عبدالله المزهر

هذا بلا بوك يا عقاب!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 31 يوليو 2017

Mon - 31 Jul 2017

لو كنت مستشارا لحكومة قطر لنصحتهم بألا يتطرقوا إلى موضوع الحج. طبعا بعد المطالبة بزيادة راتبي لأنه الفائدة الوحيدة التي يكتسبها الإنسان من العمل كمستشار.

وكنت سأخبرهم بأنه يمكنهم أن يختلفوا مع السعودية كيفما يشاؤون وبالطريقة التي يريدون وربما ينجحون وربما يفشلون فكل الاحتمالات واردة، لكن التطرق لموضوع الحج، ومحاولة التقليل من الجهود التي تبذلها المملكة من أجل الحج والحجاج لن يكونا سوى نوع من العبث الواضح الذي يكذبه الواقع، ولا يحتاج إلى كثير من الجهد لتفنيده والرد عليه. بل إني أظن أنه مرحلة من السفه الذي لا يحتاج للرد عليه من الأساس.

وبما أن الأشياء بالأشياء تذكر، فقد قرأت عن تصريح لوزير الخارجية القطري يقول إنه لم يصدر من أي مسؤول قطري أي تصريح أو تلميح بخصوص الحج. وأعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لاستخدام المثل الجميل «هذا بلا بوك يا عقاب»، لأن المسؤولين لم يصرحوا بالفعل ولكن الجزيرة فعلت ذلك، والله وخلقه والحكومة القطرية وحكومات العالم الأول والثالث وما بينهما من عوالم يعلمون أن الجزيرة لا تتحدث وهي متكئة على «حرية الإعلام» خاصة فيما يخص الشأن القطري والمسؤولين القطريين. ولكنها تتحدث بما لا يجرؤ «المسؤول» على التصريح به.

وأظن أن لب الخلاف بين القطريين وجيرانهم هو ازدواجية الخطاب، المسؤولون يتغزلون بجيرانهم والإعلام يشتمهم ويقلل منهم ـ كما يفعل الجميع حاليا ـ والحق أني حتى على المستوى الشخصي أحترم الشخص الذي يشتمني بشكل مباشر ويعبر عن رأيه في بصراحة ووضوح. ولا أحترم كثيرا من يمدحني بنفسه ويرسل آخرين ليشتموني نيابة عنه. وأظن أني لو كنت دولة لكنت أحترم الدول بناء على هذه القاعدة أيضا.

وعلى أي حال..

كتبت هذا المقال لسببين، الأول هو أني أعرض على الحكومة القطرية توظيفي كمستشار لإيماني المطلق بأني سأكون أكثر جدوى من غيري، أما السبب الثاني فهو أني أردت القول بأن السعوديين الذين استقبلوا كل أمم الأرض من محبيهم وكارهيهم سيستقبلون القطريين بمحبة لأنهم أشقاء قبل أي شيء آخر، ويوما ما سيكون كل هذا ماضيا، وهم مرحب بهم حجاجا ومعتمرين وزوارا حتى وإن لم يرق هذا الأمر لوزارة الجزيرة.

agrni@