عبدالله الجنيد

معالي الأمين العام.. هلكونا

الخميس - 12 أكتوبر 2017

Thu - 12 Oct 2017

صاحب المعالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.. أسعد الله أوقاتك ووفقكم في إدارة دفة هذا المجلس والإسهام في تحقيق طموحاتكم التي هي طموحات كل أهل دول الخليج العربية.

أكتب إلى معاليك وكلنا يشيد بما قدمته الدول الأعضاء في محاربة الإرهاب من سياسات وبرامج في احتواء كافة مصادر التهديد لأمن واستقرار دولنا ومحيطنا الإقليمي والعربي. وها نحن اليوم نتعاطى بفاعلية غير مسبوقة مع كل مصادر التهديد لأمننا القومي بنجاعة، لكننا نغفل التعاطي المماثل مع أحد أكبر المهددات لذلك الأمن رغم الجهد الجهيد الذي يبذل من قبل كل المختصين والمثقفين في دول الخليج العربي والمتمثل في عدد المؤهلات العلمية المزورة.

إن خطر حاملي الشهادات العلمية المزورة وتبوئهم مناصب إدارية أو قيادية ضمن مؤسسات دولنا والقطاعات المختلفة يهدد بتقويض كل برامج التنمية الاستراتيجية. فهؤلاء يسرقون مناصب ومكانة لا يستحقونها، وهي مدانة أخلاقيا من كل دول العالم المتحضر. ويفسر عدم التعاطي مع تلك الظاهرة تسترا حسب الأعراف الدولية، ويساءل مرتكبوها قضائيا لما لها من تأثيرات سلبية تضر بالدولة والمجتمع. وكلنا يذكر كيف أطاح اكتشاف الشهادات المزورة بسياسيين ووزراء في ألمانيا الغربية قبل التوحيد. إن الأمر الأكثر خطورة معالي الأمين العام هي الرسائل التي ستصل لشبابنا من جراء هذا التغاضي من الجهات المختصة والوزارات المعنية في دولنا الخليجية، وكيف لنا أن نقنع شبابنا بالانخراط في البرامج التنموية الطويلة الأمد مع وجود ثقافة تتقبل بل وتكرم هؤلاء المندسين دون خشية من محاسبة أو مساءلة؟

هناك جهود خيرة قام عليها العديد من الخيرين من أبناء الخليج العربي في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، بالإضافة لمتعاطفين معهم في عموم دول الخليج العربي، ولو سمح وقت معاليك فأقترح أن تراجع ولو لخمس دقائق ما ينشر تحت وسم #هلكونا في فضاء تويتر.

إن شباب دول الخليج العربي لعلى قناعة أن ما يشغل بال قياداتنا السياسية هو تأمين عملية التحول الكبرى المباركة إن شاء الله في دولهم، وهم الآن أكثر حماسة ويقينا بتحقيق ذلك. لكن يبقى أن نقدم لهم الأمثلة الواضحة في تقديرنا للإنجاز والتحصيل العلمي بمساءلة المدعين بها دون استحقاق بل بالتزوير والتدليس. عندها سيدرك الجميع أن عقيدة الحزم أعادت للجميع ما فقد معنويا وأدبيا عبر تحديد معايير صارمة في اعتماد المؤهلات العليا.

لقد تم التعاطي باقتدار وبشجاعة مع هجمات دول ومنظمات بل والتصدي لمؤامرات كبرى منذ 2011 بفضل تلاحم غير مسبوق عند إدراك حجم الهجمة التي استهدفت هويتنا وإرثنا. والآن دولنا أصلب وسوف تكون أمنع عندما نتعاطى مع أولئك الغاصبين لمواقع لا يستحقونها وهذا أولا، أما ثانيا، فكيف يستأمن من لا يملك أن يخدم بمسؤولية ولن نفترض سوء النية بل لفقدان القدرة. ما كنت لأكتب لمعاليك لولا أن أعداد هؤلاء قد بلغ الآن في عموم دول الخليج العربية عشرات الآلاف. وهؤلاء يمثلون ثغرة في الاستراتيجية الموحدة يمكن أن يلج من خلالها مرتزق أو عدو لأنهم لا يملكون البنية العلمية والتأهيل لتقييم المواقف أو المخاطر.

كلنا اليوم يتطلع للقمة الخليجية القادمة متمنين لكم كل التوفيق في إدارتها، وكلنا يحدوه الأمل في انعقادها إن شاء الله. ونأمل أن نجد على جدول أعمال القمة القادمة بندا للنظر في مخاطر تفشي ظاهرة المؤهلات العلمية المزورة لما تمثله من تهديد مباشر وقائم لكل برامج التنمية الوطنية والتكاملية بين دول المجلس.

@aj_jobs