آلاء لبني

قانون التحرش المنتظر

الخميس - 26 أكتوبر 2017

Thu - 26 Oct 2017

هل ماتت الفضيلة أم مات الشرفاء؟ هل نعيش في مستنقع الرذيلة؟ يصيبك بعض الناس بالدهشة والاستغراب حين نرى ونسمع ونقرأ من يبرر للمجرم جرمه تحت أي ذريعة! ويستشهد بآيات الله وكتابه لتبرير الظلم والتعدي.

أسوأ ما ابتلينا به من يستخدم آيات الله لتبرير الإجرام.، ويطلق (النساء سبب التحرش؟! من ينكر التعاليم الواردة في القرآن؟! هناك سبعة أفعال تقوم بها الفتاة تكون محلا للتحرش منها النظر مباشرة للآخرين وتكرار ذلك: كأنها تقول له تقدم وتكلم؟!)

هل الرجل كائن بلا عقل؟ هل هو كائن حيواني مسلوب الوعي وبهذا الضعف والهوان الذي يحرك إيمانه وفكره وخلقه أي فعل وأي مشهد؟ إلى ماذا ينادون؟ وعن ماذا يبررون؟

هل مجتمعنا بهذا السوء؟ لا وألف لا، الأصل الاحترام والقيم والآداب العامة، الأصل فينا الخير رجالا ونساء، ولو كان كل الرجال بمنطق حرية خلق الأعذار للتحرش لما عرفنا الأمن.

اللهم رحمتك وسعت كل شيء، باسم الدين يبرر لمن يهتك الأعراض زمن العجائب، الحمد لله أن بلادنا ووزارة العدل تحاسب وتعاقب وتجرم أي تعد على هتك الأعراض.

هل يحق لنا شرعا أن نعتدي على من لا دين له؟! هل يحق لنا أن نقتل من ظلمنا؟ هل يحق لنا أن نغتصب ما ليس لنا من أموال؟ هل يعقل أن نبرر فعل التحرش بالنساء والتعدي بالتبرج وبالنظر والخروج لأماكن الازدحام؟!

وماذا عن التبرير للمتحرشين بالأطفال والمتحرشات بالذكور؟!

هذا الفكر يبرر للمتحرش ويضع له الأعذار الواهية، تخيل جيلا يتربى على هذا المنطق، وهذا المنطق الذي لو خرج به المبتعثون إلى الخارج لشوهت سمعتنا بل سمعة المسلمين فنحن من بلاد الحرمين.

لماذا المبتعثون

حين يسافرون يتعلمون أن هناك قوانين تحدهم عن إطلاق العنان لرغباتهم، ببساطة قانون عقوبات التحرش، ذلك القانون الذي تأخر كثيرا لدينا، وما منعه إلا مثل هذه الأفكار التي ألحقت وألصقت أسبابها بالمرأة فقط!

الحمد لله أننا ننتظر بكل الأمل النظام ضد التحرش الذي وجه الملك سلمان بإعداده، ونأمل الاستفادة من قانون العقوبات لدولة الإمارات المتحدة للجرائم الواقعة على العرض التي بها يستتب الأمن من التحرش في بلد يعج بألوان من الشعوب كالمواد التالي ذكرها:

- المادة 354 يعاقب بالإعدام كل شخص استخدم الإكراه في موافقة أنثى أو اللواط مع الذكر.

- المادة 358 الفعل الفاضح والمخل بالحياء يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر من أتى علنا فعلا فاضحا مخلا بالحياء، ويعاقب بالحبس مرة لا تقل عن سنة من ارتكب فعلا مخلا بالحياء مع أنثى أو صبي لم يتم الخامسة عشرة ولو في غير علانية.

- المادة 359 يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على عشرة آلاف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين من تعرض لأنثى بالقول أو الفعل في طريق عام.

- المادة 364 يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على عشر سنوات كل من حرض ذكرا أو أنثى على ارتكاب الفجور أو الدعارة عن طريق الإكراه أو التهديد أو الحيلة.

النظام يحمل العديد من العقوبات المشددة حتى لمن استغل فجور وبغاء شخص بالحبس مدة خمس سنوات؟! شتان بين هذه المادة وبمن يبرر استغلال التكشف والعمل المختلط لتبرير التحرش!

فضلا عن المواد المشددة للعقوبة في كل ما يخص العرض إذا كان الجاني من أصول المجني أو من محارمه أو من المتولين لتربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه حتى الخادم.

نظام عقوبات التحرش المنتظر يجب أن يشمل كل أنواع التحرش وبمختلف الأماكن ولكلا الجنسين والتحرش بالأطفال.

المتحرش مجرم ذكرا أو أنثى يقوى ويتعاظم بالسكوت عنه وتبرير جرمه، ويجد في نفسه الجسارة على التعدي، بينما المعتدى عليه قد يسكت ولا يشتكي خوفا وانصياعا لمثل هذه التبريرات، وللأسف الواقع أن هناك حوادث للتحرش من قبل ولي أمر أوقريب ..إلخ.

بمنطق تبرير الفعل سيجدون لأنفسهم ألف ذريعة، هذا الفكر مصيبة كبرى تخيل أن أبناءنا يلقنون هذا المنطق (النساء سبب التحرش).

أبناؤنا نربيهم على الثبات والقيم ومعالي الأخلاق ولو وجد الإنسان ملايين الريالات بكسب غير مشروع ظل حراما وحاسبه القانون لو افتضح أمره لطأطأ رأسه خجلا، فكيف نبرر فعل التحرش؟!