من ذاكرة تربوي.. المقصف المدرسي!
الجمعة - 27 أكتوبر 2017
Fri - 27 Oct 2017
لا تزال ذاكرتي تحمل شيئا من ذكريات «التغذية المدرسية» حينما كنت طالبا في المرحلة الابتدائية ومكوناتها من «الحليب في عبوته المثلثة، وبسكويت النوغة وقطعة الكيك وعبوة عصير البرتقال، وربما أني نسيت بعضها، أو أسماءها، لكن ما لم أنسه أنها كانت مفيدة لنا في تلك المرحلة التي عشناها.
فعلاوة على أنها كانت تمثل وجبة صحية لنا بتلك المرحلة، إلا أنها أضفت شيئا آخر في حياتنا بتقديمها ثقافة غذائية لنا ولأسرنا في معرفة قيمة الحليب، وأهمية الإفطار كوجبة لازمة ومهمة يستقبل بها الطالب يومه الدراسي في عمرنا ذاك، ثم رحلت تلك الوجبة كما ترحل سنوات العمر إلى غير رجعة، وأبقت لي ترديد أنشودة الحنين لهاتيك الأيام كلما تذكرتها (كلما راجعت أحلام الصبا.. قلت يا ليت الصبا لم يزل). هذه اللقطة السريعة من شريط الذكريات، استدعتها تجربة ناجحة، لإحدى مدارس تعليم عسير، تذكرتها وأنا أتوقف أمام مقصف بإحدى مدارسنا مراقبا ماذا يشتري منه طلابنا، ولن أذكر لكم ماذا كانوا يشترون منه، فكلكم يعرف ما تحويه مقاصفنا المدرسية، وما الشيء الذي يقبل عليه طلابنا أكثر. أتذكر أنه قبل خمسة أعوام كانت هناك تجربة لمدرسة تحفيظ بمحافظة خميس مشيط في إعداد وجبة إفطار، احتوت على العصير والبسكويت وساندوتش يحتوي على جبن وبيض وطعمية، إضافة لقطعة من الكيك كما أتذكر، وتقدم هذه الوجبة في علبة كرتونية بسعر رمزي بسيط للطالب، لكنها كانت بمثابة خطوة لمشروع غذائي صحي، وبجهود ذاتية من المدرسة، وأظنها لا تزال قائمة، وقد أعادت لذاكرتي ذكرى «التغذية المدرسية» التي كانت تقدم لنا من وزارة التعليم «المعارف سابقا»، فقد نجحت المدرسة بالتنسيق مع إحدى مؤسسات التغذية في توفير الوجبة، كنت أراها قابلة للنجاح والتوسع والتطوير وتعميمها، وأنها تستحق الدعم من قبل الوزارة، وإدارة التعليم بعسير، كفكرة مؤهلة للاستمرار والنجاح، وبحاجة لتفاعل أسر الطلاب معها، ومن الجهات ذات العلاقة بالمدرسة من القطاع الخاص، فكلنا يعلم اليوم أن أبناء المدارس قد لا يهتمون كثيرا بوجبة الإفطار على أهميتها، أو قد يأتون بساندويتشات إلى المدرسة في حقائبهم، وقد تعود معهم، أو يتم أكل نصفها، ورمي الباقي. ثم إن هناك أمرا أخطر من هذا، وهو استسلام الأبناء «للوجبات السريعة» والتي باتت تجذبهم في ظل تحول «المولات» إلى أماكن لم تعد للتسوق السلعي بل أصبحت أماكن للأكل والترفيه والتسوق، مما جعل انتشار مطاعم الوجبات السريعة كانتشار النار في الهشيم، وأضحت عشق المتسوقين ورواد المراكز التجارية، مما جعلها تسهم في رفع نسبة السمنة عند طلابنا إلى 30%، ونتج عنها أمراض خطيرة. ولعلي كنت وما زلت أتطلع لمشروع «الوجبة المدرسية» ليطرح نفسه من جديد في ميادين مدارسنا، وليس شرطا أن تتولاه وزارة التعليم، لكن أن تكون هناك مبادرات على شكل شراكة بين المدارس والقطاع الخاص، خاصة القطاع المشتغل بصناعة الأغذية لصنع وجبات مدرسية تقدم من خلال المقاصف المدرسية بسعر رمزي تسهم في تشكيل ثقافة صحية، وتفيد الأبناء صحيا وغذائيا، وتكون في مكونها متكاملة غذائيا، فالحديث عن المقاصف المدرسية وما يباع فيها، وعملية الرقابة عليها، لم يعد يستهويني، لمعرفتي بأنه حديث مكرور، ولن يصل بنا إلى حل؛ إلا إذا أبدعنا في فكرة إشراك القطاع الخاص بما في ذلك الأسر المنتجة والذي قد يمنحها فرصة الاستثمار في مدارسنا، دون البحث عن ربح من ورائهم، خاصة إذا كان ربحنا صحة أبنائنا الطلاب فهو الربح الأهم.
فعلاوة على أنها كانت تمثل وجبة صحية لنا بتلك المرحلة، إلا أنها أضفت شيئا آخر في حياتنا بتقديمها ثقافة غذائية لنا ولأسرنا في معرفة قيمة الحليب، وأهمية الإفطار كوجبة لازمة ومهمة يستقبل بها الطالب يومه الدراسي في عمرنا ذاك، ثم رحلت تلك الوجبة كما ترحل سنوات العمر إلى غير رجعة، وأبقت لي ترديد أنشودة الحنين لهاتيك الأيام كلما تذكرتها (كلما راجعت أحلام الصبا.. قلت يا ليت الصبا لم يزل). هذه اللقطة السريعة من شريط الذكريات، استدعتها تجربة ناجحة، لإحدى مدارس تعليم عسير، تذكرتها وأنا أتوقف أمام مقصف بإحدى مدارسنا مراقبا ماذا يشتري منه طلابنا، ولن أذكر لكم ماذا كانوا يشترون منه، فكلكم يعرف ما تحويه مقاصفنا المدرسية، وما الشيء الذي يقبل عليه طلابنا أكثر. أتذكر أنه قبل خمسة أعوام كانت هناك تجربة لمدرسة تحفيظ بمحافظة خميس مشيط في إعداد وجبة إفطار، احتوت على العصير والبسكويت وساندوتش يحتوي على جبن وبيض وطعمية، إضافة لقطعة من الكيك كما أتذكر، وتقدم هذه الوجبة في علبة كرتونية بسعر رمزي بسيط للطالب، لكنها كانت بمثابة خطوة لمشروع غذائي صحي، وبجهود ذاتية من المدرسة، وأظنها لا تزال قائمة، وقد أعادت لذاكرتي ذكرى «التغذية المدرسية» التي كانت تقدم لنا من وزارة التعليم «المعارف سابقا»، فقد نجحت المدرسة بالتنسيق مع إحدى مؤسسات التغذية في توفير الوجبة، كنت أراها قابلة للنجاح والتوسع والتطوير وتعميمها، وأنها تستحق الدعم من قبل الوزارة، وإدارة التعليم بعسير، كفكرة مؤهلة للاستمرار والنجاح، وبحاجة لتفاعل أسر الطلاب معها، ومن الجهات ذات العلاقة بالمدرسة من القطاع الخاص، فكلنا يعلم اليوم أن أبناء المدارس قد لا يهتمون كثيرا بوجبة الإفطار على أهميتها، أو قد يأتون بساندويتشات إلى المدرسة في حقائبهم، وقد تعود معهم، أو يتم أكل نصفها، ورمي الباقي. ثم إن هناك أمرا أخطر من هذا، وهو استسلام الأبناء «للوجبات السريعة» والتي باتت تجذبهم في ظل تحول «المولات» إلى أماكن لم تعد للتسوق السلعي بل أصبحت أماكن للأكل والترفيه والتسوق، مما جعل انتشار مطاعم الوجبات السريعة كانتشار النار في الهشيم، وأضحت عشق المتسوقين ورواد المراكز التجارية، مما جعلها تسهم في رفع نسبة السمنة عند طلابنا إلى 30%، ونتج عنها أمراض خطيرة. ولعلي كنت وما زلت أتطلع لمشروع «الوجبة المدرسية» ليطرح نفسه من جديد في ميادين مدارسنا، وليس شرطا أن تتولاه وزارة التعليم، لكن أن تكون هناك مبادرات على شكل شراكة بين المدارس والقطاع الخاص، خاصة القطاع المشتغل بصناعة الأغذية لصنع وجبات مدرسية تقدم من خلال المقاصف المدرسية بسعر رمزي تسهم في تشكيل ثقافة صحية، وتفيد الأبناء صحيا وغذائيا، وتكون في مكونها متكاملة غذائيا، فالحديث عن المقاصف المدرسية وما يباع فيها، وعملية الرقابة عليها، لم يعد يستهويني، لمعرفتي بأنه حديث مكرور، ولن يصل بنا إلى حل؛ إلا إذا أبدعنا في فكرة إشراك القطاع الخاص بما في ذلك الأسر المنتجة والذي قد يمنحها فرصة الاستثمار في مدارسنا، دون البحث عن ربح من ورائهم، خاصة إذا كان ربحنا صحة أبنائنا الطلاب فهو الربح الأهم.