المعنفون في طفولتهم عرضة لإدمان المخدرات

الجمعة - 20 أكتوبر 2017

Fri - 20 Oct 2017

أجرت مديرة برنامج الأمان الأسري الدكتورة مها المنيف دراسة حديثة نشرت في مجلات علمية عام 2016 على عشرة آلاف سعودي أعمارهم بين 18 و88 سنة، لمعرفة الآثار السلبية للعنف والإساءة ضد الأطفال، حيث أثبتت الدراسة أن الأطفال الذين أسيئت معاملتهم وعنفوا في الصغر إنتاجيتهم ضعيفة مقارنة بغيرهم ممن لم يتعرضوا لذات الظروف.

وأشارت الدراسة - والتي تتوافق نتائجها مع نتائج دراسات عالمية مشابهة - إلى أن سبب انخفاض الإنتاجية يعود لكون الأطفال أكثر عرضة للأمراض المزمنة كالسكري والضغط وأمراض القلب والكبد بسبب اتباعهم نمط حياة لا يكترث بالصحة، وأكثر عرضة لمعاقرة الخمور وإدمان المخدرات بنسبة سبعة أضعاف ممن لم يتعرضوا للإساءة في الصغر، كما أنهم أكثر عرضة للأمراض النفسية واعتلال الشخصية والاكتئاب والإحباط والوسواس بأربعة

أضعاف، وهذا ينعكس عليهم في التسرب من الدراسة والتغيب عن العمل أو حتى البطالة، مما يؤثر في المحصلة على قوة العمل، وبالتالي في حجم القوى البشرية القادرة على العمل والإنتاج في البلد، وأيضا ترتفع تكلفة علاجهم التي تتحملها المراكز الصحية التي تمولها الدولة، وذلك بحسب تصريح المنيف لـ»مكة».

ونوهت إلى أن نتائج الدراسة عرضت ضمن الدورة التدريبية العاشرة التي عقدت أخيرا في الرياض، واستهدفت الأطباء والعاملين في القطاع الصحي حول العنف ضد الطفل وآثاره بعيدة المدى على الصحة.

وأشارت المنيف إلى آخر إحصاءات أوردت العنف ضد الطفل، حيث سجلت الجهات المختصة بوزارة الصحة 692 حالة عنف عام 2016، ويتوقع أن يزداد تسجيل الحالات نظرا لغياب الوعي بأهمية حماية الطفل من الإيذاء.

وأفادت بأن خطط برنامج الأمان الأسري مستقبلا ستكون استمرارا للخطط التي بدأت عام 2015، والتي تركز على الوقاية ومنع تعرض الطفل للإيذاء عبر برامج عدة تستهدف توعية الأمهات بطريقة التعامل وتربية الأطفال بشكل سليم، ولا سيما من هم أقل من خمس سنوات، مبينة أن التركيز على الوقاية لا يقل أهمية عن التركيز على العلاج، بل يعد أهم، لأن الآثار الناجمة عن العنف يصعب علاجها.