انشر تؤجر!
السبت - 07 أكتوبر 2017
Sat - 07 Oct 2017
كان في اعتقادي وظني، ولو أن بعض الظن إثم، بأن استدرار عواطف الناس عبر ثقافة انشر تؤجر المموهة بالفرية والكذب قد انقرضت وبادت إلى غير رجعة، إلى أن وقفت على منشور مضلل، يغلب على صاحبه نزعة الطائفية، وطابع الفئوية والإفك على الدين الممزوج بالتدليس والافتراء، يزعم صاحبه مع سفهه، بأن منشوره هذا منشور دعوي، رغم جنحه وشذوذه.
وقد احتوى المنشور على كل أساليب الإغراء في النشر والتبليغ، ابتداء من المقدمة العصماء لاستهلالية عوجاء، ومرورا بمفردات جذابة، نسجت بأبلغ كلمات الإطراء والثناء، تنحني لها القلوب العمياء، وتستعذبها الآذان الصماء، وانتهاء بجمل زخرفت بأجمل ما يكون من عبارات الاستعطاف التي يستجدى بها العوام من الناس، ويستحسنها الخواص، على ما فيها من محاذير شرعية وسقطات فقهية وتعديات قانونية.
هذا عدا ما تضمنه المنشور من أحاديث ضعيفة ومكذوبة، وعدا أيضا عن فساد الرأي فيه، والذي يتطلب تعطيل العقل، والاستخفاف بالنقل والمنطق، والركون إلى أغوار الغيبيات، ومتاهات المجهول والدجل، وإن أخلت وعارضت كل ما ذكر في الكتاب والسنة.
فبعد أن راجت هذه العبارة (انشر تؤجر) في سنين مضت، وأعوام خلت، وتهافت الناس إثرها أفواجا وجماعات، للظفر بالأجر والثواب الجزل، مظنة أن كل جملة تخللتها آية واستفتحت باسم من أسماء الله الحسنى، أو قول مأثور وغير مأثور، استبق بقال رسول الله، فإن مصيره الصواب وعاقبته الأجر لا محالة، وإن خالفت نسق القوانين الشرعية وأسارير النظم الكونية.
كيف لا وقد لاقت هذه المنشورات بكل ما تضمنته من زلل وجرم آذانا صاغية وقلوبا جوفاء خاوية، لم تتكبد عناء البحث للوقوف على صحتها، وحقيقة ما ذكر بين ثنايا أسطرها. بعد كل هذا لن يخالجني شك، بأن دافع بعض العوام في تحمسه للنشر، باطنه البحث عن الأجر فحسب، عبر أيسر الطرق وقصار الأمنيات، غير أن حسن النوايا وحدها ليست مسوغا يغني عن التماس سلامة المحتوى واستنباط صحة ما نقل، كما أن النوايا الخالصة لا تقتصر على صلاح الغاية والمقصد دون التيقن والتثبت، فالعبرة بصواب المحتوى وخلوه من العيوب، وليس بكثرة ما زج فيه من مفاهيم مغلوطة واعتقادات مكذوبة، فمجرد النسخ واللصق ثم الشروع في النشر لا يعفي الإنسان أو يمنعه من الوقوع في طائلة الجرم، فهو ليس بمنزلة الصك الشرعي الذي يكفل لصاحبه المثوبة والجزاء الرغد، منية هطول الأجر تجليه أبواب السماء كالغيث المنهمر.
إن تلك الرسائل أو الوسائل المرجفة سواء ما كتبته الأقلام في أسطر ورقية أو ما حملته الصور من رسومات فنية وأيقونات فوتوجرافية أو تلك التي يتم تداولها عبر مقاطع مصورة مرئية، ما هي إلا اجتهادات فردية، واحتمال الخطأ فيها أكبر من احتمال صحتها، وكثير منها للأسف قد جانبها الصواب، أو خزعبلات رعناء باطلة غير أخلاقية تحسبها للخير مصدرا، وفيها كل الشرور، وإن خلصت إلى استغلال الورع والدين، وإن صاحبها لشر الدواب، فإن تتركه يلهث وإن تحمل عليه يلهث، محركه الغواية والفتن وشغف الشهرة والظهور. إن تلك المنشورات المضلة خطرها يكمن في جسامة نشرها والتوسع في إفشائها إلى أن تبلغ مدى يحسبها بذلك عوام الناس خيرا فيجزم بصحتها على ما فيها من خطر على الدين والوطن.
وقد احتوى المنشور على كل أساليب الإغراء في النشر والتبليغ، ابتداء من المقدمة العصماء لاستهلالية عوجاء، ومرورا بمفردات جذابة، نسجت بأبلغ كلمات الإطراء والثناء، تنحني لها القلوب العمياء، وتستعذبها الآذان الصماء، وانتهاء بجمل زخرفت بأجمل ما يكون من عبارات الاستعطاف التي يستجدى بها العوام من الناس، ويستحسنها الخواص، على ما فيها من محاذير شرعية وسقطات فقهية وتعديات قانونية.
هذا عدا ما تضمنه المنشور من أحاديث ضعيفة ومكذوبة، وعدا أيضا عن فساد الرأي فيه، والذي يتطلب تعطيل العقل، والاستخفاف بالنقل والمنطق، والركون إلى أغوار الغيبيات، ومتاهات المجهول والدجل، وإن أخلت وعارضت كل ما ذكر في الكتاب والسنة.
فبعد أن راجت هذه العبارة (انشر تؤجر) في سنين مضت، وأعوام خلت، وتهافت الناس إثرها أفواجا وجماعات، للظفر بالأجر والثواب الجزل، مظنة أن كل جملة تخللتها آية واستفتحت باسم من أسماء الله الحسنى، أو قول مأثور وغير مأثور، استبق بقال رسول الله، فإن مصيره الصواب وعاقبته الأجر لا محالة، وإن خالفت نسق القوانين الشرعية وأسارير النظم الكونية.
كيف لا وقد لاقت هذه المنشورات بكل ما تضمنته من زلل وجرم آذانا صاغية وقلوبا جوفاء خاوية، لم تتكبد عناء البحث للوقوف على صحتها، وحقيقة ما ذكر بين ثنايا أسطرها. بعد كل هذا لن يخالجني شك، بأن دافع بعض العوام في تحمسه للنشر، باطنه البحث عن الأجر فحسب، عبر أيسر الطرق وقصار الأمنيات، غير أن حسن النوايا وحدها ليست مسوغا يغني عن التماس سلامة المحتوى واستنباط صحة ما نقل، كما أن النوايا الخالصة لا تقتصر على صلاح الغاية والمقصد دون التيقن والتثبت، فالعبرة بصواب المحتوى وخلوه من العيوب، وليس بكثرة ما زج فيه من مفاهيم مغلوطة واعتقادات مكذوبة، فمجرد النسخ واللصق ثم الشروع في النشر لا يعفي الإنسان أو يمنعه من الوقوع في طائلة الجرم، فهو ليس بمنزلة الصك الشرعي الذي يكفل لصاحبه المثوبة والجزاء الرغد، منية هطول الأجر تجليه أبواب السماء كالغيث المنهمر.
إن تلك الرسائل أو الوسائل المرجفة سواء ما كتبته الأقلام في أسطر ورقية أو ما حملته الصور من رسومات فنية وأيقونات فوتوجرافية أو تلك التي يتم تداولها عبر مقاطع مصورة مرئية، ما هي إلا اجتهادات فردية، واحتمال الخطأ فيها أكبر من احتمال صحتها، وكثير منها للأسف قد جانبها الصواب، أو خزعبلات رعناء باطلة غير أخلاقية تحسبها للخير مصدرا، وفيها كل الشرور، وإن خلصت إلى استغلال الورع والدين، وإن صاحبها لشر الدواب، فإن تتركه يلهث وإن تحمل عليه يلهث، محركه الغواية والفتن وشغف الشهرة والظهور. إن تلك المنشورات المضلة خطرها يكمن في جسامة نشرها والتوسع في إفشائها إلى أن تبلغ مدى يحسبها بذلك عوام الناس خيرا فيجزم بصحتها على ما فيها من خطر على الدين والوطن.