ثقافة يولد ورزقه معه

الجمعة - 10 نوفمبر 2017

Fri - 10 Nov 2017

كثيرة هي العادات التي كانت وما زالت تعشش في أذهان بعضنا منذ القدم، وما زالت صامدة أبد الدهر لديها مقاومة عنيفة وعجيبة ضد عوامل التعرية في بيئتنا الصحراوية.

ذات يوم قالت امرأة لزوجها: ما أجمل منظر الأطفال السبعة أو الثمانية فلا تخش المسؤولية وتقلق يا عزيزي فكل واحد منهم يأتي ورزقه معه بإذن المولى عز وجل. حينها ذهب الرجل يسرح ويمرح في خياله وأخذ يستعرض شريط ذكرياته من المهد حتى الآن وكيف كان الآباء والأمهات يتعبون في تربية أبنائهم ويغرسون فيهم القيم والخصال الحميدة، ويصقلون شخصياتهم ويثبتون قواعد وأسس ديننا الحنيف داخل أرواحنا وقلوبنا. عندما كان الجار والأخ والأب والأم والحارة والأقارب يقومون بتربيتنا ويزرعون فينا فسائل الدين والعبادة والصلاة والزكاة والصدقة والرحمة والتقوى وغيرها الكثير. تغيرت الطباع والأخلاق والقيم في مشهدنا الحاضر، ضاعت الجيرة والتربية والمدرسة وهمش الأستاذ والمنهج، وعندما أصبح السائق هو الأب والمربي والعامل والقائم بشؤون المنزل وهو صاحب المسؤولية، وعندما أصبحت العاملة المنزلية هي الأم والمربية ومصدر الحنان والأمان والعاطفة فعندها نقول لك أخي وأختي الكريمة لا تنجبا سبعة أو عشرة أطفال بل خففا الأمر لثلاثة، وأحسنا تربيتهم وتنشئتهم وأغرسا فيهم الخصال الحميدة، حتى لا تجنيا عليهم، ويكون مصيرهم الجهل والظلام والفقر والجريمة والانحراف والسقوط في الهاوية والهلاك. يحثنا ديننا العظيم على الإنجاب والتفاخر بأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن نرجوك رجاء خاصا يا سيدي الكريم، وسيدتي الكريمة، علما أولادكما حفظ كتاب الله عز وجل، واقرآ عليهم سيرة نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وفقها أولادكما في الدين والتوحيد، وأحسنا تربيتهم وخططا لمستقبلهم وتعليمهم وزواجهم، واجعلاهم أمة نتفاخر بهم ونسترجع بهم زمننا القديم من مجد وعلم واختراعات ونهضة، قد نهضت على أكتافها أمم أخرى.