عبدالله المزهر

علمانية الدجاجة والغزال!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 30 يوليو 2017

Sun - 30 Jul 2017

السفير الإماراتي في واشنطن صرح بأن السعودية والإمارات والبحرين ومصر تريد أن تصبح دولا علمانية، أو شيئا من هذا القبيل. وبداية فإني أتحفظ كثيرا على أن يصرح غير السعوديين نيابة عن السعوديين أيا كانوا ومهما كان مدى قربهم ومهما كانوا حلفاء وأشقاء. فالسعوديون لديهم القدرة على التصريح بما يريدون وبما يخططون له وبما يطمحون إليه.



هذا أولا، أما ثانيا فقد لفت نظري ـ وفقني الله ـ أن أكثر المعترضين على هذا التصريح هم أنفسهم بشحمهم ولحمهم وأقلامهم ولوحات مفاتيحهم الذين يهيمون عشقا بالتجربة التركية العلمانية. ويرون أنها علمانية وفق الضوابط الشرعية، وأنها ـ أي العلمانية ـ كانت أداة التحول الرئيسية من الأسوأ إلى الأفضل حسبما يرون ويعتقدون.



ووصل الإيمان بدعوة الرئيس الطيب إردوغان إلى درجة تشبه علمانيته بأنها أقرب شيء إلى بداية دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام. ويقنعون أنفسهم بأن «علمانيته» هي مرحلة الدعوة السرية، وسوف تنتهي إلى الجهر بالدعوة وانتهاء العلمانية. وهم يعلمون يقينا أن هذا لن يحدث ولكنها «تصبيرة» يشبعون بها «عين الرضى»، وللتذكير فإن أول نصيحة وجهها إردوغان إلى دولة الإخوان في مصر هي أنهم إن أرادوا النجاح فإن عليهم أن يكونوا دولة علمانية، وأن أي اتجاه آخر سيعني الفشل. وقال إنه لا يوجد إنسان علماني، ولكنه يوجد نظام علماني، إلى آخر تلك النصائح التي يمكنكم الرجوع إليها والبحث عنها. وهذه ليست نصائح رجل يريد أن يتخلى عن العلمانية، ثم إن مصر حينها لم تكن بحاجة «للتدرج» مثل تركيا وهي الحجة التي يبرر بها عشاق طرابزون علمانية أنقرة.



وعلى أي حال..

ربما يبدو للوهلة الأولى أنني أدعو لاعتناق العلمانية دينا جديدا، والحقيقة أني لست كذلك ـ في هذا المقال على الأقل ـ وكل ما في الأمر أني لا أحب كثيرا المبادئ المطاطة، لأنها مؤذية حتى لمعتنقها، وتظهره وكأنه دجاجة تحاول تعليم الغزال كيف يطير. وهو مشهد مضحك أكثر من كونه دورة تدريبية يمكن الاعتماد عليها. أو علما يمكن الاعتداد به.



agrni@