شاهر النهاري

الذكاء الاصطناعي القادم

الأربعاء - 11 أكتوبر 2017

Wed - 11 Oct 2017

ينتابني الخوف عندما أطلق عنان أفكاري فيما يمكن أن يحدث لو استمر وضع الذكاء الاصطناعي على ما هو عليه من تقدم متسارع لا تكفي كلمة عظيم للتعبير عنه.

فقد تم تطوير أنظمة وبرامج وآلات تستطيع التفكير بنفس طريقة البشر، المؤدية إلى نشوء الأفكار وتداعيها وتكاملها نفسيا وتحليليا وتحسينها، ثم القيام بمثلها، ومحاكاتها.

وقد تمكن العلماء المختصون بالذكاء الاصطناعي من تطوير تلك التقنية في مجالات عدة، معتمدين على تأكيد رؤية الحاسوب للأفكار ومعالجة اللغات الطبيعية والإبداع في تنفيذ الطرق التعليمية.

1. معالجة اللغات الطبيعية: وهي أن نتمكن من التواصل وإدارة النظام بشكل ناجح وبلغة موحدة مفهومة من أهل اللغات الأخرى.

2. تمثيل المعرفة المقدمة أثناء أو قبل عملية المعالجة.

3. المنطق الآلي لاستخدام المعلومات المخزنة للإجابة عن الأسئلة واستنباط استنتاجات جديدة (المنطق الاستنتاجي).

4.آلية تعليم الآلة وذلك ليقوم النظام بتعديل الوضع الجديد واستنتاج نماذج جديدة من (التعلم الذاتي).

5. الرؤية الحاسوبية ليتعرف على أغراض معينة (من وجهة نظر الحاسوب كتعرف الروبوت على الأشياء من حوله).

6. علم تصميم الإنسان الحاسوبي: ليتمكن من خلال الحواس المصنعة من تفادي الاصطدام والخروج عن المنطق.

ومن إنجازات الذكاء الاصطناعي أنه أصبح يساعد في تيسير بعض التطبيقات الحيوية كتشخيص الأمراض، وإعطاء الحلول والمقترحات العلاجية.

وهناك بعض التجارب الناجحة في مجال معالجة اللغات الطبيعية، وترجمتها، وجعلها شبه لغة عامة تشمل كل الألسن.

كما أن بعض الأنظمة قد عملت على المنطق، بالتسلسل والتدرج في استيعاب المعلومة المتاحة، والعمل على تحديد أجوبتها المتيقنة والاستنتاج للوصول إلى نتيجة حتمية، كما تم تصميم برامج ذكية تعمل على جمع المعلومات الخاصة بأي مشكلة طارئة، وعمل ما يشبه العصف الذهني وإيجاد الحلول لها بعد مدها بالمعلومات المنطقية والمثبتة الملائمة لتتمكن من إيجاد الحل الأمثل وبأسرع طريقة ممكنة، قد لا يتمكن منها العقل البشري الذي يشارك عدة عقول قد تعطله.

مصانع المعدات الثقيلة لم يعد الإنسان قادر على التواجد فيها، لقلة الفعالية الجسدية، فتحولت تلك المصانع إلى ربوتات، صغيرة وأخرى شديدة الضخامة.

مصانع السيارات، والأغذية، والملابس، ومعظم المستلزمات الإنسانية حلت فيها الآلة الذكية، واكتفى الإنسان بالمراقبة البعيدة.

إنسان الكرة الأرضية، أوجد بنفسه من ينافسه في أماكن عمله، والبشر يزدادون بالمليارات، والبطالة تزداد.

العلم أصبح شعارا لعصرنا، والذكاء الاصطناعي هو دليلنا للمستقبل، ومن لا يتأقلم مع ذلك، فمصيره للتاريخ المنتهي.

والخوف أن يتحول الذكاء إلى غباء مطرق، في حال لم يحصل الحاسوب على المعلومات الدقيقة، التي يبني عليها استنتاجاته.

وقد يكون من المزعج لو تعرض هذا النظام لنوع من الفيروسات، أو التدخل المقصود، مما قد يجعل أعمال الحاسوب تشطح، وربما تتفاقم الأخطار، خصوصا لو كان هذا الذكاء الاصطناعي يختص بالتحكم بمواد ضارة أو متفجرة، أو نووية.

والأكثر خطورة لو جعلت القيادة الكاملة بيديه، مما سيقلل من فرص السيطرة عليه، وربما يقوم منفردا بإنتاج برامج ونظم ومعدات أكثر تعقيدا مما يمتلك، وربما يدخل العالم في مواجهات من الحروب المباشرة بين الإنسان والآلة، كعدوين لدودين، يسعى كل منهما لإزالة الثاني، وكف يده عن الإضرار به.

Shaheralnahari@