الحج ليس كأس العالم يا قطر!

الأربعاء - 06 سبتمبر 2017

Wed - 06 Sep 2017

تستقبل السعودية عشرات الملايين من الحجاج والزوار كل سنة منذ عشرات السنين ومن أكثر من 100 دولة حول العالم على مختلف ثقافاتهم ولغاتهم وأشكالهم وألوانهم، وتقوم باستضافتهم في مطاراتها وموانئها البحرية ومنافذها البرية، ويقضون مناسكهم بأمن وأمان ويسر وسهولة، ويقوم على رعاية أمنهم ما يقارب نصف عدد مواطني قطر، ويقوم ضعف العدد على خدماتهم الصحية والإيوائية والتموينية وغيرها من الخدمات الأساسية والمساندة.

ويجتمع في الحج في صعيد واحد ملايين البشر بكل يسر وسهولة، وتنفق السعودية مئات المليارات لتوسعة الحرمين لاستيعاب أكبر عدد ممكن من ضيوف الرحمن، وتنفق الملايين يوميا لخدمتهم، ويطلق ملك السعودية لقب خادم الحرمين الشريفين على نفسه، ويعتبر ذلك وسام شرف.

وتقوم السعودية بذلك بكل كفاءة واقتدار ويشهد لها كل من زار الحرمين بخدماتها الجبارة وتعامل مسؤوليها ومواطنيها بأخلاقهم الكريمة، ويأتيك من يشككون بقدرتها على رعاية الحجاج، ويسعون لتسييس الحج وهم منذ أن تم اختيارهم لتنظيم كأس العالم ليستضيفوا بضع آلاف من أفراد الفرق المشاركة ومئات آلاف من الجماهير يعملون ليل نهار، ولم ينجزوا بعد إلا القليل في مناسبة ربما تحدث مرة واحدة في تاريخ الدول.

فإذا كانت قطر ستستضيف كأس العالم مرة في التاريخ فإن السعودية تستضيف سنويا ما يفوق عدد حضور كأس العالم، ولا شك أن هدفهم هو تحويل أنظار العالم عن أسباب المقاطعة، تلك الأسباب التي تسببت في دمار العالم العربي، ونشرت الفتن والقتل والفرقة لتمهد للحلم الإسرائيلي في دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وذلك بتفكيك الدول العربية إلى دويلات يسهل السيطرة عليها وتهجير سكانها على أيدي الإرهابيين والعملاء.

ولا شك أن حكومة قطر قد نزعت أقنعتها لتكشف وجهها الحقيقي، بل أصبحت تلعب على المكشوف، وانضمت إلى حلف الشيطان بقيادة إيران التي دمرت بلدان العرب بعملائها وحماية الآخرين الطامعين بإعادة الأمجاد الغابرة، ولم تعد قطر ذات سيادة بوجود الجنود الغرباء في شوارعها رغم أنها تشتكي من أن مطالب دول المقاطعة تنتهك سيادتها.

وأصبحت قطر قطرا أعجميا، وأصبحت دوحة الخليج موطنا للهاربين من بلدانهم بعد ما انكشفت أهدافهم المشبوهة، وأصبح المواطن فيها مستوطنا والمستوطن مواطنا، وها هي تستمر في مكابرتها لتعزل شعبها الشقيق بفعل سياستها العدائية لكي تنفذ أجندة أعداء الأمة من خلال بث الشائعات والفتن في جميع الوطن العربي من خلال أجهزة إعلامها الموجهة والتي يديرها مرتزقة استوطنوا قطر، ودعمها للعابثين بأمن الدول العربية، وتمضي قدما نحو المجهول، ولا يخفى على الجميع حجم الخسائر المعنوية والمادية التي تخسرها يوميا إلا أنها تراهن رهانا خاسرا على أنها ستكون أطول نفسا من شقيقاتها دول المقاطعة، ولكنها قد تصل يوما ما إلى حد الانهيار الذي سيدفع ثمنه شعب قطر الغالي المغلوب على أمره.

وفي الختام تبقى قطر كالسمكة التي لا تعيش إلا بالماء، فهي جزء من جغرافيا الخليج العربي لا يمكن أن تنفصل عنه بحكم الموقع الجغرافي والدين والدم ووحدة المصير، فهل ستعود لمحيطها الخليجي أم ستستمر في عنادها حتى تصل قاع الهاوية؟

الأكثر قراءة