فواز عزيز

الرسالة التي وصلت قبل الوزارة

السبت - 16 سبتمبر 2017

Sat - 16 Sep 2017

(1) كان موعد تشكيل مجلس الوزراء في بداية شهر ربيع الأول في السنة التي تنتهي فيها فترة أعضاء مجلس الوزراء، وكان الحديث عن التشكيل الجديد لمجلس الوزراء يبدأ مطلع ذات العام، ومنها عام 1416هـ الذي بدأت الإشاعات والتوقعات في مطلعه وكان من التوقعات اسم «محمد الرشيد».

(2) أشفق معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري -رحمه الله- على الدكتور محمد الرشيد قبل أن يعين وزيرا للمعارف، فبعث له رسالة مكتوبة في نهاية شهر صفر عام 1416هـ، نشرها الرشيد في كتابه «مسيرتي مع الحياة»، وبالمناسبة أصدر «التويجري» 14 مؤلفا منها 5 كتب كان لفن الرسالة نصيب منها.

بدأت رسالة الخبير في العمل الحكومي «التويجري» بالمباركة والتفاؤل لـ«الرشيد» بمسؤولية تاريخية قادمة دون التصريح بها.. وأرفق معها الخوف عليه من العثرات.

ومن باب الإشفاق والخوف على الوزير القادم، قدم «التويجري» بعض الملاحظات التي يتصور أنها تناسب مستقبل الوزير القادم، مصرحا أنه مستقبل معه الحساد والنقاد.. فقال له: «بالأمس كنت تتحرك في حدود ضيقة لا تملك غير الأماني والأحلام.. واليوم خرجت من هذه الحدود الضيقة إلى سعة المسؤولية التي من خلالها ستجابه فئات كثيرة من أرباب الثقافة والمعرفة وتجابه أيضا مسؤوليتك..».

(3) بناء على ذلك قدم له عدة نصائح من واقع خبرة امتدت 63 عاما.. منها:

• ادخل عملك متواضعا.

• لا تسرع ولا تتعجل في التنقلات.

• لا تتوسع في علاقاتك أكثر مما يفيد.

• لاحظ أن كل كلمة محسوبة عليك، تحفظ كثيرا، وإذا فعلت شيئا جيدا لا تقل فعلت، أنكر ذاتك تسلم من مضاعفة الحساد.

• نجاحك في قدرتك على وضع خطاك مع المسؤولية بقدر من الاتزان والوقار والتواضع.

• أملي أن تدخل مع نفسك وسلوكك في كل شيء من العلاقات إلى شربة الماء، وما ترى أنه غير مناسب لوضعك ابتره ولو أوجعك.

(4) وأشار التويجري في رسالته إلى أنه لا يقول هذا من خياله بل من تجربته الخاصة، فمنذ وضع قدميه على طريق مسؤولية صغيرة في المجمعة والآخرون يضعون العثرات أمامه ومن خلفه وعن يمينه ويساره، وقال: «كلما شعرت بذلك ازدادت صلابتي واشتد عودي وحسبت لكل خطوة حسابها خوفا من السقوط وأنا في أول الطريق.. وبعد أن انتقلت إلى الحرس الوطني لم ينته ذلك الأمر..».

(5) الطبيعة البشرية واحدة، سواء كانت في القرية مع عمل صغير أو في المدينة مع عمل كبير، هكذا قال التويجري، مؤكدا أنه تضاعف الحسد عليه والكيد والدس والافتراء والظلم إلى حد أن أقرب الناس منه صار يتابع التقارير ضده، وقال: كانت قصة طويلة ولكن «وما في الدنيا أشجع من بريء».

****

• المرسل (الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري):

ولد 1918 وتوفي 2007 وهو أحد أبرز الشخصيات الإدارية بالمملكة، كان رئيسا لمالية المجمعة وسدير والزلفي، ثم وكيلا للحرس الوطني، ثم نائبا لرئيس الحرس الوطني. وكان عضوا في اللجان العليا الثلاث التي أعدت النظام الأساسي للحكم، ونظام المناطق، ونظام مجلس الشورى، التي صدرت في 1412هـ.

• المرسل إليه (الدكتور محمد بن أحمد الرشيد):

ولد 1944 وتوفي 2013، كان عميدا لكلية التربية بجامعة الملك سعود، ثم مديرا لمكتب التربية والتعليم لدول الخليج، ثم عضوا في مجلس الشورى، ثم وزيرا للتربية والتعليم.

fwz14@