سهام الطويري

هل سيتحضر المعلم المدرسي؟

الأحد - 10 سبتمبر 2017

Sun - 10 Sep 2017

منذ العقد الأخير وبدون مجاملة لا يمكن مقارنة مخرجات التعليم المدرسي المحلي بما كانت عليه قبل عقدين، فالمخرجات من السيئ للأسوأ، ولم تكن كذلك إلا لأسباب تلقي الضوء على جودة المعلم في المقام الأول.

قبل سنتين دمجت وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي كخطوة مهمة لإحداث نقلة نوعية في رفع مستوى التعليم بما يناسب بإحداث مخرجات ذات جودة تناسب سوق العمل وتؤهله لمواجهة التحديات الاقتصادية إقليميا في المقام الأول. بكل تجرد لا يوجد Economic refund بمعناه الغربي من مخرجات التعليم المدرسي يمكن غزو العالم بها تقنيا ومهنيا. حينما تولى وزارة التعليم الوزير عزام الدخيل كأول وزير لها حمل معه رؤى طموحة تقدمية لخصها في كتابه تعلومهم وهو خلاصة لبانورامية التعليم في الدول المتقدمة، إلا أن النقلة من الجرف للقمة في الواقع المحلي التعليمي كانت تحتاج إلى رجل «تراكتور» مستخرج من صميم البيئة التعليمية، لما سوف يواجهه من الصخور والعوالق المعرقلة لعملية استنهاض التعليم بشكل سريع يتناسب مع ترسية رؤية 2030.

واقع التعليم المدرسي بشكل عام يمكن قياس نسبة الرضا عنه من قبل أولياء الأمور أنفسهم، حينما يعتقد المعلم الممارس لمهنة التعليم أنه حالة من القداسة لا يمكن نقد واقعه غير المرضي، فهي مشكلة التنمية الأساسية بحد ذاتها، إذا وضعت واقع المعلم السعودي وقارنته في ذات الخانة مع المعلم الإنجليزي أو الفنلندي فسوف يتعرقل المعلم السعودي في معضلة رواتبه واستحقاقاته وأنه الأقل، ولكنه سيتغافل تماما عن مسألة أن الأكثر رفاهية بين منسوبي وزارة التعليم والأكثر دلالا سواء في رصيده من الإجازات أو نصابه التعليمي إذا قارنت المعلم نفسه بنفسي كأكاديمية!

في واقع مقارنة المعلم السعودي من حيث الجودة بقرينه الإنجليزي والفنلندي فإن الأخيرين أكثر مهنية ومهارةـ كما أن رصيد الإجازة السنوي شهر واحد فقط، والمؤهلات لا تقل عن درجة الماجستير فضلا عن الاختبارات الموسمية التي يخضع لها المعلم الأوروبي بين فترة وأخرى حتى يقاس مستوى جودته.

بيئة المعلم السعودي بحاجة لنفض الغبار عنها حتى يرضى أولياء الأمور على تعلم أبنائهم، فهل يرضى المعلم السعودي الذي يحيط نفسه دائما ببشت الرسالة المقدسة الحاضرة في قصيدة شوقي، بشيء من مقارنته مع المعلم الإنجليزي، هل يرضى المعلم السعودي أن يستمر اليوم المدرسي إلى الساعة الثالثة عصرا حتى يتمكن جميع الطلاب من حل واجباتهم والتمتع بحصص النشاط وفسحة الغداء؟

هل يرضى المعلم السعودي أن نتحضر وتلغى الإجازة الصيفية التي تخمل العقل المدرسي وتتقلص إلى شهر أو شهرين؟ هل سيستعد المعلم السعودي للمزيد من الدورات التأهيلية والاختبارات الموسمية والدبلومات في كل فترة كرهان صارم يختبر مدى صلاحيته للاستمرار كمعلم بين فترة وأخرى؟!

واقع التعليم المدرسي بحاجة إلى تعديلات صارمة لتعديله التعديل المؤلم على بعض المعلمين الذين يختزلون معاناتهم في طلب المزيد من الزيادات على الرواتب، وطلب المزيد من الإجازات والتسهيلات وتقريب المسافات، ولربما صرف فسحة ووجبة غذائية! حتى يخول الظن بأنهم علماء أبحاث! فاقوا في كثير من المطالبات قيادي الجامعات!

@sehamaltwiri