عبدالله المزهر

إطالة ساعات الملل ليست حلا!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 31 أكتوبر 2017

Tue - 31 Oct 2017

لا أعلم على وجه اليقين كم مرة كتبت عن ذات الموضوع، ولكن العدد غير مهم ولا أجد حرجا في الكتابة عن ذات القضية كل يوم.

والموضوع الذي أعنيه هو ضعف مخرجات التعليم العام، الأمر بالفعل يكاد يكون مأساويا، لأن مرحلة «الكتاتيب» كانت مخرجاتها أفضل بكثير من هذه المرحلة التي يصرف عليها «مليارات» الريالات منذ عقود دون جدوى.

ومن السذاجة تحميل الوزير الحالي أي مسؤولية عن هذا الأمر؛ لأن المشكلة قديمة عتيقة، وهذه الوزارة كانت معملا للتجارب التي لا تنتهي، وأعني أن كل تلك التجارب لم تستكمل حتى نهايتها، يأتي وزير فيوقف تجربة سابقة، ويبدأ في تجربة جديدة، وهكذا في دوامة لا تنتهي، ولا يبدو أنها ستفعل يوما ما.

ولذلك فإنه يبدو من المهم أن يكون هناك مجلس أعلى يضع سياسة التعليم التي لا تتغير ولا تتبدل، ومهمة أي وزير أيا كان اسمه أن ينفذها، ويعفى في حال فشله في تطبيقها، أما أن يأتي كل وزير ليبدأ من جديد في رسم سياسات جديدة تهدم ما سبقها فإن البنيان لن يكتمل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

أظن ظنا يكاد يكون آثما أن مشكلة التعليم مشكلة «عالمية» وكثير من بلدان العالم المتقدم والمتخلف وما بينهما من عوالم تشتكي من ذات الأمر، لأن كل الإصلاحات تدور حول فكرة المدرسة، في الوقت الذي تغير فيه كل شيء، وتغيرت طرق التفكير وطرق تلقي المعرفة، باستثناء القراءة والكتابة، فإن جل ما تعلمته أنا في المدرسة من الصف الأول الابتدائي حتى أنهيت الثانوية يعرف أكثره ابني قبل أن يدخل المدرسة. ولذلك فإن فكرة الفصول والدراسة التقليدية مملة في كل مكان في العالم، ربما يكون الحل هو في العودة بضع خطوات للخلف وليس محاولة القفز إلى المجهول في الأمام، قد يكون الحل هو تقليص مدة اليوم الدراسي الممل والكئيب وغير المفيد، واستخدام مباني المدارس على فترتين. والتركيز في المرحلة الابتدائية على الأمور الأساسية (الكتابة والقراءة والحساب) وبقية المعارف يمكن البدء بدراستها في مراحل متقدمة وبشكل يحترم عقلية الطالب، وبعد أن يتقن أدوات التلقي.

وعلى أي حال..

يهمني في المدرسة أن يجيد الطالب القراءة والكتابة والتفكير بشكل سليم، حتى لو لم يذهب للمدرسة إلا ساعة في اليوم؛ لأن إتقانه «الحقيقي» لهذه المهارات الأساسية يعني سهولة تعلم ما عداها في مراحل متقدمة، ومن الواضح أن كثرة المناهج وطول اليوم الدراسي لهما نتائج عكسية؛ لأننا في زمن غير الزمن، وحياة مختلفة، وعقول مختلفة، وتطبيق حلول الأمس على مشاكل اليوم يعني يقينا خلق مشاكل أكثر في الغد.

عبدالله المزهر

@agrni