العقل الإنساني.. والتوجيه والتفكير
تعتمد سلوكيات وتصرفات الإنسان على ما يمليه عليه عقله وتفكيره وفق المنظور الخاص به، وتنطلق هذه التصرفات والممارسات من مجموعة القيم والأفكار التي يتلقاها من محيطه وقنوات التكوين الفكري المتعددة ويؤمن بها وتشكّل مجموعة القناعات التي ينطلق منها
تعتمد سلوكيات وتصرفات الإنسان على ما يمليه عليه عقله وتفكيره وفق المنظور الخاص به، وتنطلق هذه التصرفات والممارسات من مجموعة القيم والأفكار التي يتلقاها من محيطه وقنوات التكوين الفكري المتعددة ويؤمن بها وتشكّل مجموعة القناعات التي ينطلق منها
الثلاثاء - 17 فبراير 2015
Tue - 17 Feb 2015
تعتمد سلوكيات وتصرفات الإنسان على ما يمليه عليه عقله وتفكيره وفق المنظور الخاص به، وتنطلق هذه التصرفات والممارسات من مجموعة القيم والأفكار التي يتلقاها من محيطه وقنوات التكوين الفكري المتعددة ويؤمن بها وتشكّل مجموعة القناعات التي ينطلق منها.
وإذا لم يتم ضبط هذه المؤثرات والمكونات التي تشترك في تكوين تفكير الإنسان فإن الأثر سيكون سلبيًّا، ومن هنا يرى زين العابدين الركابي أن «عامة الناس يخطئون في التفكير؛ لأنهم لا يملكون المنهج الذي يرشّد حركة تفكيرهم ويضبطها بما يقرّبها من الاستواء والإبداع النافع ويباعد بينها وبين الشطط والانحراف، ومن دون نقصان من مسؤوليتهم فإن هؤلاء الناس في حقيقة الأمر أثر بائس من آثار الآخرين»، ويضيف «من هم الآخرون هؤلاء؟ هم الموجّهون في مختلف مواقع التوجيه، الموجهون في التعليم والدين والنفس والفن والاجتماع و.
.
إلخ ، إن المعضل الحقيقي محصور بصفة رئيسة في هؤلاء الموجّهين الذين يتولون قيادة المنطقة المعنوية في الإنسان، فلو صح التوجيه لصح تفكير الناس وصح فعلهم وسلوكهم ولنجت أمخاخهم وعقولهم ومداركهم من الإتلاف والإفساد والتفخيخ، ولسلمت المجتمعات من شرور الغلو والتطرف والعنف.
جماع الأمر أن الإصلاح لن يجدي إلا إذا بدأ من المصدر والمنبع وهو منطقة الدماغ والعقل والفكر، أما محاولة الإصلاح عند المصب فحسب فهي محفوفة بالخسران والبوار والدليل على ذلك أنه كلما قيل إن ظواهر الغلو قد دخلت في طور المحاق ارتجت الأرض بظواهر جديدة من الغلو من كل نوع: الغلو والإرهاب السياسي والاجتماعي والديني والفكري والإعلامي والغلو والإرهاب المعنوي والمادي والغلو والإرهاب على كل مستوى: إرهاب الفرد وإرهاب الجماعة وإرهاب الدولة» (كتاب الأدمغة المفخخة 245-246).
وفيما سبق قانون لأهمية وأثر تشكيل العقلية الإنسانية والاجتماعية؛ فثقافة العمل – مثلا - لا يمكن تكوينها في الإنسان دون أن يكون مؤمنا بها في تفكيره ومن ثم تنعكس في سلوكه وممارساته، فضلا عن السلوكيات الإنسانية الحميدة كالتعايش مع الناس والحب والإخلاص والصدق.
.
إلخ، كلها سلوكيات ومفاهيم تحتاج إلى تكريس في العقل والتفكير، ولا يتم ذلك إلا بتضافر الموجّهات التي تشكل تفكير الفرد والمجتمع (البيت والتعليم والإعلام والخطابات الثقافية والدينية)، وهي مصادر يجب أن تكون صادقة وجادة، وينبغي أن يكون عملها ممنهجا ومنظما لتشكيل تفكير إنسان قادر على العيش بسلام والإنتاج وعمارة الأرض والإيمان بمفاهيم الخير.