مشروع البحر الأحمر.. وجهة سياحية تجمع بين الثقافة والفكر والتاريخ والاقتصاد

وثبة حضارية ورحلة تنزه في حدائق الشعب المرجانية
وثبة حضارية ورحلة تنزه في حدائق الشعب المرجانية

الأربعاء - 02 أغسطس 2017

Wed - 02 Aug 2017

من المنتظر أن يحقق مشروع البحر الأحمر الذي أطلقه نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة التكامل في صورته النهائية، حيث سيكون وجهة سياحية تجمع ما بين الثقافة، والفكر، والتاريخ، والسياحة، والاقتصاد، وقبل هذا كله تعطي الإنسان درسا في الطمأنينة والتمعن في إبداع الخالق الذي رسم مكونات الطبيعة، وأوجد فيها مختلف الكائنات الحية، وطرز السماء الصافية بالمجرات والنجوم التي تطل على مرتادي المكان كل ليلة بلمعتها البراقة، بجانب معالم عريقة على مرمى البصر من المشروع تتحدث عن عهد النبوة في مدائن صالح، وسط أجواء آمنة قل توفرها في العديد من البلدان التي تمتلك مثل هذه المشروعات السياحية.

بوابة الحرمين

ويعد البحر الأحمر شريانا حيويا مهما في العالم، بوصفه حلقة الوصل ما بين المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، وطريق التجارة ما بين قارات الشرق والغرب، وبوابة الحرمين الشريفين عبر موانئ المملكة التي تزخر بتراث حضاري وإنساني سجله التاريخ على امتداد سواحلها المطلة على البحر الأحمر بطول يصل إلى نحو 1830 كلم، تبدأ من محافظة «حقل» شمالا إلى منطقة «جازان» جنوبا، ويتوسطها من الجهة الشمالية الغربية مشروع وطني أطلق عليه «مشروع البحر الأحمر».

ويشغل النطاق الساحلي للقارات 60% من سكان العالم، ومعظم المدن التي يتخطى عدد سكانها مليون نسمة يعيشون على سواحل البحار والمحيطات، إذ تعد مكانا اقتصاديا مميزا يمكن استثماره لكسب لقمة العيش، وتحقيق التجارة.

وتنفرد المملكة بثروات بيئية متنوعة ضمن نطاق مساحتها الشاسعة في شبه الجزيرة العربية، ومن خلالها تمكن الإنسان الذي عاش على أرضها منذ قديم الأزل من تحويلها إلى مكتسبات ملموسة أسهمت في تكيف حياته مع محيطه الحيوي الطبيعي ليصنع حضارات إنسانية تعاقبت أجيالها، وبقيت علاماتها شاهدة عليها حتى الآن، ناهيك عن تميزها بثروة التنوع الأحيائي البديع الذي حرصت القيادة الرشيدة على المحافظة عليه.

ومن هذه الثروات البحر الأحمر الذي يتكون من تنوع أحيائي ومناخي فريد من نوعه في العالم، واهتمت به المملكة على مر عهود قياداتها حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أطلق «رؤية المملكة 2030» المركزة على المحافظة على هذا التنوع البديع، وتحقيق التنمية المستدامة والرفاه، بجانب التنظيمات التي أقرت سابقا، ومنها: الاستراتيجية الوطنية للمحافظة على التنوع الأحيائي في المملكة، ليثمر عن ذلك مشروع البحر الأحمر.

ويمكن القول إن إطلاق نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان (رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة) مشروع (البحر الأحمر) السياحي الممتد لـ 200 كلم على سواحل البحر الأحمر من الجهة الشمالية الغربية للمملكة ما بين مدينتي أملج والوجه، يأتي امتدادا لحرص الملك سلمان بن عبدالعزيز على حفظ هذه الثروات الطبيعية، وتعزيز علاقة المواطن بها من خلال رؤية نهضوية للسياحة البيئية تتيح له فرصة الاستفادة من مكتسباتها، ويقف خلف تنفيذ هذا المشروع الوطني بشكل كبير صندوق الاستثمارات العامة.

مساحة جيوسياسية

وللبحر الأحمر مكانة كبيرة لدى الجغرافيين، إذ قال مدير عام مركز تاريخ البحر الأحمر وغربي المملكة التابع لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور هاني العبدلي، إن الكثير من الباحثين اهتموا بدراسته عبر التاريخ نظرا لتميز موقعه الجغرافي الذي يربط بين قارات آسيا، وأفريقيا، وصولا إلى أوروبا، وما طرأ عليه من تطورات مع اكتشاف النفط جعلته يمتلك مساحة جيوسياسية أكبر من مساحته الجغرافية.

وأشار إلى أن المملكة تمتلك نحو 1300 جزيرة في البحر الأحمر، مفيدا أن الجزر الموجودة ما بين مدينتي «أملج» و»الوجه» تمتاز بشواطئها الرملية البيضاء التي يمكن الاستفادة منها في إقامة المنتجعات والقرى السياحية، ناهيك عن الشعب المرجانية التي تضفي على البحر صورا جمالية تعبر عن الغناء البيئي الذي تتمتع به سواحل البحر الأحمر في المملكة ولا سيما في جزرها البكر.

وكما أعلن موقع مشروع البحر الأحمر، فإنه من المنتظر وضع حجر أساس المشروع في الربع الثالث من عام 2019، والانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022، وستشهد هذه المرحلة تطوير المطار، والميناء، والفنادق، والمساكن الفخمة، وجميع خدمات البنية التحتية والنقل، لينتقل المكان من الحلم إلى الواقع الملموس.

تنوع مصائد البحر الأحمر

• تعد سواحله من أجمل أماكن الاستيطان للكثير من الطيور والثدييات

• يحتضن 12 نوعا من الحيتان والدلافين والزواحف والفقاريات وبعض النباتات والطحالب

• يوجد به بعض الأشجار مثل شجر الشورى

• الشعب المرجانية تحفظ التوازن البيئي فيه وتتكون من 200 نوع، تأوي 400 نوع من الأسماك

مميزات البحر الأحمر

• الظواهر الجيومورفولوجية الساحلية ( الشروم، المراسي، الخلجان، الألسنة الأرضية، الوديان)

• استقرار ودفء كتله المائية في المناطق العميقة منه التي تصل إلى 2635 مترا

• درجات حرارة مياهه السطحية تتراوح بين 16 إلى 26 على مدار العام خاصة في مناطق الشمال الغربي للمملكة

مناخ منطقة مشروع البحر الأحمر بحسب قراءة السجل المناخي للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة

• معتدل بشكل عام ومن أفضل الأجواء في المملكة

• تصل درجات الحرارة في يناير من كل عام إلى 19.7 مئوية

• تصل في أغسطس من كل عام إلى 31.1 مئوية

• اتجاه الرياح بشكل عام شمالي غربي

• موسم الأمطار تهطل خلال فصل الشتاء

تنوع مصائد البحر الأحمر

• تعد سواحله من أجمل أماكن الاستيطان للكثير من الطيور والثدييات

• يحتضن 12 نوعا من الحيتان والدلافين والزواحف والفقاريات وبعض النباتات والطحالب

• يوجد به بعض الأشجار مثل شجر الشورى

• الشعب المرجانية تحفظ التوازن البيئي فيه وتتكون من 200 نوع، تأوي 400 نوع من الأسماك

البحر الأحمر ومرحلتا الانفتاح

• الأولى قبل 20 مليون سنة

• الثانية قبل 5 ملايين سنة