مشروع البحر الأحمر.. الحلم الذهبي للشمال الغربي

السبت - 23 سبتمبر 2017

Sat - 23 Sep 2017

أشرقت شمس 1-8-2017 على محافظتي أملج والوجه التابعتين لمنطقة تبوك في الشمال الغربي وهي تحمل معها مشروع نهضة وتطور عالميين، سيرقى بهما المكان والوطن إلى عنان السماء.

إنه مشروع البحر الأحمر الذي أعلن عنه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ويستهدف 50 جزيرة من جزر البحر الأحمر البالغ عددها 1150 جزيرة تشكل 88% من إجمالي جزر المملكة، إذ سيكون صندوق الاستثمارات العامة هو المستثمر الرئيس والرائد في تطوير المشروع وجذب المستثمرين العالميين والمحليين.

وينفذ المشروع على مراحل وفقا للمعلن عنه، فتبدأ المرحلة الأولى بوضع حجر الأساس في الربع الثالث من عام 2019 ونهايتها في الربع الأخير من عام 2022. كما تشهد المرحلة الأولى ضخ الاستثمارات الأولية في المشروع من قبل صندوق الاستثمارات وفتح المجال لعقد الشراكات مع أبرز الشركات العالمية الكبرى.

نهضة الشمال الغربي

وبانتهاء عام 1438 أصبحت تبوك تضم أضخم المشاريع التي أعلنت عنها القيادة، عقب إعلان مشروع البحر الأحمر الذي جاء بعد عام وأربعة أشهر من إعلان إنشاء جسر بري بين جمهورية مصر والمملكة وهو جسر «الملك سلمان» والذي ينطلق من منطقة تبوك وتحديدا من رأس الشيخ حميد، حيث يعد أول جسر يربط بين القارتين الآسيوية والأفريقية.

الاستثمار في الشباب

وبينما أعلنت عين بوابة التعليم الوطنية عن أهم التخصصات التي يحتاجها مشروع البحر الأحمر، وهي «سياحة، فندقة، زراعة، إعلام، تاريخ، جولوجيا البحار، أحياء»، واكبت جامعة تبوك بقيادة المدير المكلف الدكتور عطية الضيوفي احتياجات سوق العمل المتوقعة وتأهيل الشباب للمشروع، حيث أعلنت الأسبوع الماضي عن استحداث كلية السياحة في محافظة الوجه تحوي ثلاثة تخصصات وهي «السياحة، وإدارة الفنادق، وإدارة الفعاليات والإرشاد السياحي» من خلال تقديمها ثلاثة برامج «الماجستير والبكالوريوس والدبلوم».

من جانب آخر أكد مختصون في حديثهم لـ»مكة» أهمية هذا الاستثمار في دفع عجلة السياحة في المملكة ورفع واردات القطاع السياحي وبالتالي ارتفاع الناتج غير النفطي وهذا من أولوية أهداف التحول الوطني 2020 ورؤية 2030.

مستقبل السياحة

وقال المختص الاقتصادي أحمد الشهري، إن السياحة ضمن أسرع الصناعات العالمية نموا ومن أهم عشر صناعات على مستوى العالم ولديها قدرة على جلب إيرادات كبيرة للناتج المحلي، لذا وضمن برامج التحول الاقتصادي ستصبح السياحة ضمن محركات النمو الجديدة في الناتج المحلي وتنويع الاقتصاد السعودي.

فرص الاستثمار الأجنبية

وأفاد الاقتصادي سعد الفريدي بأن مشروع البحر الأحمر سيساهم في جذب الاستثمارات العالمية بشكل كبير جدا حيث الموقع الاستراتيجي للمشروع وكون منطقة المشروع «منطقة حرة»، أي لا تتطلب تأشيرة مما يميزها عن باقي المناطق السياحية الأخرى، حيث ستسعى الجهات العالمية للاستثمار بالمنطقة بإنشاء الفنادق الفخمة مع المشغلين العالميين والموانئ ووسائل الترفيه العالمية كما تتميز بقربها من مدائن صالح الأثرية.

وأوضح الفريدي أن استثمار البحر الأحمر سيكون بإشراف ومتابعة وإنفاق مباشر من الصندوق السيادي «الاستثمارات العامة» وهذا يعتبر من مقومات نجاح المشروع، إضافة إلى عدم الحاجة إلى تأشيرة سيمكن الزوار من أغلب الجنسيات الدخول إلى المشروع والخروج منه بكل سهولة ويسر.

فيما أشار الشهري إلى أن حركة السياحة تمثل عامل جذب للأموال الأجنبية لذلك يعد القطاع السياحي ضمن أهم القطاعات التي تعكس الثقة في الاقتصاديات المختلفة، ولا سيما في جانب الاستثمارات الأجنبية.

عوامل نجاح

وأضاف الشهري تتميز المشاريع الاستثمارية السياحية عموما بأنها لا تحتاج إلى واردات كبيرة بخلاف القطاعات التصديرية والتي تتطلب غالبا نقدا أجنبيا؛ وإنما هي تغذي الاقتصاد بالنقد الأجنبي مباشرة دون أن يقابل ذلك أي مصاريف للعالم الخارجي مما يعد مقوم نجاح مهم للمشروع.

تحديات ومعوقات

ولفت سعد الفريدي إلى أن هناك تحديات ستواجه هذا الاستثمار ما بين الهيئة العامة للسياحة والهيئة العامة للمساحة فهنالك مواقع تعدينية، بحسب تقارير المساحة ترتبط بتراخيص الاستثمار بقطاع التعدين وبوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية وبسبب المسافة التي تربط ما بين الوجه - أملج والتي تقارب نحو 125 كلم، وهذا سيشكل تأخرا في إصدار التراخيص التي تقتضي تشكيل لجان مما سيعرقل هذه التنمية الاقتصادية بأهم وجهتين استثماريتين «قطاع السياحة والتعدين»، حيث إن هناك مصانع قائمة في التعدين كـ (اسمنت ينبع واسمنت تبوك) والتحدي الأكبر أن تكون هذه المنطقة خالية من التلوث البيئي.

تنويع الاقتصاد

بات مشروع البحر الأحمر تعزيزا رائعا لمكانة المملكة السياحية والاجتماعية ليصبح مقصدا للزوار من كافة أنحاء العالم، إذ إن ضخامة المشروع وموقعه سيجعلان منه استثمارا واعدا، ومصدرا للدخل يواكب رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، كما أن تنويع الاقتصاد باستثمار القطاع السياحي يعد استثمارا رائعا، لما تتميز به المملكة من تنوع يؤهلها لأن تكون وجهة سياحية، فبات هذا المشروع الطموح إضافة جديدة لمشاريع التطوير والنماء التي يشهدها الوطن عبر الاستثمار في موارده.

إبراهيم العمري - مدير التعليم المكلف بتعليم تبوك

سياحة عالمية

تتجدد هذه الذكرى العظيمة هذا العام وهي تحمل بشائر رؤية المملكة الواعدة 2030، فبعد أن أعلن عن مشروع القدية أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في السعودية أتى إعلان مشروع البحر الأحمر كوجهة سياحية عالمية ضمن رؤية المملكة 2030، هذا المشروع الذي يعد نقلة نوعية للقطاع السياحي في بلدنا الغالي وسيشكل دعما اقتصاديا كبيرا لهذا البلد المعطاء.

نايف بن سعيدان - أمين منطقة تبوك

أرقام المشروع:

• مساحة المشروع 34 ألف كلم2

• 35 ألف فرصة عمل تماشيا مع رؤية 2030

• مليون زائر سنويا بحلول 2035

• زيادة الناتج المحلي بـ 15 مليار ريال سنويا

أهداف المشروع:

يهدف مشروع البحر الأحمر لوضع المملكة كإحدى الوجهات التي تنافس أهم الوجهات العالمية، حيث سيكون مشروع البحر الأحمر:

• على رأس قائمة أفضل 10 مواقع للغوص في العالم

• على رأس قائمة أفضل 10 مناطق صديقة للبيئة

• على رأس قائمة أفضل 8 وجهات للسياحة البيئية

• على رأس قائمة أفضل 10 وجهات شاطئية فاخرة