جريمة "الكذب"!

أخطر ما في بيان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المتضمن نتائج لجنة التحقيق في حادثة إنزال الطالبات في الطائف «سادساً: اتضح للجنة محاولة الأعضاء إخفاء الحقائق وتعمد الكذب لتضليل اللجنة». والخطورة هنا، مركَّبة من مستويات تفاقم فجيعتها؛ فالكذب -اتفاقا- يتضمن معنى انتفاء الصدقية والأمانة، واقتراف جرم التزوير للوقائع وتزييف الحقيقة. والوصف به في البيان موجَّه إلى من تجعلهم الصفة المفترضة لمسؤوليتهم في موضع الحارس للفضيلة والصلاح والحامي للشرف والعفاف، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر. ومن تصفهم به هي لجنة رسمية من جهاز الهيئة نفسه. ويزداد تركيب الخطورة إذا ما تذكرنا أن الوصف بالكذب والتضليل ورد في بيان آخر للهيئة لا تفصله عن البيان الأخير إلا أربعة أشهر، وهو المتضمن لنتائج التحقيق في حادثة البريطاني؛ إذ جاء فيه: «عاشراً: ثبت للجنة تواطؤ أعضاء الفرقة على الكذب ومحاولة تضليل اللجنة»!

أخطر ما في بيان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المتضمن نتائج لجنة التحقيق في حادثة إنزال الطالبات في الطائف «سادساً: اتضح للجنة محاولة الأعضاء إخفاء الحقائق وتعمد الكذب لتضليل اللجنة». والخطورة هنا، مركَّبة من مستويات تفاقم فجيعتها؛ فالكذب -اتفاقا- يتضمن معنى انتفاء الصدقية والأمانة، واقتراف جرم التزوير للوقائع وتزييف الحقيقة. والوصف به في البيان موجَّه إلى من تجعلهم الصفة المفترضة لمسؤوليتهم في موضع الحارس للفضيلة والصلاح والحامي للشرف والعفاف، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر. ومن تصفهم به هي لجنة رسمية من جهاز الهيئة نفسه. ويزداد تركيب الخطورة إذا ما تذكرنا أن الوصف بالكذب والتضليل ورد في بيان آخر للهيئة لا تفصله عن البيان الأخير إلا أربعة أشهر، وهو المتضمن لنتائج التحقيق في حادثة البريطاني؛ إذ جاء فيه: «عاشراً: ثبت للجنة تواطؤ أعضاء الفرقة على الكذب ومحاولة تضليل اللجنة»!

الأربعاء - 31 ديسمبر 2014

Wed - 31 Dec 2014



أخطر ما في بيان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المتضمن نتائج لجنة التحقيق في حادثة إنزال الطالبات في الطائف «سادساً: اتضح للجنة محاولة الأعضاء إخفاء الحقائق وتعمد الكذب لتضليل اللجنة». والخطورة هنا، مركَّبة من مستويات تفاقم فجيعتها؛ فالكذب -اتفاقا- يتضمن معنى انتفاء الصدقية والأمانة، واقتراف جرم التزوير للوقائع وتزييف الحقيقة. والوصف به في البيان موجَّه إلى من تجعلهم الصفة المفترضة لمسؤوليتهم في موضع الحارس للفضيلة والصلاح والحامي للشرف والعفاف، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر. ومن تصفهم به هي لجنة رسمية من جهاز الهيئة نفسه. ويزداد تركيب الخطورة إذا ما تذكرنا أن الوصف بالكذب والتضليل ورد في بيان آخر للهيئة لا تفصله عن البيان الأخير إلا أربعة أشهر، وهو المتضمن لنتائج التحقيق في حادثة البريطاني؛ إذ جاء فيه: «عاشراً: ثبت للجنة تواطؤ أعضاء الفرقة على الكذب ومحاولة تضليل اللجنة»!

قد نقول إن الكذب أنواع؛ فالمزاح نوع من الكذب، و»أعذب الشعر أكذبه». وورد أن الكذب حلال في ثلاث: «يحدِّث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس». وهي أنواع من الكذب الأبيض، لأن مقاصدها خيِّرة، وتنتج ثمرات إيجابية من البِشْر والمتعة والحب والنصر وإزالة شحناء النفوس. أفلا يكون الكذب المشار إليه في البيان بقصد خيِّر أيضاً؟! أعني القصد إلى حماية الفضيلة والنهي عن المنكر. لماذا -إذن- وصفته لجنة التحقيق بأنه كذب وأردفت ذلك بالإشارة إلى القصد منه وهو تضليل لجنة التحقيق؟! هل كذبت لجنة التحقيق وافترت على الأعضاء؟! ألسنا في جهة من الجهتين لن نبارح كذباً محقَّقاً؟! وأنه كذب يسيء إلى أخلاق مقترِفه ويسيء إلى علاقته بعمل لا يحتاج إلى شيء أكثر من حاجته إلى الصدق مع الله ثم مع الناس؟!

لكن يبدو أن «الكذب» ليس بتلك الخطورة لدى الهيئة؛ فالعقوبة الصادرة بحق من تضمن قرار التحقيق وصفهم بالكذب، لم تزد على نقلهم «تأديبياً» من الطائف إلى جازان ونجران! وهي «عقوبة» شبيهة بما عوقب به الأعضاء في حادثة البريطاني! والصور المتداولة عن حفلة مشهودة أقامها زملاؤهم لهم في الطائف، كالأخبار التي تحدثت عن حفلة للأعضاء السابقين ترحيباً بهم في المنطقة التي نُقِلوا إليها، وذلك في معنى أن الزملاء لم يقرؤوا بيان لجنة التحقيق في الحادثتين ولم يعلموا بما فيه، أو أنهم علموا ولكنهم رأوا فيه -على عكس ما فهمنا- شهادة أخلاقية وشرعية «قويمة» للمدانين في البيانين! وبعض من ينسبون أنفسهم إلى «أنصار الهيئة» يرون في هذه العقوبة وفي سابقتها قمعاً «للفضيلة»، ويرصدونها، كما يرصدون من يباركها، في السجل الأسود لديهم لـ»أعداء الهيئة»!

في عالم الطفولة المترع بالبراءة والنقاء، تغاضب الطفلة أخاها الأكبر منها: «لا تكذب... ربي يحرقك بالنار!» أو تقوم مقاطعة اللعب معه: «الله ما يحب الكذابين!». كنت أسمعهما ذات زمن فيخيَّل إليّ أن شفافية الطفولة ترى في الكذب عنواناً عريضاً لكل ما تكره! وما أجدرنا أن نرى في الكذب ما يراه الأطفال فيه من الشر وفقدان العدالة!