قرار القيادة مسايرة حكيمة

الجمعة - 29 سبتمبر 2017

Fri - 29 Sep 2017

التجديد والتغيير مؤشر مهم وضروري لأي مجتمع متنام يطمح إلى التطور ومواكبة متطلبات العصر. قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة لا يعتبر مسايرة حكيمة لعولمة مفروضة ومجاراة ذكية لمدنية مفتوحة، أو نزولا لرغبة الكثيرات في المشاركة الأسرية في مجالات الحياة المتنوعة، بل ليس تحقيقا للحرية الفردية كما غرد السطحيون في امتلاك مركبة أو إعطاء حقوق مسلوبة.

عليه ليعلم الكل وليفهم المهنئون لنا بخبر القيادة أنه لم تكن حقوق المرأة السعودية مسلوبة أو ناقصة في يوم من الأيام في دار العز السعودية؛ وليثق المتشككون أن للشريعة الإسلامية مبادئ متعددة تستوعب مستجدات وضرورات كل زمان ومكان؛ وليقدر الشعب هذه التكرمة الملكية، وليكن على قدر من الوعي وتحمل المسؤولية. مما زاد ثقتنا في القرار أن الخبر ذيل بعبارات مريحة للغاية، فهنالك ضوابط شرعية واجتماعية وقانونية.

فترة ما بين القرار والتنفيذ كافية جدا لصياغة آلية آمنة للوضع المستجد الذي يستطيع أن يتنبأ ويستوعب جميع ما يترتب عليه القرار، ومع هذا هو قرار قابل للتطبيق والتجريب والاستمرار، أو المنع وفقا على النتائج المترتبة. إضافة إلى أن الفترة كافية جدا للتدرب على القيادة وشراء المركبات وإعادة جدولة المشاركات الأسرية وتنظيم مصروفات الميزانية.

ما تخشاه فئة من السيدات السعوديات هو أن تكون القيادة عبئا إضافيا لضحايا الضغط والعنف الأسري من فئة العاملات، أو ترفا يستهلك سلبا من قبل ربات البيوت والعاطلات عن العمل، أو نزفا اقتصاديا يهدد ميزانية الأسرة كبيرة العدد لا سيما أن ذلك سيكون معاصرا للغلاء المعيشي القادم.

تساؤلاتي في ظل قيادة المرأة ما الترتيبات والاحتياطيات التي ستتخذها وزارة المواصلات في استيعاب تبعات القيادة النسوية من ازدحام مروري والحاجة إلى زيادة مواقف المركبات ومحطات الغاز والورش وما إلى ذلك؟

ما مراحل اتخاذ القرار باقتناء مركبة نسائية لدى شرائح متعددة من الأسر السعودية؟

ما إمكانية اقتناء حافلة نقل أو هودج أو عربة حصان أو دراجات بأنواعها للسيدة السعودية لا سيما في المناطق التاريخية والجذب السياحي؟

ما الفرص الممكنة للاستفادة من القرار في إتاحة فرص عمل للسيدات والخريجات؟

كم عدد المستفيدات من القرار بالنسبة لإجمالي العدد الكلي للنساء؟

كثير من التساؤلات سيجيب عليها الواقع قريبا، ومع ذلك نطمح لمزيد من التجديد والتغيير الذي يعود علينا بالنفع والخير.

الأكثر قراءة