العين لا ترى!

السبت - 28 أكتوبر 2017

Sat - 28 Oct 2017

كثيرا ما تمر علينا هذه العبارة فيما نقرأ من كتب، أو حتى مجلات وصحف «الجمال يكمن في دواخلنا عوضا عن المحيط»، منا من وقف عند هذه العبارة مفكرا طويلا، ومنا من مر بها مرور الكرام.

دعنا نقف هنا هنيهة ونلق نظرة خاطفة، فلعل ما يقنعنا بصحة تلك المقولة من عدمها أن نعود إلى أرض الواقع لنرى مثالا بسيطا يقطع الشك في صحتها باليقين.

في موقف واحد بل مواقف عدة قد تجد نفسك أمام زميل لك أو أحد المارة تتجادلان على منظر معين أو موقف بذاته، كل منكما يريد أن يثبت للآخر صحة وجهة نظره بل رجحان نظرته لذلك الموقف وتلك الصورة التي أمامه.. تبادر أنت في تعجب منك مشيرا إلى الجمال الذي أسرك وتقوم بطرح كافة الأدلة والبراهين التي تؤيد موقفك، لتجد أن الطرف الآخر قاطعك بشكل مفاجئ في تذمر شديد منه محاولا بكل جهده أخذك في الاتجاه المعاكس تماما، فهو يرى أنه شتان بين ما تصف أنت وبين الجمال الحقيقي، وهو أيضا في معركة الجدال هذه يبرز كافة أسلحته ليظهر بها البراهين القاطعة التي تشير إلى قبح المنظر من زاويته هو.

معركة باردة قد تدوم طويلا بين الأفراد في غير إدراك منهم، كل طرف يريد أن يدفع الآخر بالاتجاه الذي يريد في صد منه لوجهة نظر ذلك الشخص في الطرف الآخر. مهلا لحظة، تدارك هذا الموقف لاحقا.. إياك والخوض في مثل هذا الجدال العقيم والذي لا يؤدي إلا إلى خسارة النفوس لا أكثر.. الجمال يكمن في داخلك ثم ينعكس نحو الخارج.. إياك أن تعتقد عكس ذلك.

لا بأس.. لا تتعجب حينما تكون في مكان أشبه بجنة الله على وجه هذه الأرض، وتجد من يبتئس لرؤيته. إن أردنا أن ننعم بالدنيا قدر المستطاع فالحل بسيط جدا وفي متناول أيدينا.. لننظر للدنيا هذه من الداخل إلى الخارج في كل أمورنا، قبل أن نعكس ذلك فالعين ليست هي التي ترى وإنما النفس ومكنونها ما يرى.. وقبل كل شيء إن أردنا أن ننعم بها لنكسو دواخلنا بالرداء الأبيض مما قد يجمل كل ما تقع عيوننا عليه في يوم من الأيام.

الأكثر قراءة