستان.

وقال "خسرت هذه الدول الكثير من الأرواح والأموال خلال السنوات الماضية، ففي العراق بدأنا نشهد التحسن أخيرا مع استعادة العراق لمناطقه المحتلة من قبل داعش"، مضيفا "استطاعت باكستان تغيير المعادلة ضد الإرهاب وما زالت تتصدى لهذا الخطر بنجاح".

ولفت إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المتمثلة في صياغته هذا التحالف المناهض للإرهاب، واصفا إياها بالمبادرة التاريخية والجريئة، التي جاءت إدراكا منه للحاجة إلى نهج استراتيجي شامل لمكافحة الإرهاب.

وأشار إلى الرؤية التي وضعها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، للتصدي الجماعي للإرهاب، مؤكدا أنها رؤية قادرة على قيادة وتنسيق جهود الدول الأعضاء بكفاءة وفعالية عالية.

تمارين مشتركة

وأوضح أن التحالف سيجري تمارين مشتركة استنادا إلى سيناريوهات واقعية تتطلب استجابة سريعة وغرس روح التضامن والمسؤولية المشتركة في محاربة الإرهاب.

وقال "يضاف إلى ذلك أن التحالف الإسلامي سوف ينشئ منصة بأحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة لتبادل المعلومات والاستخبارات للتصدي للشبكات الإرهابية وداعميها ومعاونيها ومموليها والمتعاطفين معها، وبعد إجراء التحليلات

المعمقة للمعلومات الحساسة، سيجري تبادل المعلومات الاستخبارية الفعالة مع الجهات المعنية".

وتابع "إن الغاية النهائية من لقائنا هنا اليوم هي التوحد والعمل سويا من أجل هزم وسحق الإرهاب والفكر المتطرف، نظرا لارتباط مصائرنا واعتماد خيرنا وازدهارنا على بعضنا البعض، وعليه فقد حان الأوان الآن أكثر من أي وقت مضى، في أن نتوحد ونحل خلافاتنا العالقة وندعو للسلم والتعايش والتناغم".

دور ريادي

أعرب وزير الدولة لشؤون الإعلام في المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور محمد المومني عن شكره للسعودية، لدورها القيادي للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وجهودها الكبيرة وخدماتها التي تقدمها في سبيل محاربة الفكر الإرهابي المتطرف.

وأوضح أن هذا الاجتماع الاستثنائي والتاريخي ليس فقط لكوننا أمة السلام والعدل والوسطية والاعتدال، بل لأننا الأولى بمحاربة من يهربون ويقتلون باسم الدين الإسلامي الحنيف، مشيرا إلى أن الحروب أصبحت تخاض من خلال وسائل الإعلام والاتصال، فأضحت الساحة الإعلامية والاتصالية ميدان مواجهة، تماما كما هي ميادين الحروب العسكرية والأمنية.

أفكار ظلامية

ولفت إلى أن العصابات الإرهابية الجبانة تلقت خلال الأشهر الماضية هزائم كبيرة، لكن الحرب لم تنته بعد، ولا سيما في الميدان الإعلامي والاتصالي الذي سيمتد حتى نحصن مجتمعاتنا من أخطار الأفكار الظلامية، ونشد من عضد إعلامنا ليكون أداة فاعلة بيد المجتمعات لمحاربة التطرف والغلو والإرهاب، فالحرب على الإرهاب، ومواجهة الفكر الإرهابي المتطرف بجميع منابره، عملية مستمرة، ومعركة مصيرية، وحيث إن الاستراتيجية الشاملة التي اختطتها الأردن لمحاربة هذا الفكر الظلامي عملت في جزء أساسي منها على المحور الإعلامي والفكري الذي يتطلب وقتا، وجهدا توعويا وفكريا رائدا وممتدا.

مكافحة التمويل

أوضح محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور أحمد الخليفي أن جريمة تمويل الإرهاب تمثل أحد أخطر الجرائم التي تؤثر بشكل كبير على الأنظمة والمؤسسات المالية والاقتصادية والأسواق العالمية واستقرارها وسمعتها وعلى الأمن والسلم الدوليين، وعملية مكافحتها تواجه تحديات كبيرة، ولا سيما في السنوات الأخيرة التي شهدت تطورا ملحوظا وسريعا في تعدد أساليب وطرق التمويل. وتتزايد درجة المخاطر التي تواجه الدول مع تطور مستوى التخطيط والتنظيم لدى المنفذين، وتنوع طرق وأساليب التمويل.

وأفاد بأن المنظمات الإرهابية تعتمد على طرق عدة لتمويل أنشطتها ولتغطية مصاريفها التشغيلية، حيث تستولي على موارد اقتصادية وطبيعية مهمة، ولا سيما آبار الغاز والنفط في بعض الدول، والحصول على أموال الفدية، والاتجار بالقطع الأثرية بعد الاستيلاء عليها، إضافة إلى استغلال بعض القطاعات المرتبطة بالبناء والتشييد في بعض المناطق التي تتواجد بها تلك المنظمات الإرهابية، والاستيلاء على المؤسسات المالية والمقدرات الخاصة بتلك المؤسسات، ومحلات الاتجار بالمعادن الثمينة كالذهب، والاتجار في القطع المسروقة، والاتجار بالبشر، إضافة إلى الطرق التقليدية التي يجري فيها التمويل من خلال جمع وتوفير الأموال بين المنظمات الإرهابية بعضها البعض، وتلقى دعما ماليا ولوجستيا من قبل داعمي الإرهاب، عن طريق استغلال الأنظمة المالية العالمية والتقنيات الحديثة في إخفاء تنقل الأموال بين الدول.

أسماء وهمية

وأضاف أن المنظمات الإرهابية تحرص على تنويع مصادر دخلها، كي لا تضطر إلى توقف أعمالها نتيجة قمع عمليات التمويل من قبل السلطات المختصة بمكافحة تمويل الإرهاب، وتستخدم القطاعات الرسمية وغير الرسمية لتمرير تلك العمليات، كما تستخدم أسماء وهمية، وأعمالا تجارية لتمرير تلك العمليات، مؤكدا أهمية التعاون بين الدول من خلال تعزيز أوجه التعاون الدولي لمكافحة هذه الجريمة التي تهدد الأمن والمجتمع والأجيال القادمة.

مهاجمة الأبرياء

عبر وزير الدفاع الوطني بالجمهورية التركية نور الدين جانكلي عن أمله في أن يعزز الاجتماع الأمن والشفافية والمسؤولية في كل الدول الإسلامية ومجتمع العالم بأسره، مبينا أن التنظيمات الإرهابية تهاجم الأبرياء باسم الإسلام. واستنكر العمل الإرهابي الذي حدث في مصر، وأكد أن من نفذوا هذا العمل لا يمكن أن يمثلوا الإسلام، بل يستغلون هذه الفرص لإحداث اضطراب في بعض المجتمعات الإسلامية.

الخلاص في الوحدة

وأشار إلى أهمية الوحدة بين الدول الإسلامية لأنها السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله مكافحة التنظيمات الإرهابية، لافتا إلى أهمية الحاجة للتغلب على المشكلات التي تواجه الدول الإسلامية للحؤول دون اغتنام هذه التنظيمات الإرهابية لها، والتي تحاول أن تستغل الثروات والفجوة في مجتمعاتنا لتحقيق مآربها في ظل هذه الأزمة.

إيران محور الشر

أعرب وزير شؤون الدفاع بمملكة البحرين الفريق الركن يوسف الجلاهمة عن شكره للسعودية على مبادراتها في قيادة التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، ودفعها للعمل المشترك للتصدي لأخطار الإرهاب التي أصبحت تهدد دولنا وشعوبنا.

وقال إن ما تمر به منطقتنا من ظروف استثنائية كان وراءه دول تبنت الإرهاب، ودعمت منظماته، حتى شكلت منعطفا خطيرا يهدد أمننا واستقرارنا، وتأتي في مقدمتها "إيران" التي مدت يدها في الظلام، لتصعد بتدخلاتها، مما يشكل تهديدا واضحا لدول وشعوب المنطقة، فاستهدفت بمنظوماتها وصواريخها بلاد الحرمين الشريفين، واحتلالها للجزر الإماراتية المتنافي مع قيمنا الإسلامية والأعراف الدولية، وسعت لتأسيس منظماتها الإرهابية كالحرس الثوري وحزب الله والحوثيين.

وأضاف "لم تكن البحرين بعيدة عن تلك التدخلات الإرهابية، فقد تعرضت لسلسلة من الأحداث الإرهابية كلفتها 26 شهيدا و3000 جريح من رجال الأمن ومن المواطنين، كان آخرها تفجير أنبوب النفط، مما يستدعي منا جميعا الوقوف صفا واحدا في وجه الإرهاب"، مؤكدا استنكار بلاده لجميع التدخلات والاعتداءات الإرهابية، ودعم الجهود كافة لمحاربة الإرهاب وجماعاته.