تحت الحماطة مشاهدة أولى

الاثنين - 09 أكتوبر 2017

Mon - 09 Oct 2017

عند العاشرة من مساء الأحد 8 أكتوبر، نشرت قناة «Myrkott» المتخصصة في الانيميشن حلقة أولى من مسلسل «تحت الحماطة »، ست دقائق وخمسين ثانية كانت كافية لأن تتجه الأنظار إلى الجنوب محملة بالفضول والحنين والتساؤلات.

صوت العرضة ورائحة الريف وطعم العريكة وحكايات الجدات والتفاصيل القديمة العميقة تزاحمت منذ ساعات الصباح الأولى في الوسم الخاص بالحلقة الذي تصدر مواضيع تويتر، ومن خلال التحليل القادم، يمكن استعراض تجربة «تحت الحماطة » من ثلاث زوايا والتي يمكن أن تفسر سبب هذا التفاعل والحماسة:

توظيف البعد المكاني

المدخل: مفردة «الحماطة »، تأتي في العنوان، وتمثل ثيمة أساسية في العمل، وهي شجرة «التين » التي تنبت غالبا بدون جهد بشري في أماكن متفرقة، تزداد بالقرب من جداول الماء، وحتى أنها تنمو من بين الصخور داخل البئر تحديدا،

وترتبط بالعشاق وحكايات الدفء.

الإيحاء: حبة التين التي تنزّ بالحليب بمجرد أن تقطف تعطي دلالة بالأمومة والاحتواء، لون التين من الخارج القادم من تدرجات البنفسج والأحمر في الداخل يعتلي سلم الغزل بالشفاه والمذاق.

الغوص في الذاكرة: الحقول والفلاحة والتفاصيل الرقيقة تظهر في مشهد المدرجات الزراعية التي ترسم وجه الجنوب الجبلي، النقش المسمى بـ »القط العسيري » يظهر في تقاسيم الباب وخصر الجدار، في الحوار سرد لأدق طقوس

الحياة عند الجنوبيين.

توظيف البعد الزماني

الاستناد على التاريخ: يبتدئ العمل بشاشة «هدنة مردوس »1918 ، وهي الهدنة التي وقعها وزير الشؤون البحرية العثماني «رؤوف أورباي بك » والاميرال البريطاني «سومرست آرثر غوف »، وذلك على متن السفينة «إتش إم إس أغاممنون » في ميناء «مودروس » في جزيرة «ليمنوس » اليونانية في 30 أكتوبر 1918 م، والتي أنهت الحروب في الشرق الأوسط بين الدولة العثمانية والحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى.

توظيف التراث:

المشهد الأول يتضمن معركة على خلفية قصيدة من التراث الجنوبي مطلعها: رماني الرامي وانوى عليه، وتكملتها: أنشهد إنه صابني يوم انوى. والمعنى أن الشخص بمجرد أن يبيت النية على فعل شيء يكون قد فعله.

كذلك فإن التوظيف للتاريخ وما يحوي من حكايات بطولية ونضال من خلال تجربة بصرية يعد التقاطا ذكيا.

توظيف البعد الثقافي

الموروث الشعبي: جملة «تحت الحماطة »، والتي طالما كانت جزءا من البدع والرد في مساجلة اللعب الشهري، تحديدا في: «اجتمعنا مع بعض العرب تحت الحماطة، حن قلبي على دار الدوا وأنا لحالي »، ترافقها الرقصة، خطوة باليمين، خطوة باليسار، قبل أن يحين موعد الانثناء الفاتن بحسب توقيت الطبل، أخذت العمل إلى بعد حيوي أصيل وزاد وهجه من خلال مشهد الرقص ومدى استجابة كبار السن رغم تعبهم لغواية الصف والتفاعل

اللهجة والترجمة: الصادم في العمل أنه مترجم، مع أنه يوجد كلمات صعبة في كل نطاق ثقافي ولكن الترجمة لم تكن دقيقة وسلبت من اللهجة غموضها وحيويتها، مع ذلك يحسب للفريق أن وجود الترجمة يضيف للعمل تكنيكا مختلفا.

الأداء من الممثلين

«عبدالعزيز الشهري »، والذي يؤدي شخصية «يعن الله » اعتاد أن يظهر في كاركتر الجنوبي، رفع سقف إتقان اللهجة وصنع مسافة شاسعة بينه وبين الممثلين الآخرين الذي بدا واضحا أنهم بحاجة للمزيد من التمرين على اللهجة.

تبدو مختلفة عن المعتاد، إذ كان «مسامير » الذي يكتب حلقاته الساخر والمبتكر «فيصل العامر »، برفقة الرسام «مالك نجر »، إضافة إلى خليط من المدهشين الذين يصنعون كل مرة جنونا فريدا يندر أن يكون في سلسلة من الحلقات.

مشاهدات

1 يطلق على التين اسم "ينى أو جنى"

2 العمل يصادف نشره في نفس الشهر الذي حدثت فيه معاهدة «مودروس .»

3 عدد المشاهدات حتى حين إجراء هذا التحليل أكثر من 365 ألف مشاهدة، مع صدارة الترند على اليوتيوب.

4 في تويتر وصل وسم #تحت_الحماطة إلى أكثر من 65 ألف تغريدة.