الحج في لغة الأدباء والمفكرين

الخميس - 31 أغسطس 2017

Thu - 31 Aug 2017

في موقف الحج، غالبا ما تخطر لنا الخواطر، وتتوسع المشاعر، حيث إننا نعيش حدثا خاصا ومختلفا، تجربة تعمق لدينا أحاسيس ربما لن نشعر بها في مكان آخر، ووقت آخر. فكيف عبر الأدباء والمفكرون عن هذه التجربة؟

1 يقول "أنيس منصور" عن الطواف: غمرتني الراحة وأحسست أن شراييني من النيون الهادئ، بلا حرارة ولا صوت، وأنني في حالة بين الحياة والموت، فلا أنا حي أشعر بجسمي ولا أنا ميت بلا جسم، ولكني فوق وجسمي تحت، وخط رفيع يربطني بالاثنين، وعندما خرجت من الكعبة، أخذت أشعر بجسمي قطعة قطعة حتى أصبحت ثقيلا على وجداني وعلى فكري، وأعيدت لي حياتي العادية.

2 يقول "الزيات" عن الحج: إن في كل بقعة من بقاع الحجاز أرضا للفداء ورمزا للبطولة، فالحج إليها إيحاء بالعزة، وحفز إلى السمو، وحث على التحرر، وتذكير بالوحدة، هنا غار حراء مهبط الوحي، وهنا دار الأرقم رمز التضحية، وهنا غار ثور منشأ المجد، وهذا هو البيت الذي اجتبي بفنائه أبوبكر وعمر وسعد وخالد، والغضاريف من بني هاشم وبني أمية، وتلك البطحاء التي درج على رمالها قادة العالم وهداة الخليقة.

3 يقول "العقاد" عن الكعبة: أنت تقف هنا ولا ريب في مقام قام فيه الرسول الكريم، والإنسان الذي يقترن اسمه في صلوات الألوف بعد الألوف باسم خالق الكون العظيم. أنت تقف هنا حيث وقف وتدعو حيث دعا وتنظر حيث نظر وتحوم بنفسك حيث حام في اليقظة لا في المنام.

4 يتحدث "الكواكبي" عن مكة: ووصلت إلى مكة في أوائل ذي الحجة، وكان موسم الحج قد توافدت على البلد الحرام وفوده، وانعقد المؤتمر: الأستاذ المكي، والصاحب الهندي، والفاضل الشامي، والمولى الرومي، والمجتهد التبريزي، والرياضي الكردي، والعالم النجدي، والمحدث اليمني، والعلامة المصري، والخطيب القازاني، وغيرهم من كل قطر من أقطار العالم الإسلامي.

5 يقول "الطنطاوي" عن عرفات: هنالك تتنفس الإنسانية التي خنقها دخان البارود، وعلامات الحدود، وسيد ومسود، وعبد ومسيود، وتحيا عرفات حيث لا كبير ولا صغير ولا عظيم ولا حقير، ولا مأمور ولا أمير، ولا غني ولا فقير.

6 يقول "مصطفى السباعي" عن عيد الأضحى: العيد يعطينا درسا اجتماعيا عظيم النفع، الفرح العام أعمق أثرا في النفس من الفرح الخاص الذي لا يشارك فيه الآخرون، ففي العيد تدخل الفرحة كل قلب حتى المحزونين والمرضى والمثقلين بالأعباء وهي فرحة ليست نابعة من نفوسهم بل من مجتمعهم ومحيطهم، ففرحة المجتمع تطغى على أفراح الفرد ولكن فرحة الفرد لا تطغى على آلام المجتمع، ولذلك العيد تنمية للشعور الاجتماعي في أفراد الأمة.