عبدالله المزهر

ستيفن قاتل أحلامي اللعين!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الأربعاء - 04 أكتوبر 2017

Wed - 04 Oct 2017

لا شك ولا ريب أن منظر العشرات يلقون حتفهم بالرصاص في أمريكا ـ أو في أي مكان آخر ـ أمر محزن وباعث على القلق والخوف.

لكن في أحداث لاس فيجاس الأخيرة لم يكن حزني كبيرا بما يكفي، ربما كان الأمر الذي أحزنني في هذه الحادثة هو أنني لم أحزن كما ينبغي للإنسان أن يفعل حين يموت أخوه الإنسان. ربما لم أحزن لأن الحادث ليس إرهابيا وأنا أحزن كثيرا على ضحايا الإرهاب فقط، وربما لأن منظر الناس يموتون لم يعد مثيرا ولا مخيفا بما يكفي، وقد رأينا من صور الأموات والأشلاء الممزقة في هذه السنوات أكثر مما رأينا من صور الأحياء الذين يبتسمون، ولذلك فالموت أمر اعتيادي ويحدث كل يوم. والعالم يتجه إلى التبلد الحسي. والموت في أحيان كثيرة في هذا الكوكب الموبوء لم يعد هادم اللذات بقدر ما أصبح المخلص من العذابات.

الأمر الذي استفزني كثيرا جدا في موضوع القاتل الأمريكي الأبيض غير الإرهابي الذي ارتكب مجزرة غير إرهابية في لاس فيجاس هو أنه مليونير، وقد كنت أخطط لأصبح مليونيرا كي تتحسن أخلاقي، وتنضبط سلوكياتي. فقد علمت عن نفسي أنه لا يروضها إلا المال ولا يكبح جماحها إلا امتلاء الرصيد بما لذ وطاب من الملايين المملينة. وكثرة الأملاك من الدور والعربات والخيل المسومة.

وبمناسبة الخيل المسومة فإن تبني داعش لهذه العملية أمر منطقي ومتوقع، فهم على استعداد لتبني أي شيء فيه قتل ودماء في أي مكان في العالم وأيا كان مرتكبه. ولا أستبعد أن يصدروا يوما ما مقطع فيديو يتبنون فيه عملية قتل هابيل وأن قابيل أحد كوادر الدولة الإسلامية.

لقد أحبطني اللعين ستيفن بادوك، فقد كنت مؤمنا أن الأغنياء لا يقتلون الناس بهذه الطريقة، وقد كنت أفكر في مستقبلي حين أصبح مليونيرا عقاريا ـ مثل ستيفن ـ أني سأكتفي بسرقة أحلام الناس، وقتل طموحاتهم، والتضييق عليهم لأن هذا هو ما أظن أنه مهمة الزملاء الأغنياء في كل أصقاع الدنيا.

وعلى أي حال..

فليذهب ستيفن للجحيم، لن أغير أحلامي في الثراء الفاحش، ولن يعوق مخططاتي «تصرف فردي» يرتكبه مجرم قاتل غير إرهابي. سأستمر في الحلم بغد أفضل، وبعالم أقل إجراما وجنوحا للقتل، وبسعادة تملأ وجوه الناس جميعا، وبالطبع بأموال أكثر تملأ جيوبي وحدي.

@agrni