الشخصية الفعالة

إن حظيت، وكنت فردا في فريق عمل، أو موظفا بإدارة مع قائد فعال، فأنت تعمل مع شخصية متقنة لما تقوم به، ستتعلم منه مهارات، وتكتسب خبرات، وتحقق نجاحات، فالشخصية الفعالة تمتلك نمطا إداريا يتحلى أصحابها بخصائص سلوكية بارزة، فهم يمتلكون التقدير الذاتي لأنفسهم، والثقة بالنفس فيما يقومون به من أعمال، لا تكتفي بحب العمل فقط، إنما لديها شغف نحو الإنجاز وتحقيق النتائج والنجاح، والشخصية الفعالة هي شخصية تعمل وفق أهداف تسعى لتحقيقها، ولديها برنامج عمل مبني على أولويات، يتمتع أصحاب هذه الشخصية بالقدرة على الحزم في المواقف التي تتطلب ذلك، وتضيف هذه الشخصية لمن معها قيما تتمتع هي بها، كأساس بكيانها الداخلي، فهي ترى أن العمل والوقت قيمتان جوهريتان، يجب الاهتمام بهما، فتدفع الآخرين نحو القمة بجدية ونشاط، الأشخاص الفعالون يمتلكون كاريزما، مما يجعل العاملين معهم محبين لهم وللعمل، ويعود ذلك لاهتمامهم بهم، وتفاؤلهم تجاه الحياة، مما ينعكس عليهم، وعلى البيئة التي يعملون فيها.

كما أن من المهارات التي تتمتع بها كشخصية، القدرة على التفكير الإيجابي، ومهارة الإقناع، مما يجعلها ذات تأثير على الآخرين، وحضور قوي، فهي صاحبة فكر استراتيجي يجعلها تلاحظ وتتلمس الفرص، وتعمل لاقتناصها وتحويلها إلى واقع ملموس. الشخصية الفعالة تمتلك وتتقن مهارة التعامل من خلال الأنماط السلوكية الأربعة، عملية وتحليلية وودية وتعبيرية، فتجدها عملية تركز على النتائج، وتستفيد مما هو متاح، تحليلية تهتم بالمعلومات وتحللها بشكل دقيق، ودية في تعاملها مع الآخرين، فتهتم بهم وتنميهم وتساعدهم، وتعبيرية لا تغفل جانب المشاركة مع من حولها وإسعادهم بتواجدها معهم.

هذه الشخصية تقدم ما يطلق عليه بمعادلة الثقة، مصداقية ووثوقية، وهي احتياجات حيوية، وألفة وتوجيه، وهي أدوار أساسية، فلا تغفل الجانب الفني، أو الجانب التفاعلي، وكلاهما ـ الجانب الفني والتفاعلي ـ يحققان الريادة.

وجودك مع هذه الشخصية فرصة للتطور والنمو، واكتساب المهارات، فانعم بذلك وأشبع شغفك للنجاح، فالنجاح سلسلة مترابطة، أولها بيدك، وآخرها بيدك.