الجبير: طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب

الاحد - 30 يوليو 2017

Sun - 30 Jul 2017

أسس اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب الذي استضافته البحرين أمس، قاعدة لانطلاق حوار مشروط مع قطر لإنهاء الأزمة الناتجة عن دعمها للإرهاب والتطرف ونشر خطاب الكراهية والتحريض واستضافتها للفارين من العدالة.



التشاؤم سيد الموقف

ومع أن هذه الدعوة تعد الأولى من نوعها منذ قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر لعلاقتها مع قطر، إلا أن التشاؤم لا يزال سيد الموقف إزاء جدية الدوحة في التعاطي مع المطالب الـ13 والمبادئ الستة التي سبق للدول الأربع الإعلان عنها في وقت سابق.



وبعد اجتماع استمر ساعات في العاصمة المنامة، خرج وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ببيان عكس تمسكهم بالموقف من قطر، وضرورة وقفها دعم وتمويل الإرهاب والمنظمات الخارجة عن القانون.

تسييس الحج

ولم تغب محاولات قطر تسييس فريضة الحج عن دائرة اهتمامات الاجتماع الرباعي، حيث استنكر الوزراء في بيانهم عرقلة سلطات الدوحة المتعمد لأداء مواطنيها فريضة الحج لهذا العام.



وفي الوقت الذي حذر فيه وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قطر، من أن تضع نفسها في خانة العدو الإيراني بمطالبتها تدويل الحرمين الشريفين، وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تلك الدعوة بأنها تسييس غير مقبول ومرفوض، وأنه عمل عدواني وإعلان حرب، مؤكدا على احتفاظ السعودية بحق الرد على ذلك.



حوار مشروط

وفي موقف متطور، أبدت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب استعدادها للحوار مع قطر شريطة أن تعلن «رغبتها الصادقة والعملية» بوقف دعم وتمويل الإرهاب والتطرف والكف عن خطاب الكراهية والالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتنفيذ المطالب الـ13 والمبادئ الستة التي تضمنها بيان القاهرة.



وفيما كانت التساؤلات حاضرة وبقوة حيال شكل الحوار المتوقع مع قطر، شدد وزراء خارجية الدول الأربع على أن أي حوار ممكن أن يتم مع السلطات في الدوحة لن يحمل أي تنازل لأي من المطالب أو المبادئ الستة، لافتين إلى أن الحوار إن تم سيركز على الآلية التنفيذية الخاصة بتنفيذ الشروط والمبادئ المعلن عنها في وقت سابق.



بيان المنامة

وكان وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قد عقدوا اجتماعهم الثاني في المنامة أمس، في إطار استمرار التشاور بينهم حيال الأزمة مع قطر.



وطبقا لبيان المنامة، فقد «استعرض الوزراء آخر التطورات إزاء الأزمة والاتصالات التي أجروها على الصعيدين الإقليمي والدولي، مؤكدين استمرار التنسيق الوثيق بما يعزز من التضامن من الدول الأربع ودعم الأمن القومي العربي والقضاء على الإرهاب حفاظا على الأمن والسلم الدوليين».



وجدد البيان الرباعي الصادر عن اجتماعات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب على المبادئ الستة التي تم الإعلان عنها في اجتماع القاهرة، والتي وصفها البيان بأنها «تمثل الإجماع الدولي حيال مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويله ورفض التدخلات في الشؤون الأخرى»، كما شدد البيان على أهمية تطبيق قطر لاتفاقي الرياض 2013 و2014، داعيا إياها للاستجابة للمطالب الـ13 بما يحقق أمن المنطقة والعالم.



أعمال سيادة

وردا على مزاعم السلطات القطرية التي تطعن في شرعية الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع بحقها، أكد البيان الرباعي بأن جميع الإجراءات التي تمت في هذا الصدد «تعد من أعمال السيادة وتتوافق مع القانون الدولي».



وهنا أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن الإجراءات التي تم اتخاذها تعد إجراءات سيادية وهي اتخذت بسبب سياسات الحكومة القطرية بدعم الإرهاب وتمويله واستضافة أشخاص متورطين بالإرهاب ونشر الكراهية والتحريض والتدخلات في شؤون الدول الأخرى، وعدم التزامها بتنفيذ اتفاقي الرياض 2013 و2014».



تثمين الدور الكويتي

وفي مؤشر يعكس تجديد الثقة بدور الوسيط الكويتي، أعلنت الدول الأربع تثمينها للدور الذي يقوم به أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الأزمة مع قطر.



ولم تغب التساؤلات حيال الإجراءات الإضافية المتوقعة بحق قطر، عن أجواء المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمع وزراء خارجية السعودية عادل الجبير ومصر سامح شكري والبحرين خالد آل خليفة والإماراتي عبدالله بن زايد.



خيار النهج والمسيرة

وقال بن زايد في رده على سؤال حول الإجراءات العقابية الإضافية «من المهم أن أي خطوات تقوم بها دولنا تعكس القانون الدولي، ولا بد أن هذه الخطوات يكون هناك فيه إجماع من الدول الأربع باتخاذها، وأن نقلل قدر الإمكان من أن تكون هناك أي انعكاسات على المواطن القطري. بعض خطواتنا كان لها انعكاسات، ولكنها أقل ما استطعنا اتخاذه من خطوات، ولكن المسؤولية الأساسية هي مسؤولية الدولة القطرية، الدولة القطرية تستطيع أن تعمل بمحيطها العربي بسهولة ويسر، ولكن على القيادة القطرية أن تختار النهج والمسير».



نفي مزاعم

ومقابل مزاعم تعقيد السعودية لقدوم الحجاج القطريين الراغبين في أداء الفريضة هذا العام، نفى الجبير ذلك جملة وتفصيلا. وقال «تاريخ المملكة واضح فيما يتعلق بتسهيل قدوم أي زائر لبيت الله الحرام سواء في عمرة أو حج والمملكة تبذل جهودا كبيرة، وهي لا تقبل أن يكون هناك تسييس لملف الحج، لأنها مشاعر مقدسة وواجب لكل مسلم، وهي تسهل قدوم أي مسلم، ونحن نرفض ما تقوم به قطر في محاولة تسييس هذا الأمر. الأشقاء في قطر مرحب بهم كما هو مرحب بأي مسلم يرغب بزيارة المملكة».



وحيال التعاون العسكري بين البحرين ومصر، نفى وزيرا خارجية المنامة والقاهرة أن يكون موجها ضد أحد، فيما عد الشيخ خالد آل خليفة التقارير التي تحدثت عن تواجد عسكري مصري بالقرب من جزيرة حوار بأنها تقارير إعلامية.



تحذير سعودي

وعن موقف السعودية إزاء الأنباء التي تتحدث عن احتمالية نشر عسكريين إيرانيين على الأراضي القطرية، قال الوزير عادل الجبير «إن أي دولة تتعامل مع إيران النتيجة ستكون سلبية عليها، فإيران لم يأت منها إلا الفساد والخراب والقتل والدمار.. ليس هناك دولة تعاملت مع إيران ورأت خيرا منها.. الدولة القطرية قد لا تقيم الأمور بالشكل المطلوب من خلال تعاونها مع إيران. قطر تتحمل مسؤولية هذا التعامل ولا أعتقد أن الشعب القطري يقبل بأن يكون لإيران أي دور في أراضيه».



موقف ثابت

واتفق الوزراء الأربعة في سياق استعداد دولهم للحوار مع قطر، أن تنفذ الدوحة الشروط والمطالب والمبادئ المطلوبة منها أولا.



وقال وزير خارجية البحرين إنه لن يتم إسقاط أي من المطالب أو استبدال أي من المواقف، لافتا إلى أن إعلانهم للاستعداد للحوار هو رسالة للعالم، غير أنه شدد على أن نجاح ذلك يتطلب أن يكون على أسس قوية وثابتة وغير قابلة للتراجع منها، والالتزام بالكلمة والتوقيع.



بدوره شكك الجبير في مدى جدية الدوحة في الدخول في حوار مع الدول الأربع للاتفاق على آلية تنفيذ المطالب والمبادئ، في وقت أعاد فيه وزير خارجية الإمارات إلى الأذهان نكث الدوحة بتعهداتها التي أبرمتها في العامين 2013 و2014 متسائلا عما إذا كانت قطر ستعود للتوقيع والنكث مجددا وعن مدى رغبتها في التعهد مجددا والاستمرار بنفس نهجها السابق.



المطالب الـ13

من جهته، أكد وزير خارجية مصر سامح شكري أن بيان القاهرة لم يهدر المطالب الـ13 التي تم الإعلان عنها من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب سابقا، بل صاغ المبادئ الستة التي على أساسها يتم التعامل مع موضوع مكافحة الإرهاب بكل شمولية. وقال «موقفنا ثابت وواضح بالشروط المرتبطة بأي حوار، ونطاقه محصور فقط بالآليات التنفيذية لتحقيق المبادئ والشروط، وأؤكد عليه أنه مرتبط بالتنفيذ الكامل للمطالب والمبادئ».



«السعودية خادمة الحرمين، وملكها خادم الحرمين، وهذا ما نقوم به وهو شرف للحكومة والشعب، ما يقوم به القطريون مراوجة وهو عمل غير مسؤول وغير منطقي وغير مقبول ومرفوض تماما».

عادل الجبير



« الأزمة مع قطر تشكل لنا أهمية كبرى لمصلحة استقرار المنطقة، نحن نريد أن تحل قطر الأمور المتطلبة عليها، ساعتها سيكون هناك تفاؤلالـ13 والمبادئ الستة التي تضمنها بيان القاهرة».

الشيخ خالد آل خليفة



5 شروط لقبول الحوار مع قطر.. ولا تنازلات

1 إبداء الرغبة الصادقة والعملية وهو ما يعني اتخاذ خطوات على الأرض

2 وقف دعم وتمويل الإرهاب والتطرف

3 الكف عن خطاب الكراهية

4 الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى

5 تنفيذ المطالب الـ13 والمبادئ الستة التي تضمنها بيان القاهرة